**
**
وبها المخرجُ الأمينُ من الكربِ . + . تلظَّى في نكبةٍ وابتلاءِ
هوامش :
*نشرت هذه القصيدة في مجلة البلاغ الكويتية العدد 1149 في 4/2/1416ه .
قم تَخَطَّ الأرزاءَ بالإزراءِ = وأقمْ صرحَ عزِّنا بالفداءِ
وأثرْ بالهدى إباءَك يعلمْ = مَن رمونا معنى الهدى والإباءِ
ما غدرنا وقد ملكنا عهودًا = مثلما يعلمون عهدَ الوفاءِ
بيدينا نسقي الظماءَ وإن كانوا = أعادينا من رحمةِ الغرَّاءِ
وتواريخُ مجدنا شاهداتٌ = سطَّرتْها أناملُ الأمناءِ
فهجرنا قرآننا فشقينا = وتناثرنا تحتَ ألفِ لواءِ
وغدونا وفي الصدور اكتئابٌ = ورجعنا بالخيبة السوداءِ
ما لشعبٍ طوتْ يدُ الليلِ أنوارَ = أمانيه غير نور الرجاءِ
يشتكي في الحياةِ من وجعِ الضرِّ = ومن لاهباتِ جمرِ العناءِ
كم مشى دونَ مايرومُ ولكنْ = لم يُفدْهُ الإدلاجُ في الظلماءِ
إنَّ سعيَ العميانِ غيرُ جديرٍ = لاحتضانِ المحجةِ البيضاءِ
نحن قومٌ هدى أوائلَنا اللهُ = بدينٍ وشرعةٍ سمحاءِ
فنهضنا بنورِها وارتقبنا = وسلكنا بها دروبَ العلاءِ
أترانا وقد هوينا حضيضًا = خَلَفًا من أولئك الأصفياءِ !!
ويحَ شعبٍ أضاعَ حاضرَه الأسودَ = ماضيهِ في يدِ الأهواءِ
سلبتْهُ الأيامُ عزًّا وفخرًا = ونعاهُ الناعون بعدَ انكفاءِ
أين نورُ الإيمانِ في وجهه الحُلوِ = وفيضُ اليقينِ في الأحناءِ !!
ودَويُّ الأذكارِ في ليله المرهفِ = يهفو برفرفاتِ الهناءِ !!
آهِ من وحشةٍ تنزَّتْ ضياعا = ولوتْ متعةَ الهدى بالشَّقاءِ !!
فبأيدينا قد دفنَّا كنوزًا = وخسرنا تجارةَ الأنبياءِ
ويح قومٍ على مناكبهم خيرٌ = ويشكون قلَّةً في الثَّراءِ !
ويرون الفسادَ أغلى متاعٍ = ويُوالون أهلَ كلِّ عَفَاءِ
فتأمَّلْ إنَّ العجائبَ كُثْرٌ = وسِواها عجيبةُ الأغبياءِ
في نفوسٍ أرادها اللهُ للخيرِ = وأولاها من فيوضِ السَّماءِ
وحباها بمصحفٍ واصطفاها = للمعالي بالسُّنِّةِ الغرَّاءِ
يوم طافتْ مثل الربيعِ على الأرضِ = فبشَّتْ بالمُجْتَنَى والحِباءِ
وتلاقتْ على المآثرِ أيدٍ = شدَّها الحقُّ معْ يدِ الأكفياءِ
وأتاها النصرُ المؤزَّرُ فتحًا = بجهادِ الجحاجحِ الأتقياءِ
عزَّ بالسيفِ ، والسيوفُ مواضٍ = جانبُ الحقِّ وازدهى بالمضاءِ
إنَّما الحقُ وشيُه حدُّ سيفٍ = في زمانٍ يعجُ بالسفهاءِ
وإذا لم يكن من السَّيفِ بُدٌّ = في وجوهِ الأذلةِ الأعداءِ
فَتَقَلَّدْْهُ مصلتًا في جهادٍ = هو أجدى مافي يدِ الرحماءِ
أوما قيلَ : إنَّ في الكيِّ حينًا = لَدَواءً يجدي لشرِّ الدَّاءِ
وانظروا اليوم كيف للقوةِ اليومَ = مكانٌ يُشاعُ للأقوياءِ
رغم مافي حياتهم من فجورٍ = ونظامٍ من فاسدِ الآراءِ
أخبتَتْ عندنا القلوبُ ولكن = ليس لله بل لكلِّ هُراءِ
من شيوعيةٍ سفتْها رياحٌ = لتبارٍ في حفرة الإغواءِ
و وجودية لهم ركلتْها = عاتياتُ الآثامِ والكبرياءِ
وخزايا حداثةٍ مقتًتْها = كلُّ نفسٍ كريمةِ الأثداءِ
وأساطير عاثرين بغيٍّ = لموالين بعدُ للأعداءِ
ما أجادوا ، فاستَفْتِهم عن سبيلٍ = سلكوهُ من خيبةٍ وافتراءِ
وقلوبٍ كانت لهم سلخوها = بعدَ نأيٍ عن عزِّها والثناءِ
وبسوقِ امتهانهم : بيعَ غالٍ = برخيصِ العقيدةِ العرجاءِ
شمَّروا عن سواعدِ الجِدِّ لكنْ = حرثوا الوهمَ في سرابِ العماءِ
فتأمَّلْ مليارَ مسلمِ وجهٍ = بقلوبٍ تلفَّعتْ بالخواءِ
وأياديهُمُ القويةُ لانت = بين أيدي الغوايةِ النكراءِ
وسيوف من مجدهم ورثوها = دفنَتْها ميوعةُ الأهواءِ
فمتى كان لليهودِ لدينا = أُذُنٌ تصغي عندَ أيِّ لقاءِ !!
