دمعة وفاء ورثاء
على أخي في الله: العالم الجليل
الشيخ أحمد الإسماعيل، رحمه الله تعالى
1- يَا عَينُ جُودِي بِالدُّمُوعِ سُيُولَا و ابْكِي لِأحْمَدَ ؛ نَجْلِ إسْمَاعِيلَا
2- العالمُ المفضال و الشهمُ الذي قد كانَ - في درب الهدى- قنديلا
3- مُذْ جاءني صُبْحِي بنعيِ وفاته أمسيتُ مِن دَهَشِي أُرَى مَخْبُولا
4- و بقيتُ مدهوشا - ثلاثا- كاسِفًا وذَهَلْتُ مِن نَعْيِ الحَبِيبِ ذُهُولا
*********
5- سُبحانَ قاهِرِنَا ؛ بِقَبْضِ نُفوسِنا بِالرُّسْلِ ، مَعْ أستاذِهِمْ عِزْرِيلَا
6- ماتَ الحَبِيبُ أخُو الزَّهَادةِ والتُّقَى ومَضَى إلى الرَّحمنِ؛ شَدَّ رَحِيلَا
7- وقَضَى الفقيهُ الشافِعيُّ المُقْتَدَى وغَدَا - إلى دارِ الخُلُودِ - نَبِيلَا
*********
8- هُوَ شَيخُ غَيلانِيَّة ، و خَطِيبُها قد كانَ فخرَ البابِ؛ كان جَلِيلا
9- هُوَ صِهْرُ مولانا عَلِيِّ المُرْتَضَى أعْنِي بِهِ المَسْعُودَ و المَقْبُولَا
10- العالِمَ الرِّبِّيّْ المُبارَكَ شَيْخَنَا مَنْ ذِكْرُهُ كَالمِسكِ؛ عَزَّ مَثِيلَا
*********
11- دَرَسَ العُلومَ بِرَبْعِ "كِلْتَاوِيَّةٍ" نَهِلَ الفُنُونَ بها , و عَلَّ عَلِيلا
12- في عهدِ ربانيِّها ، و مُدِيرِها العَارِفِ النبهانِ ؛ حازَ قَبُولا
13- قد كان مِن رُوَّادِها ورَعِيلِها وأوَائلٍ ؛ نالُوا - بِه- المَأمُولَا
14- و بِها تَخَرَّجَ حَائِزًا لِشَهَادَةٍ بِشَرِيعَةٍ والضَّادِ ؛ نالَ جَزِيلا
15- ومَضَى لِيَرْتَضِعَ العُلُومَ مِنَ ازْهَرٍ
مِنْ ثَدْيِهِ , و مُحَصِّلًا تَحْصِيلَا
16- عن جِلَّةِ العُلَمَا كَـ"عَبْدِ حَلِيمِهِمْ مَحْمُودِ" مَن حازَ العُلَا والسُّولَا
17- و بِه تَخرَّجَ ؛ مُحرِزًا لإجَازةٍ - مِن بِعد أربعَ - نائِلًا تَفضِيلا
*********
2
18- وأتَى لِسُورْيَا كَيْ يَبُثَّ عُلومَه بينَ الأهالي ؛ بُكرةً و أصِيلَا
19- فمضى لِـ"قحْطَانِيَّةٍ" فـ"جَرَابْلُسٍ بِهِمَا أفَادَ العِلْمَ ، و التَّحْصِيلَا
20- وعَقِيبَهَا في"البَابِ" ألقَى رَحْلَهُ و بِهَا استَقرَّ ؛ مُعَلِّمًا و رَسِيلَا
*********
21- ماذا أقُولُ بِنَعْتِهِ ، و خِلَالِهِ و مُفَصِّلًا - عن نُبْلِهِ - تَفْصِيلَا
22- هُوَ كالزُّلَالِ ؛ حَلَاوَةً و نَقَاوَةً يَحْكِي"الفُرَاتَ"- عُذُوبَةً- و"النِّيلَا"
23- حُلْوُ التَّعَاشُرِ؛ طَيِّبٌ مُتَوَاضِعٌ يحكي النَّسِيمَ ؛ بَلِيلَهُ و عَلِيلَا
24- هَشٌّ بَشُوشٌ مَعْ تُقًى وتَزَهُّدٍ و مِنَ الحَيَاءِ ؛ مُقَلَّدٌ إكْلِيلَا
25- طلقُ المُحَيَّا , كانَ جَمَّ تأدُّبٍ و كَلامُه - بينَ الحُضُورِ- قليلا
26- وهو السَّخِيّْ المِضْيَافُ في بَيتٍ لهُ
يُولِي الكَرَامَةَ ؛ ضَيفَهُ و نَزِيلا
*********
27- سَلْ عنهُ غَيلانيةً ، و رُبُوعَها سل مَسجدا - في ربعِها- مأهُولا
28- إذْ ظلَّ يَخطبُ جُمْعةً في أهلِها و لِثُلْثِ قَرْنٍ ؛ دائمًا مَوصُولا
*********
29- ما أنسَ لا أنسَى لَيَالِيَ حُلْوَةً - في ريف "بابٍ"- مُثِّلَتْ تَمْثِيلَا
30- إذ كنتُ في"بَاروزةٍ" أدعُو بِها و إمَامَهَا , و خَطِيبَها , و كَفِيلَا
31- ولِشَيخِنا المَسعُودِ حِينًا زَوْرَةٌ في رَحبِهِ نَلقَى المُنَى و السُّولَا
32- بِالشَّيخِ أحمَدَ ألتَقِي في بيتِه حِينًا ؛ فأسعَدُ - بِاللِّقَاءِ- جَزِيلَا
3
33- ومَجَالِسٍ لِلذِّكرِ صَافٍ خَمْرُها مِن قَبْلِ آدَمَ عُتِّقَتْ تَثْقِيلَا؟!
