* * *=* * *
ظننتُ الحياةَ تسير أماناً = وتمضي سلاماً على ماهيه
(*) الاعتصام العدد الثاني السنة السادسة والعشرون صفر 1384 ه يونيو 1964 م .
قريباً من الجسر والسَّاقيه = أنام على الشطَّ مستلقية
أخيم فوق رؤوس الطُّيور = كفطاط عمرو بن الحاشية
فروعي أدلى بها في المياه = فترقص في خفةٍ هانية
أنام على هداةِ الرَّيح حيناً = وأصحو على نسمةٍ صافية
تمض الحرورَ صريعَ الهجير= فيأوى ويرقدُ في ظليه
فأحنو عليه كأمَّ رءومٍ = وأرمي إليه بأزهَاريه
* * *=* * *
شبابي نضير وخيري كثيرٌ= أميل وأهتزُّ في عافية
غصوني خيوطٌ براها القديرُ= وزهري يعطر أَعطافيه
وحُسني بهيجٌ يجىءُ المُعَنَّى = فيرمي بكربته تحتيه
وفوق شعوري تُغني طيوري = وتشدُو وتحسدُ في حاليه
ولكنَّ ظنَّي تهرَّب منَّي = لأن المناياَ بدتْ آتية
أخذتُ أردَّد في ذكرياتي = وأُمعن في سرد أفكاريه
وما هي حتى رماني الدَّمارُ= بريح الرَّدى صرصرٍ عاتية
فأحوى الأزَاهر مني وصارتْ = تهبُّ وتنخرُ في سَاقية
ولم تسكن الرَّيح حتى رمتني = تميل غُصوني على جذعية
وصارت حياتي تُنادي مماتي = وأصبحت في حالةٍ واهية
وأيقنتُ أني سَألقي الفناءَ = وأني أُساق إلى حَتْفيه
وأني سأُرمى بأرض خرابٍ = وأحرق في ليلة شاتية
* * *=* * *
وما أن أتى اللَّيلُ حتَّى أتاني = قطيعٌ من البوم أعدائيه
ينادى على صروف الزَّمان = وينعبُ في نغمةٍ باكية
* * *=* * *
إذا كان عهدُ الشَّباب زوالاً = وعهد الشُّيوخِ على الهاوية
فما بالُنا لا نعي السَّر فيه = ولا نطلبُ الخُلد في الباقية