قال الله سبحانه لحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام :
( إنا كفيناك المستهزئين ) وقال :
(إن شانئك هو الأبتر ) وقال :
(إلا تنصروه فقد نصره الله ) ...
فهل بعد هذا التأييد وهذا الحفظ وهذه المكانة ... من مكان لمسيء فردا كان أو أهل ملة أو أرباب عداوة ، ألا فليخسأ ( لارس فيلكس ) وأمثاله من المسيئين في قديم الدهر وحاضره : من عرب أو عجم أو إفرنج ، فقد خسئ مَن عوقب قبلهم ، وسيخسأ مَن يأتي بعدهم :
فرعونُ والنمرودُ والأقرانُ = لينينُ واستالينُ والأعوانُ
والفرسُ والهندوسُ والأمم التي= باءت بسوءِ الفعلِ والرومانُ
والمشركون الأولون ومن أتوا = في إثرهم بالكفرِ والأقرانُ
أما اليهودُ وصحبهم فزوالهم = آتٍ وفيه يلتقي الجمعانُ
هلك التتارُ مع المغول وأدبرت = بعد اندحارٍ تلكم الصلبانُ
وطغاتهم وطغاتنا ومَن ارتأى = فسقًا وفحشا ساقه الشيطانُ
مَن ضلَّ بئس وحارب الإسلامَ إذ = هزَّت نذالةَ نفسِه الأضغانُ
وارتدَّ مأفونا كشانئ ديننا = فطواه في المستنقعِ النسيانُ
ماذا أعددُ والجناةُ نعيبُهم = ما أدركته لنتنه الغربانُ
واليوم أعني عصرَنا هذا الذي = عاثت بكلِّ بقاعه الجرذانُ
فسقٌ وكفرٌ وانحلالٌ فاحشٌ = وبمثلها لم تشهد الأزمانُ
حربٌ على الدين الحنيفِ وغارةٌ = هوجاءُ فيها تضرم النيرانُ
ودسائس الإعلام مكرٌ فاضحٌ = وبزورها يتسابقُ الأخدانُ
فممثلون أسافل الفن الذي = أغرى الشبابَ فجره العصيانُ
وممثلاتٌ ساقطاتٌ هُنَّ مَن = أغْرَيْنَ جيلا دربُه الخسرانُ
أما النجومُ فهُنَّ وا أسفي على = قيمٍ تضيعُ ولفها الهجرانُ
أما نجومُ الفن أصحاب الهوى = فَهُـمُ به الأبطالُ والفرسانُ
أما العقيدةُ عندهم فهي التي = يرمي سُمُوَ جلالهـا الغلمانُ
سفهاءُ هذا الجيلِ باتوا للهدى = أعداءَه واستُحسِنَ البُطلانُ
واستمرؤوا الذل المقيتَ وأدلجوا = بيدِ الضياعِ يقودهم خوَّانُ
وخوت مروءةُ أمةٍ قد هابها = قبلَ الضياعِ الفرسُ والرومانُ
وتجرأ الفجارُ من أمم غوت = فرمى المسيءُ الآثمُ ( الثُّعبانُ )
(فيلكسُ )هذا الأرعنُ الملعونُ قد = ذاق الجزاءَ فحـالُه الخسرانُ
لاعاشَ مَن يؤذي الحبيبَ مُحَمَّدًا = فجزاؤُه رغمَ العدا نيرانُ
قد أحرقتْه وحارسيه وإنهـا = صفعاتُ ربٍّ شأنها الإتقانُ
قل للذين يسرُّهم ظلْمُ العدا = لشريعةٍ أوحى بها الرحمنُ
إنَّ المكانة لا تزال لأُمَّــةٍ = ولأهلها قيم العلى أركانُ
الدين رغم أنوفهم باقٍ هنا = في أمة لم يفنها الطغيانُ
والسُّنة الغراءُ ملءُ وجودنا = تزهو ويُحفظُ هاهنا القرآنُ
مهما أساؤوا أو تمادى بغيُهم = فلهم تبارٌ محدقٌ وهوانُ
ولنا البشائرُ أقبلت وكما بها = قال النبيُّ وصبرُنا عنوانُ
ولعلنا رغم العداوةِ منهمُ = جاءت دمارا ملؤها الأضغانُ
نأتي إليهم منقذين فرحمةٌ = إسلامنا وسعادةٌ وجِنانُ
نأتي بما أمر الرحيمُ فدينُنا = للعالمين الروحُ والريحانُ