34- وبِها حَضَرْنَا كارِعِينَ لِكَأسِهَا فَتَثَمَّلَتْ - أرْوِاحُنَا - تَثْمِيلَا
35- في رَوضَةٍ - قُدسِيَّةٍ - ألَّاقَةٍ
تَسْبِي القلوبَ - بِسِحْرِهَا- وعُقُولا!
36- تِلكَ المَجَالِسُ لو تُقدَّر قيمَةً - بِالدُّرِّ و المَرْجانِ - كانَ ضَئِيلا
37- سُقيًا لها ! فَلُبَانَتِي لم أقضِهَا مِنْهَا؛ فَصِرْتُ - بأسْرِهَا- مَغْلُولَا؟!
*********
38- رَحَمَاتِكَ اللَّهُمَّ ! أغْدِقْهَا عَلَى جَدَثٍ لِأحمَدَ ؛ بُكْرَةً و أصِيلَا
39- يا رَبِّ أكرِمْ نُزْلَهُ , و تَوَلَّهُ ! بِمَرَاحِمٍ تَتْرَى ؛ أنِلْهُ قَبُولا
40- أدخِلْهُ رَبِّي! في الفَرَادِيسِ العُلَى أسكِنهُ ظِلًّا - وارِفًا- و ظلِيلا
41- و كَذاكَ طُلابٌ لهُ , و أحِبَّةٌ أسْبِلْ عَلَيهِم سَتْرَكَ المَسْدُولا
42- لِسَعَادَةِ الدارَينِ فَارْزُقْ جَمْعَهُمْ وأفِضْ عليهم سَيْبَكَ المَأْمُولَا
*********
4
*غريب القصيدة:
(1) نجل: ابن. (2) المفضال: كثير الفضل. *الشهم: صاحب المروءة والنجدة. *الهدى: دين الإسلام الحنيف.
(3) الدهَش: الحَيرة والذُّهُول. *المخبول: مثل المجنون. والخَبَل: نوع منه.
(4) كاسفا: متغير اللون والوجه. *المعجم الوسيط 787. *ذَهَلت: دَهِشتُ وحزنت. وفي معجم متن اللغة لأحمد رضا 2/512: الذُّهُول: شُغْلٌ يُورِثُ حُزنًا ونِسْيَانًا.
(5) قاهرنا: غالبنا. *نفوسنا: أرواحنا. وقبض النفوس بالرسل: أي عن طريق الملائكة أعوان ملك الموت عزرائيل عليه السلام, وفيه إشارة إلى قوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون*). سورة الأنعام 61.
*مع أستاذهم عزريلا: مع قائدهم ورئيسهم عزرائيل عليه السلام, وفيه إشارة إلى قوله سبحانه: (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّلَ بكم ثم إلى ربكم ترجعون*). السجدة 11.
(6) الزهادة: مصدر بمعنى الزُّهْد. المصباح المنير 164. *مضى وشد رحيلا: ذهب عن هذه الدنيا الفانية وتركها.
(7) قضى: مات. *نبيلا: فاضلا. نحسبه كذلك, ولا نزكيه على الله تعالى.
(10) الربي: الربَّانِيُّ الولي الصالح. *عَزَّ مثيلا: قَلَّ أمثاله في هذا الزمان.
(11) الرَّبْع: المكان. *نبذة عن مدرسة الكلتاوية:
*اسمها: "دار نهضة العلوم الشرعية", وهي مدرسة عظيمة, ومن أهم مدارس سورية الشرعية. تقع في مدينة حلب في "باب الحديد- قبو النجارين"بعد الدخول في القبو بنحو 150 مترا يسارًا في زقاق وهضبة.
