وكيف تنسى وفي قرأنها نبأ

زالَ الشُّموخُ بدينِ المصطَفَى سَنِمَا

بشائرُ الوحيِ تُذكي روحها عِظما!

فخطوُها لم يزلْ في أفقِه شَمَمَا

إلى الإلهِ إذا في السيرِ قد عزَمَا

أو أن يرى سيفَها المصقولَ منثلمَا

ويطمعُ الشَّرُّ في خيراتِها نَهِمَا !

وقد يصبُّ الونى في صدرِها سَقَمَا !

مُزْنَ المآثرِ لايُبقِي بها ألما

فما أقامَ لها مستورَدٌ سَلَمَا

أكفُّ أهلِ الهدَى بَدْءًا ومختَتَمَا

عهدَ الوفاءِ ، ولم تُبدِلْ به التُّهَمَا

إنْ جالَ مستكبرًا ، أو صالَ منتقمَا

يومٌ تراهُ بعارِ الذُّلِّ منهزمَا

عنايةُ اللهِ تحمي الدِّينَ والقيَمَا

وأنبتتْ في حنايا أهلِها الهِمَمَا

إذْ هلَّ فجرُ الهُدَى في الكونِ مبتَسِمَا

فليس يرضى بنوها في المسيرِ عمَى !

إلى الشَّريعةِ ماقد باتَ منصرِمَا

بوهدةِ الذُّلِّ إنْ ما بالدماءِ همى !

يَجْفُ الجهادُ سوى مَن لاذَ مُتَّهَمَا

أو ذلَّ للمعتدي الجزَّارِ مُلتَدِما

للثأرِ إنْ لم نجدْ في القادةِ الشِّيَمَا !

قد أرغموه ، وجاسوا كالوحوشِ حِمَى !

وحقُّنا ويلهم   مازالَ مُهتَضَمَا

فارتْ عليه دماءٌ لم تجدْ دَعَمَا

يوما ، ولا وجدتْ للثأرِ معتصمَا !

ولم يَعُدْ حقدُهُم والمكرُ مكتَتَمَا

بغيٌ تسلَّحَ بالإرهابِ محتدمَا

للهِ ربِّ الورى ، فالحقُّ قد ظُلِمَا ؟

وينسجَ المجدَ بالإسلامِ منتَظَما

وإن تمادى أخو الأهواءِ ما نَدِمَا

وما سواه فزيفٌ بالأذى وُسِمَا

هوامش :

  • غُمَمَا : أياما ذات هموم وأحزان .
  • الحشما : الخدم ومَن يعملون عند السادة .
  • تمما : أي تاما كاملا .
  • الآل : السراب .

وسوم: العدد 958