صورة أم عجوز ، تحرق سريراً خشبياً للأطفال ، وقد تركها أبناؤها الستة ، ولم يعد يسأل أحد منهم عنها !؟ فأرادت أن تدفن ذكرياتها معهم ، كما دفنوا برها !!!؟ فأحزنتني وأبكتني ، و ذكرتني بقصيدة تربوية كنت قد كتبتها لطلابي في المرحلة المتوسطة بجسر الشغور عام ١٩٧٣ م
* * *
* * *
* * *
سُئل النبيُّ معلمُ العلماءِ ……؟= عمّن أحقُّ بصحبة الأبناءِ
فأجاب مَنْ حملتْك تسعةَ أشهر =واستعذبتْ سهراً وليلَ عَناء
رفع الإلهُ مقامَها ، فجِنانُه ……. = مِن تحتِ أقدامٍ لها ورِضاء !
فاحرص على بِرّ الرؤوم فإنّ مَن =بَرّ الرؤومَ يكون في السٌّعداء
لكنّ سائلَه أعاد، و ثم مَن ……. ؟= قال : التي عُرفتْ بفيض عَطاءِ
مَن مثلُها في عطفها. وحنانِها ؟= أمٌّ ! ومافي الكون مِن نُظراء !
لم تبخلِ الأمُّ الحنونُ بعمرها = رُدّ الجميلَ لها ببعض وفاء !
واحذر عقوقَ الأم ياهذا ، وكن = سنداً على السّراء والضّرّاء
لكنّ سائلَه أعاد : وثُمْ مَن ؟ = قال : التي أمستْ بغير غِطاء !
تحنو عليك ! أما ذكرتَ حنانَها ؟ =وتقيك من ألمٍ ومن أدواء !!
لو كنتَ تعرف فضلَها لبررتَها =بِرّاً يليق بأخلص الشرفاء !!
وأعاد سائله السؤالَ : وثم مَن = مِن بعد أمي ؟ ياأبا الزهراء !
فأجابه الهادي : أبوك ! ولاأرى = مِن بعدها أحداً سوى الآباء !
فأطِعْهما ، وارفع يديك تضرُّعاً = واهتف : إلهي !أكرمَ الكرماء
اِرحمْهما قد ربيّاني مسلماً ….. =واغفر إلهي واستجِب لدعائي