5
*الكلتاوية القديمة: نسبتها إلى المدرسة القديمة التي أوقفها وأسسها وبناها الأمير "طقتمر الكِلْتَاوِيّ" ت 787هـ, ثم دُفِنَ فيها. وبنى إلى جانب تلك المدرسة دارا كبيرة واسعة مُرَخَّمَة, وتحتها حوانيت واصطبلات واسعة, ووقف الجميع, كما وقف على المدرسة الكلتاوية أوقافا كثيرة, وشرط أن يكون مُدرِّسُها وطلابها على المذهب الحنفي.
ثم اندثرت تلك المدرسة وامَّحَت ودرست معالمها كما يقول مؤرخ حلب الشهير الشيخ كامل الغزي ت 1933م رحمه الله. نهر الذهب 2/390- 391, "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا" على الشابكة.
*نهِل: شرب الشُّرْب الأول حتى رَوِيَ. والشرب الثاني هو العَلَلُ. معجم متن اللغة 5/563. *الفنون: ج فَنٍّ, العلوم. *عَلَّ: شَرِبَ ثانِيًا.
*الكلتاوية الجديدة: ثم أحياها مرة أخرى الشيخ والرجل الصالح الحلبي الشهير الشيخ محمد النبهان ت 1974م طيب الله ثراه, وافتتحها مدرسة للعلوم الإسلامية والعربية سنة 1964م, وأتى لها بخيرة العلماء والمدرسين, وخرَّجت أجيالا من العلماء والدعاة والباحثين, ومن أشهرهم: العلامة النحوي الشيخ د. محمود فَجَّال رحمه الله, والشيخ د. محمود الزين رحمه الله, والعلامة الشيخ محمد أمين مشاعل رحمه الله, والفقيه النحوي الشيخ حسين علي كنو ت 2014م رحمه الله, والباحث الشيخ د. علي مشاعل, وأستاذنا الشيخ حمزة عبد الله الويسي.
(12) حاز الشيء: ناله, حصل عليه. (13) روادها ورعيلها: طلابها الأوائل.
(15) محصلا تحصيلا: جامعا للعلم؛ حصَّل العلم: حازه وجمعه.
(16) جلة العلماء: عظماؤهم وكبارهم. وفي متن اللغة: الجِلَّة: السادة العظماء ذوو الأخطار -"أي: الأشراف"- ج 1/558. *العلامة الكبير والمصنف صاحب التصانيف المفيدة العديدة الصوفي الشيخ د. عبد الحليم محمود المصري شيخ الأزهر آنذاك ت 1976م رحمه الله تعالى.
*العُلا: الشرف. *السول: السُّؤْل؛ المطلوب. (17) مُحْرِزًا: حاصلا على.
(18) يبث: ينشر. *بكرة وأصيلا: صباحًا ومساءً.
(19) القحطانية: قرية في القامشلي - الحسكة شرقي سورية. *جرابلس: منطقة ومدينة تابعة لمحافظة حلب, شرقي حلب, وشمال مدينة منبج.
(20) عقيبها: بعدها. *ألقى رحله: استَقَرَّ. *الرَّسِيل: الماء العَذْبِ والسَّهْل.
(21) نعته: وصفه. *خلاله: ج خَلَّة, خِصاله وأخلاقه الحسنة. المعجم الوسيط 253. *نُبْله: فضله.
7
(22) الزُّلَال: الماء العذْب الحُلو. *نقاوة: عفة وطهارة. *يحكي: يُشْبه.
*عذوبة: حلاوة. (23) التعاشر: المُعاشرة والمُخالطة والمُعاملة. *النسيم البليل والعليل: البارد المُنعِش.
(24) هش بشوش: ضاحك ومتبسم لِمَن يلقاه. *الإكليل: التاج, وطاقة من الورود يتزين بها على الرأس أو الصدر. الوسيط 791.
(25) طلق المحيا: بشوش الوجه ضاحِكُه. *جم: كثير.
(26) السخي: الكريم جِدًّا. *المضياف: كثير الضيوف. *يولي الكرامة: يكرم الضيف. *النزيل: الزائر والضيف؛ مَن ينزل عندك في بيتك.
