ضَاعَتْ دِمَشْقُ وضِعتُ بين خرابها
محمد جربوعة
قالت (هلكْنا).. لم نجدْ ما نأكلُ
ضاقت علينا الحالُ .. ماذا نفعلُ؟
أفبَعدَ عزّ الشامِ نرجع هكذا
نقتاتُ عُشْبَ الأرضِ أو نتسوّلُ ؟
جاوزتُ سبعيني .. تعِبْتُ..مريضةٌ
والقلبُ لحمٌ .. كم تُرى يتحمّلُ ؟
أوَهكذا أُنْهِي حَيَاتِي … حسرتي
جوعانةً ومريضةً أتوسّلُ ؟
لَوْلا المُكابَرةُ التي في داخِلِي
لمدْدتُ كفّي للذي قد يبذلُ
الشيبُ يمنعني .. وذِكرى عزّنا
وعيون أبنائي .. وذلٌّ يقتلُ
في الليل ألقي الرأس فوق وسادتي
وأروحُ أُصْعِدُ في الخيالِ وأُنزلُ
وأقول: ( يا الله شيبي متعَبٌ )
ويسيل من عينيّ ماء أكحلُ
أمُّ الرجال أنا، أأُصبحُ هكذا
مسكينةً في شيبتي ( أتبهدلُ )؟
لا دفءَ يغمرني .. فقدتُ مكانتي
والشيء إن فقدَ المكانةَ يُهمَلُ
ماذا سأُنزلُ يا ترى عن كاهلي
ليخفّ حملي ؟..كل جسمي مُثقَلُ
أنا لم أكن أدري بأنّ حياتنا
سَتُدِيْرُ ظَهْرَ الصَّفْوِ أو تَتَبَدّلُ
ضَاعَتْ دِمَشْقُ وضِعتُ بين خرابها
وتفرّقَ الشملُ الجميل الأوّلُ