(*) الاعتصام العدد الرابع السنة السادسة والعشرون شوال 1383 ه فبراير 1964 م .
مر الصغارُ بأنفه فتورَّماَ = ورأى الضلالُ فقال ما أحلى العمى
ورأى الفساد توسَّعت أسواقه = وغدا اقترافُ الموُبقات مغانِماَ
أما الفضيلة فهي تحت ترابها = وأدوا صباها واستساغُوا المأثماَ
فرصُ الحلال كأنها مخطورة = وحمى الحرامِ كأنَّه ما حرما
* * *=* * *
ورأى الرَّبا في كل منزلِ ريحه = ومصارفُ تجري به فاستعصماَ
بالله منها إنها لبليةٌ = هل يأكلُ الحر الكريم محرَّماَ
ورأى الفصيح تنكَّبوا عن دربه = مستسهلين عليه نطقاً مُعجما
نهج الصَّراط المستقيم مغلقٌ = تركوه واستلكوا الضَّلالة والعمى
قانونُ أهواءِ النفوس محكّم = حسبوه يسموُ بالنفوس فما سَما
شربوا الهوان على يديه وليتهم = عشقوا الشَّريعة والرسولَ الأعظماَ
* * *=* * *
ما جىء بالقرآن حتى ينزوي = ويكون أوراداً لنا وتَمائماَ
لكنَّه شرعُ الحياة ونهجها = في كل عصرٍ ترتئيه ملائما
لا غير شرع الله يُصلح شأننا = ويحلُّ فينا المشكل المتأزَّماَ
ورأى النفاق يعيثُ في أرْواحِهم = ينمو ويرتعُ لا يخاف تبشُّما
من قبلُ كان العالمونَ أئمةً = ودعاةُ حقَّ لا تهابُ الظَّالِماَ
ورأى الخزائنَ بالجياعِ ضَنينةً = وعلى سبيل الشّر غيث قد هَمَى
قد كان أجدَر بالخزائن إنها = تسع الحوائج والفقيرَ المُعدماَ
يا ربَّ ضلَّ المسلمون طريقهم = كانوا قديماً معتلين الأنُجماَ
كانوا ليوثاً في الجهاد تدفَّقوا = بالهدى والقرآنِ سيلاً عارماً
كانوا الأباة وهذه آثارهم = كانوا المشاعلَ والقضاءَ المُبرماَ
* * *=* * *
ناداهُ طيفٌ يا عشيق رحابنا = أو ما تحبُّ أن تنالَ الأنعماَ
أو ما تُريد بأن تكون جوارنا = في جنَّة الفردوسِ تحيا طاعماَ
هذا ابتلاءٌ كي نميز جُندنا = ونرى المنافق فيهم والمسلماَ
هتف الشَّهيد بعزةٍ وبسالةٍ = سأخوض أورادَ الرَّدى متقَّدماَ
سأذودُ عن صرح الكتاب بعزةٍ = باسم الإله أصولُ لا باسم الحَمى
هل جنّةُ الفردوسِ إلا غادةٌ = يحظى بها في الخُلد من بَذل الدّماَ
وأزاحَ عن عزم الأسود لثامه = وفؤاده ورد الممات على ظما
ورمى جمادَ الشَرك رمية واثق = فإذا الجمادُ بضربه قد حطَّماَ
وإذا الشهيدٌ مضرجٌ بدمائه = لمح الخلود بقلبه فتبسَّماَ