(30) مُثِّلَت: رَسَخَت وثَبَتت. *الباروزة: قرية تتبع ناحية "أخترين" منطقة "أعزاز", تقع شمال مدينة الباب. (31) زورة: زيارة. *رحبه: ساحته وبيته. (33) عتقت: حُفظت زمانا طويلا. (34) كارعين: شاربين بالفم لا بكفيه ولا بإناء. الوسيط 783. *تثَمَّلت: سَكِرَتْ. في هذا البيت والذي قبله إشارة إلى خمرة الحب الإلهي وتوحيده سبحانه كما هو مشهور عند السادة الصوفية؛ يقول الشيخ عمر بن الفارض ت 632هـ, رحمه الله:
شربنا على ذكر الحبيب مُدَامَةً سَكِرْنَا بِها مِن قبلِ أن تُخْلَقَ الكرمُ
ويقول سيدي الفقيه العلامة الصوفي ش عبد الغني النابلسي ت 1143هـ في أنشودته الرائعة الرائقة المرقصة الفائقة"دع جمال الوجه يظهر":
يا سقاة الراح ! قوموا طلع الفجر علينا
عن سِوَى الخَمْرَة صُومُوا أينَ مَن يَفهمُ أينا؟
خَمْرُنا خَمرُ المَعاني عُتِّقَت مِن قَبلِ آدَمْ
و لَها نحنُ القَنَانِي مُنذُ عَهدٍ قد تَقَادَمْ
(ديوان الحقائق للشيخ النابلسي 28- 29)
8
ويقول أيضا:
إن كأس التوحيد مَن يَحْتَسِيه قاءَ مِنهُ مَعَارِفًا ، و عُلُومَا
(35) ألَّاقة: مُنَوَّرة. *تَسبي: تأسِر. (36) ضئيلا: قليلا.
(37) سقيا لها: سقاها المطر؛ ما أجملها وما أحلاها! *لُبَانتي لم أقضها: حاجتي وأمنِيِّتي؛ لم أشبع منها. *مغلولا: مُقَيَّدًا مَكْبُولًا.
(38) أغدقها: انزلها غزيرة كالمطر. *الجَدَث: القبر.
(39) النُزل: الضيافة. *تولَّهُ: اِرْعَهُ. *تترى: مُتَوالِيَة.
(40) الظل الوارف والظل: الواسع الممدود. (42) سيبك: عطاءك.
9
معرفتي بفقيدنا الجليل الشيخ أحمد إسماعيل
*عقب تخرجي في "كلية الدعوة الإسلامية" بدمشق سنة 1410هـ - 1990م عملتُ إمامًا وخطيبا في قرية "الباروزة" شمالي منطقة "الباب" والتابعة لناحية "أخترين - منطقة أعزاز" التابعتين لمحافظة حلب.
فقمت بواجبي في الدعوة إلى الله فيها؛ من إمامة وخطابة وتدريس للقرآن الكريم وإفتاء الناس فيها, وقد كان أهلها من خيرة الناس معاملة ولطفا وإكراما, جزاهم الله خيرا, ورحم من توفي منهم.
*كان مرجعنا وشيخنا في تلك الربوع العالم الرباني المشهود له بالصلاح واللطف والكرم الشيخ محمد علي المسعود ت 1998م رحمه الله تعالى.
*فكنت أتردد إلى بيت ذلك الشيخ الرباني الجليل بين الفينة والأخرى زائرا ومستفتيا في المسائل التي تصعب علي؛ فأنال الشيء الكثير من علمه ونبله وفضله, وروحانيته العالية الفياضة.
*حينها تعرفت بفقيدنا الشيخ أحمد إسماعيل رحمه الله؛ فكنت ألقاه في بيت عمه والد زوجه الشيخ محمد علي المسعود أحيانا, وأحيانا قليلة أزوره في بيته, وتارة كان يُوصِلني بطريقه -"وهو ذاهب إلى الغيلانية ليخطب فيها"- يوصلي على دراجته النارية"المباركة" إلى "الباروزة" حيث عملي إمامتي وخطابتي رحمه الله تعالى.
وأقول: "دراجته النارية المباركة" برغم انتقاد أخينا الشيخ الفاضل فياض عبسو لي - حفظه الله- على قولي أثناء رثائي وترجمتي لشيخنا الشيخ عبد الرحمن بكور "دراجته المباركة".
*كما كنا نحضر أحيانا رياض ومجالس الذكر المنورة الرائعة الرائقة الفائقة المُرقصة والممتعة للقلوب والأرواح بحضور قطبها سيدي الشيخ محمد علي المسعود رحم الله روحه ونوَّرَ ضريحه؛ فسُقْيًا لتلك المجالس!!
*بقيتُ كذلك لسنتين، ثم سافرت بعدها إلى الخليج في شهر 4/1992م.
10
نبذة عن حياة الشيخ أحمد الإسماعيل رحمه الله:
*هو أحمد بن إسماعيل الحاج علي؛ أبو إسماعيل؛ عالم شافعي, ومُرَبٍّ فاضل, وإمام وخطيب ومدرس. *والده: اسماعيل, ووالدته: كلتوم.
*ولد في قرية الغيلانية التابعة لناحية "أخترين" التابعة لمنطقة "أعزاز" التابعة لمحافظة حلب؛ ولد بتاريخ 17/5/1954م, طبعا هو مصغر سنتين كما هو مكتوب بالهوية؛ أي تاريخ مولده الحقيقي هو 1952م.
