(*) الاعتصام العدد السادس السنة السادسة والعشرون ذو الحجة 1383 ه ابريل 1964 م .
(**) تليق : تلتصق
إذا قالوا : كتابُ الله ذكرٌ= ورهينةٌ بأركان الزَّواياَ
وتبخر وأحجبةٌ وزاز= ودروشةٌ تهمهمُ فى التكاياَ
فقل : كلاَّ كتابُ الله حكمٌ = ودستورٌ لإصلاح البراياَ
محمد في السياسة لا يُجارى = وقاض والمنفذَّ للسراياَ
* * *=* * *
إذا قالوا : فإن الدَّين حزنٌ = وتخديرٌ لأعصاب الشعوبِ
تعصبه يثيرْ الحقد فينا = فنهلك في التنازعِ والحروبِ
فقل من دُونه نحيا وحوشاً = بلا خلُق ولا ربَّ حسيبِ
فلولا الدَّين ما عمرت بلاد = ولا بذل التَّسامح للصليبِ
* * *=* * *
إذا قالوا : فإن الله وهمٌ = وليس لكوننا ربٌ ودينُ
فأين الله نلحظه عياناَ = بل الوهم المسيطرُ والظُّنونُ
فقل ما خلقكم والكون إلاَّ = دلائل خالقٍ فردٍ يكونُ
وليس الله من جرم محاط = كهيئتنا فتلحظُه العيونُ
* * *=* * *
إذا قالوا وكيف تقيم شرعاً = وبين القوم هودٌ أو نصارَى
أنقطعُهم إذا سرقرا وخانُوا = ونجلدُهم إذا سكرُوا جهارَا
فقل ما دولةٌ إلا بحكمٍ = على دين الكثير ولا انشطارَا
وإن جارَ الكتاب على الرَّعايا = فكثرتُنا سواء حيث جارَا
* * *=* * *
إذا قالوا : فإن سرقت أياد = أنقطعها بحقدكَ يا غشومُ
فأين العطفُ أن تسعى أُناس = على الأبواب من عجزٍ تهيمُ
فقل : عطفي على جمع مروع = تفزَّعه الخئون بما يسومُ
فيقطع مرعب الآلاف حداً = لتحيا الناسُّ والمولى الحكيمُ
* * *=* * *
إذا قالوا : الرَّبا بيعٌ وربحٌ = ومنع رواجه أمرٌ عسيرٌ
فلولا الربحُ والإرباءُ ماتت = مصانعنا ونهضتُنا تبورُ
فقل : هذا الرَّبا سلبٌ ونهبٌ = به يطغىَ الغنىُّ فلا يديرُ
ويخلق عالةً لا خير فيها = وجمهرةُ الجياع لهم تسيرُ
* * *=* * *
إذا قالوا : النساء زهور روض = ونحن النحلُ يجذبه الرَّحيقُ
وهل نقصت إذا ابتضعت نساء = بل ارتوت الترائب والعروقُ
فقلها في رفاق السوء : أنتم = كأحمرةٍ بأحمرةٍ تليق**
فهل لبناتكم ترضون هذا = أم أنقبر الضميرُ فلا يفيقُ
إذا قالوا : الخمور لنا دواءٌ = لينسينا المواجعَ والهموماَ
شموعُ العقل يطفئها كثيرٌ = فإذ ما تقتصد تخلص سليماَ
فقل : فالهمُّ في الدنيا مقيمٌ = وكأس الصَّبر ينتزع المقيماَ
وما الأمراض والأحداث إلا = ثمارُ الخمر فاجتنبوا السُّموماَ
* * *=* * *
إذا قالوا : تساوينا مكاناً = فقد زانت وظائفنا النساءُ
دُخول البنت في الأشغال نصرٌ = وما يكفي الستائر والخباءُ
فقل : بيتها المهجورُ أولى = وأطفالٌ بتربية تساءُ
وإن تشغل وظائفنا فحتماً = يؤخر بالرجال إلى وراءُ* * *=* * *
* * *=* * *
إذا قالوا : أما يكفيك ذكرٌ = وقرآن يرتل فى المحافلْ
ومذياعٌ يردد كل شىء = وإيقامُ الصلاة فلا تجادلْ
فقل روحُ الكتاب قيام حكمٍ = على القرآنِ ينفذ في الجلائلْ
ونحن بدونه أشباهُ قومٍ = بدار الشرك تكتنفنا الرذائلْ
(* * *=* * *) ضُمت كلمة وراء بعد حرف الجر للضرورة الشعرية