تَسربلَتِ الحياةُ بثوبِ بؤسٍ = طبيعتُه المواجعُ والمنايا
دقائقُها جيوبٌ من عناءٍ = تُعبَّؤ بالوساوسِ والرّزايا
إذا فرحَ الفؤادُ لبعضِ يومٍ = تلاحقه اللّيالي بالبلايا
فلا تصفو الحياة ُعلى هناءٍ = لذي تقوَى وعلمٍ أو بغايا
فكلُّ النّاس تُرهقهم صنوفٌ = من الويلات تفتكُ بالسّجايا
تَعاستُنا يُكرِّسُها اعْوجاجٌ = تفاقم في السّلوك وفي النّوايا
فما يُنجي النُّفوسَ سوى جؤارٌ = إلى ربٍّ رحيمٍ بالبرايا
فيا ربَّ الوجودِ أغثْ طريحاً= فإنّا في الصّراعِ من الضّحايا
شياطينٌ توسوسُ كلَّ حينٍ = ونفسٌ لا تعفُّ عن الدّنايا
وإثمُ النّتِ يدهمُ كلَّ بيتٍ = تغلغلَ في العجائزِ والصّبايا
وإخوانٌ لنا في الدِّين طاشوا = فقد تركوا المكارمَ والمزايا
عقيدتُهم هباءٌ في هباءٍ = فأمّتنا تفرَّقُ كالشّظايا
وشانئُنا تجبَّر في غُرورٍ = يُجرِّعنا المآسيَ والرَّزايا
فيا رحمانُ جُدْ بالنّصرِ واحفظْ = عقيدتَنا بِمنِّكَ والعطايا
فأنتَ الله تعلم ُما نُعاني = وتعلمُ بالسّرائرِ والخَفايا