*قرية الغيلانية: مسقط رأسه تبعد عن اخترين ٥ كم تقريبا من الجهة الغربية, وعن الباب ٣٠ كم, واعزاز ٣٠ كم تقريبا.
*عدد سكانها نحو 1000 نسمة، ويُكوِّنون زُهاء ١٦٠ أسرةً.
*تسميته: وقد أسماه وقتها بهذا الاسم الشيخ والرجل الصالح أحمد أبو زبيبة رحمه الله تعالى.
*دراسته وتحصيله العلمي: درس أوَّلًا في الكُتّاب عند "الشيخ حمدو" في قرية تركمان بارح المُجاورة لقريته الغيلانية، ثم التحق بالابتدائية فيها.
بعد تخرجه في "الكلتاوية" سافر إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر الشريف، وبقي فيها أربع سنوات، وبعد تخرجه من الأزهر الشريف.
*دراسته الثانوية في "دار نهضة العلوم الشرعية؛ الكلتاوية" في حلب:
بعد دراسته الابتدائية لست سنوات فيها ونيله شهادتها أرسله الشيخان: - "محمد علي المسعود الذي كان وقتها إماماً في تركمان بارح"- والشيخ عمر ملاحفجي للدراسة في "المدرسة الكلتاوية" في حلب.
فمضى إلى حلب ليدرس في مدرستها الشهيرة "دار نهضة العلوم الشرعية" المعروفة بـ "الكِلْتَاوِيَّة"؛ فدخلها سنة 1966م, ودرس فيها سنواتٍ سِتًّا لِيَتخرَّج فيها في الدُّفْعة الثالثة عام: 1971 - 1972م.
11
*من مشايخه الكبار الفقيه الشافعي الشيخ عبد الرحمن حوت رحمه الله.
*بعض المشايخ الذي درس عليهم في الكلتاوية:
1- الشيخ محمد لطفي. 2- الشيخ نذير حامد.
3- الشيخ علاء الدين علايا. 4- الشيخ بشير حداد.
5- الشيخ محمد أديب حسون. 6- الشيخ عبد الرحمن حوت.
7- الشيخ حسان فرفوطي. 8- الشيخ صالح بشير.
9- الشيخ د. محمود فجال. 10- الشيخ صالح حميدة.
11- الشيخ نزار لبنية. *زملاؤه في الكلتاوية وبعض أقرانه:
وهم الذين تخرجوا مع الشيخ أحمد في دفعته الثالثة عام 1972م, وهم أحد عشر طالبا معه؛ وها هم هؤلاء مع بلدانهم وقراهم:
1- أحمد الحاج علي إسماعيل. "الغيلانية- ناحية أخترين- منطقة أعزاز". 2- بدر الدين فيصل علاوي. "تُركان- جنوب حلب.
3- عبد العزيز الجاسم. "مقطع الحجر الصغير- منبج".
4- عبد الله إبراهيم الصغير. "الشيخ عيسى - أعزاز".
5- عبد الله الحسن. "حاج كوسا- الباب".
6- فيصل سلوم الأحمد. "احتيملات- أعزاز".
7- قاسم دعبول. "أرملة- جسر الشغور- إدلب".
8- محمد يحيى بيدق. "جسر الشغور". 9- محمود شيخ أحمد؛ الشيخ عثمان العمر. "حزوان - الباب". 10- مصطفى منصور. "دابق- أعزاز".
11- ياسين مصطفى الأحمد. "مريغل- أعزاز".
12
13
*دراسته الجامعية في الأزهر:
بعد تخرجه في "الكلتاوية" سافر إلى مصر للدراسة في "كلية أصول الدين, قسم التفسير والحديث- جامعة الأزهر"، وبقي فيها أربع سنوات؛ ليحصل على إجازتها "الليسانس" بتقدير "جيد" عام 1396هـ - 1976م.
*وفي الأزهر كان الشيخ عبد الحليم محمود أشهر شيوخه فيه, وكان شيخ الأزهر يومئذ, -"يقول ابنه إسماعيل"- : ولا أعرف غيره تخرج في الأزهر عام 1976.
*دراسته العليا:
لم يكمل دراساته العليا لكون الظروف - حينها- لم تكن تساعده.
14
*زواجه: تَمَّ في أواخر 1975, أو أول 1976؛ فقد تزوج من "عائشة" كريمة الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله تعالى.
*حياته العملية: تقدم إلى مسابقة تعيين المدرسين في "وزارة التربية والتعليم" السورية؛ ففاز فيها، وتم تعيينه عام 1980م مدرساً للتربية الإسلامية في ناحية "القحطانية" بمنطقة القامشلي محافظة الحسكة بسورية, وتقع شرقي منطقة القامشلي بنحو 30 كِيلًا, وبقي فيها سنتين.
*ثم في عام 1982م تم نقله إلى منطقة "جرابلس" شرقي حلب لِيُدَرِّس فيها سنة واحدة.
*بعدها انتقل إلى منطقة الباب وتم تعيينه مدرسا للتربية الإسلامية في "ثانوية البحتري" فيها، كما عمل مدرساً في "معهد إعداد المعلمين وقتها.
*شارك في بناء "الثانوية الشرعية" في مدينة الباب، وكان أحد أعضاء اللجنة التي ساهمت في بنائها، وبعد الانتهاء من بنائها، عمل مدرساً لمادة الفقه الشافعي فيها. *خطابته في "الغيلانية" لِنحو ثلاثة عُقود:
خلال هذه الفترة كلها كان يأتي من منطقة الباب ليخطب الجمعة في أهل قريته الغيلانية واستمر على هذه الحال ما يقارب الثلاثين سنة، بقي مرافقاً لشيخنا الشيخ محمد علي المسعود من يوم مصاهرته إلى يوم وفاة الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله تعالى عام 1998، ونهل خلال هذه الفترة من علوم الشيخ وأخلاقه، وكان نِعم المصاحب له.
*سلوكه الطريقة النقشبندية: بايع الشيخ أحمد المربي والمرشد الشيخ عبد الباسط محمد أبي النصر بالطريقة النقشبندية، وكان ملتزماً بأورادها, وبعد وفاة الشيخ عبد الباسط كان يحضر مجالس ولده الشيخ إسماعيل في حلب في "جامع العثمانية", و"زاوية الفرقان" أحيانا؛ لكنَّ أكثر ملازمته كانت لعمه الشيخ محمد علي المسعود رحمه الله.
*حجه واعتماره: حج الشيخ أحمد مرتين، واعتمر مرة واحدة.
15
*مرضه ووفاته: شاء الله تعالى أن يصاب بنزيف في الدماغ مساء يوم السبت المصادف للأول من شهر ربيع الثاني لعام 1443، السادس من شهر تشرين الثاني لعام 2021، وتم نقله مُسْعَفًا على إثرها إلى مستشفى ناحية "الراعي" شمالي الباب, ففاضت روحه إلى بارئها فيه, رحمه الله.
*وافته منيته مساء يوم الأربعاء الخامس من شهر ربيع الثاني 1443، العاشر من شهر تشرين الثاني 2021, ودفن في مسقط رأسه الغيلانية.
*نعيه: نعاه إليَّ أستاذي الفاضل محمد صبحي مغربي يوم الجمعة الماضي عشاء. وهذه مَنْعَاتُه التي أرسلها إلي مع صورته.
كما نعاه مكتب مديرية الأوقاف والإفتاء والشؤون الدينية في ناحية مارع وريفها, مع صورة شخصية له, ومارع هي تابعة لمنطقة أعزاز.
*وهذه صورة نعيه:
مديرية الأوقاف والإفتاء والشؤون الدينية في مارع وريفها
١٠ نوفمبر، الساعة ٨:٣٠ م / إنا لله وإنا إليه راجعون
تفقد الأمة الإسلامية العالم العامل الشيخ أحمد إسماعيل الحاج علي
رحمه الله تعالى. المكتب الإعلامي
16
*أسرته: سبق أن ذكرنا أنه تزوج من السيدة "عائشة" بنت الشيخ محمد علي المسعود التي كانت الصغرى حينها, وأنجب منها أولاده الستة 4 أبناء، وبنتان؛ الذكور هم:
1- اسماعيل خريج الأزهر مصر. 2- محمد أنس "كلية الشريعة دمشق". 3- محمد علي. ثانوية زراعية- الباب. 4- عبدالله. ثانويه شرعية من الباب.
*والإناث وهن:
5- خديجة: خريجة "كلية اصول الدين - جامعة أم درمان فرع دمشق. 6- فاطمة: درست إلى السنة الثالثة في: "كلية الشريعة - جامعة حلب"، ولم تكمل بسبب أحداث الثورة السورية.
*آثاره ومؤلفاته وبحوثه: ليس له منها شيء سوى مجموعة من خطبه للجمعة والمكتوبة بيده, حاول ابنه إسماعيل مرارا أن يجمعها ويُدوِّنها لكن والده الشيخ أحمد كان لا يرضى ويقول: "خليها على حالها أفضل وأبسط".
17
*رثاء بعض محبيه له:
واسمه أحمد الياسين؛ إذ قال راثيا له:
غاب عنا اليوم نجم من نجوم العلم الشرعي، ورمز من رموز التواضع الإنساني. الشيخ أحمد إسماعيل، رحمه الله، وعطّر ثراه، وجعل الجنّة مثواه. ومما فاضت به مشاعري في رثائه:
اليومَ ودّعتِ الحياةُ متوَّجًا بالعِلم و الأخلاقِ و الإحسانِ
علَمٌ يكلّله التواضعُ و التُّقى نجمٌ تلألأ في سما الأقرانِ
والعينُ تأنس إذْ تراه لأنّها رأتِ الهدايةَ صورةَ الإنسانِ
في وجهه نُورٌ يفوح أريجُه عِطرًا مِن الإخلاص في الإيمانِ
و كلامُهُ شَهْدٌ و كان رحيقُه متنَ الحديث , و آيةَ القرآنِ
و أراهُ إذْ ذُكِرَ الحبيبُ محمدٌ قلبًا تفيض - بشوقه - العينانِ
سكنَ القلوبَ تواضعًا وتسامحًا و محبّةً ترقى على الأزمانِ
فأتتْ تودّعه بيومِ رحيلهِ والدمعُ يُطفئ حرقةَ النيرانِ
ملأ الفجاج مودّعوه ليرسموا حبَّ الإلهِ لمُخلصٍ مُتَفاني
حبَ الخلائِقِ قدوةً في قومهِ شيخَ الوَضاءة أحمدَ الغَيلانِي
ياربُّ فاجعل في الجنان مقامه يلقى الهنا في رفقةِ العدنانِي
بقلم: أحمد الياسين
10/11/2021م
18
*أخلاقه وشمائله: وقد عُرف عن الشيخ تواضعه وكرمه رغم قلة ذات يده؛ فكان بيته مفتوحاً للضيوف من كافة القرى في كل الأوقات، لا يتوانى عن تقديم الطعام للضيف في أي وقت، مهما كان نوع الطعام.
*كان الشيخ من بقية السلف الصالح في المنطقة، يحمل الابتسامة دائماً، يلقى الناس بوجه طليق هاشًّا باشًّا؛ يستقبل الناس مع همومهم ومشاكلهم ويخرجون من بيته راضي الحال.
*عقيدة الشيخ أحمد في الشيخ محمد النبهاني وغيره من الصالحين سُنِّيِّة:
ومن الجدير ذكره أن الشيخ أحمد إسماعيل رحمه الله كان معتدلا على منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة، ولم يكن غاليا في الشيخ محمد النبهاني الحلبي رحمه الله، كبعض جماعته من الطلاب والعامة.
ولا غرو في ذلك؛ فقد كان مصاحبا للشيخ محمد علي المسعود رحمه الله, وهذا دأب كل من يصاحب العلماء الربانيين.
وإنما قلت هذا الكلام لأنه يوجد مع الأسف بعض أتباع الشيخ محمد النبهان الحلبي من الغلاة فيه؛ من الطلاب ومن العوامِّ, وقليل من أساتذتها؟!
وقد كان معنا أحد طلاب الكلتاوية في الجامعة بكلية الدعوة بدمشق ثم في الإمارات, وقد سمعته مرة في بيتي بحضور بعض طلاب العلم - "وكان حاضرا زميلنا عبد الكريم حجو وهو كلتاوي أيضا"- سمعته يقول: "أنا لم أعرف أن سيدنا أبا بكر أفضل من سيدنا النبهاني إلا قبيل تخرُّجي في الكلتاوية أو بعده بقليل"؟!
فعجبت من قوله المنكر والزور هذا وقلت: سبحان الله! ألم تدرسوا في منهجكم في الكلتاوية"شرح جوهرة التوحيد للبيجوري"وغيره في عقيدة
19
أهل السنة والجماعة, وتفصيل التفضيل عندهم في قول صاحب الجوهرة:
و أفضلُ الخَلقِ على الإطلاقِ نبيُّنا ، فمِلْ عن الشقاقِ
و الأنبِيَا يَلُونَهُ في الفَضْلِ وبَعْدَهُمْ مَلَائِكَةْ ذي الفضلِ
وصحبُه خيرُ القُرونِ فاستَمِعْ فتَابِعِي , فتابِعٌ لِمَن تَبِعْ
... , إلى قوله:
فأهلُ بَدْرٍ العَظيمِ الشَّانِ فأهلُ أُحْدٍ , بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ
فقد ذكر الناظم والشارح نبينا عليه الصلاة والسلام، ثم بقية الأنبياء والمرسلين, ثم الخلفاء الراشدين فبقية الصحابة العشرة المبشرين بالجنة, ثم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار, ثم أهل بدر, فأحد, فبيعة الرضوان, فمسلمة الفتح, فالتابعين ... .
وبعض أتباع الشيخ النبهاني يرفعه إلى مرتبة الصُّحبة ؟؟!!
وبعض الطلاب الكلتاويين كما سمعتُ من بعض إخواننا الثقات كان يكتب رسائل فيها طلبات للشيخ النبهاني, ويضعها عند ضريح الشيخ؟!
وبلغ الغلو ببعضهم أن يسجد للضريح والعياذ بالله تعالى, مما استدعى أحد زملائنا في حلب أن يُخَصِّص خطبة للجمعة يحذر فيها من هذا الغلو والتطرف المَقِيت الذي ما أنزل الله فيه من سلطان, وليس عليه دليل ولا برهان, ولا سيما من طلبة العلم الشرعي؟!
وقد سمعت من أحد طلاب الكلتاوية النبهانيين الغلاة وأنا في كلية الدعوة بدمشق يصحح قصة شيبان الراعي التي زعموا أنه التقى فيها بالإمام الشافعي رحمه الله تعالى, وهي التي أبطلها العلماء, ويقول صحت كشفًا كما قال سيدنا النبهاني, ويكاد يعطي للشيخ النبهاني العصمة؛ فيقول: "قال سيدنا كذا, ولا يمكن أن يخطئ, ...".
20
مما استدعى حينها أحد زملائنا من "المدرسة الشعبانية" أن يلقي بحثا مهما يومها في "كلية الدعوة" بين طلابها؛ يُحذر فيه من الأحاديث الموضوعة, ومن زيف تصحيح الأحاديث كشفا, والذي استنكره علماء أهل السنة وردوا عليه ردا شافيا وافيا.
*وقد سمعت من والدي رحمه الله تعالى هذه القصة - غَيرَ مَرَّة- عن بعض عوام النبهانيين: فقد ذكر أنه كان مرة في حلب, ولا أدري أفي مسجد الكلتاوية أم خارجها, أنه سمع رجلين يسأل أحدهما الآخر: "يا فلان! سيدنا النبهاني أفضل أم سيدنا النبي؟" فأجابه صاحبه قائلا: "وين, وين, سيدنا النبهاني أفضل بكثير"؟؟؟!!!
نعوذ بالله من هذا الغُلوِّ والتطرُّف المُقَزِّزَيْن!!
ومن الجدير بالذكر أن هذا الغلو والتطرف والمبالغات في الشيخ رحمه الله إنما نشأت بعد وفاته وانتقاله إلى الدار الآخرة سنة 1974م, وإلا فحاشا الشيخ أن يرضى بهذا المنكر العظيم وهو العالم العامل, والرجل الصالح.
21
المراجع
1- القرآن الكريم مع الموسوعة القرآنية الميسرة لشيخنا الدكتور وهبة الزحيلي وآخرين. ط 10, دار الفكر - دمشق, 1432هـ - 2011م.
2- المصباح المنير. للشيخ أحمد بن محمد الفيومي ت بعد 734هـ , ط دار الحديث - القاهرة, 1429هـ - 2008م.
3- مختار الصحاح. للشيخ محمد بن أبي بكر الرازي ت بعد 666هـ, ترتيب أ. محمود خاطر, تحقيق وضبط ش. حمزة فتح الله, ط1؟ دار البصائر دمشق, ومؤسسة الرسالة - بيروت, 1407هـ - 1987م.
4- معجم متن اللغة. للشيخ أحمد رضا العاملي. ط دار مكتبة الحياة - بيروت, 1369هـ - 1960م. 5- المعجم الوسيط. لنخبة لغويين وباحثين, ط2, مجمع اللغة العربية - القاهرة, 1392هـ - 1972م.
6- معجم أعلام المورد. منير البعلبكي, ط 1, دار العلم للملايين، 1992م.
7- نهر الذهب في تاريخ حلب. للعلامة الأديب الشيخ كامل الغزي ت 1933م رحمه الله، ط1, المطبعة المارونية - حلب, 1342هـ.
8- "متن جوهرة التوحيد للإمام برهان الدين اللقَّاني" على الشابكة ص 5 - 6, موقع الشيخ عبد الكريم تَتَّان حفظه الله تعالى.
9- ديوان الحقائق للعلامة الشيخ عبد الغني النابلسي. ط 1, المطبعة الشرفية – القاهرة، خان أبي طاقية - 1306هـ.
10- ترجمة الشيخ أحمد الإسماعيل "جُلُّهَا": أمدَّني بها ابنُه وبِكره الشهمُ الثقِفُ اللَّقِن إسماعيل, وكان سريع الاستجابة والرَّدِّ؛ فجزاه الله خيرًا.
11- مقالة عن الشيخ حسين كنو للشيخ مجد مكي في موقع "رابطة العلماء السوريين" على الشابكة. 12- معلوماتي الشخصية.
13- موقع "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا"، على الشابكة؛ قريتي "الغيلانية والقحطانية", و"المدرسة الكلتاوية".
وسوم: العدد 956