وأذاهم كالجمرِ يشوي لظاهُ = في صباحٍ ظهورَنا ومساءِ !!
هذه القدسُ عنوةً أخذوها = تحتَ سمعِ الأباعدِ الأقرباءِ
آهِ من سطوَةِ الطغاةِ أذلَّتْ = من جباهِ الأعزةِ النجباءِ !!
يازمانَ اليهودِ عدتَ وربي = بأعاجيبِ حالنا البلهاءِ
مذْ نشأنا والنفسُ تقرف منهم = والحنايا تفيضُ بالبغضاءِ
هم يهودٌ وذاك يكفي لكرهٍ = أبديٍّ لهم من الأنبياءِ
آهِ من ذا الزمانِ أبكى رجالا = غلبتْهم حثالةُ الأعداءِ
لعنةُ اللهِ والملائك والناسِ = عليهم فما لهم من حياءِ
يالعصرٍ صارَ الخسيسُ زعيمًا = وله الأمرُ تحت كلِّ سماءِ !!
هكذا هكذا وليس علينا = غيرُ صمتِ استسلامِنا للقضاءِ !!
أيها السائرون أين خُطاكم = فَهْيَ تعدو بكم بغيرِ اعتداءِ !!
أتناديْتُم للمضيِّ عراةً = في مهاوي الدُّجنَّةِ الدكناءِ
فتهاويتُم ويحكم دون جدوى = غير مافي السقيمةِ العجفاءِ
أَوَصُمَّتْ آذانُكم عن أذانٍ = وتناءَيْتُم عن كريم النداءِ !!
أنتمُ الأكرمون في الأرضِ ياناسُ = وأنتم سلالةُ الأوفياءِ !!
ما لكم صوَّحَ الخنوعُ مغانيكم = فعشتُم في ذلةٍ وازدراءِ !!
والمغاني تصحَّرَتْ في رباكم = وغراسُ الآمالِ من غيرِ ماءِ !!
والأغاريدُ لفَّها صمتُ شكوى = في حنايا الفجيعةِ الربداءِ
حين تغدون حسبُكم حسراتٌ = وتروحون إثرَها للبكاءِ
فأفيقوا يا أيُّها الناسُ واخشوا = ما وراء استسلامكم للعفاءِ
كيف نطوي صحائفَ الذكرِ والكربُ = عبابٌ يفيضُ بالأرزاءِ !!
أنعاني أم نَغْضُضُ الطرفَ ذلاًّ = بئسَ عيشُ العناءِ والإغضاءِ !!
قد حثونا من زخرفِ الغربِ طيشًا = وهو الوهْنُ داؤُه شرُّ داءِ !!
وحرثنا فلم ننل غيرَ بؤسٍ = شوكُه في الحديقةِ الجرداءِ !!
أَوَيَأتي زيفُ السرابِ بماءٍ = تستقي وهمَه قلوبُ الظماءِ
ما علمْنا الجَنَى لغيرِ دؤوبٍ = رضيَ الصَّبرَ مؤمنًا بالرجاءِ
نفسُه ما تبوَّأتْ غيرَ علياها .= . ولا استهوتْ غيرَ روحِ الوفاءِ
وإذا النفسُ بالعقيدةِ عاشتْ = واستعادتْ إيمانَها بالمضاءِ
يسَّرَ اللهُ دونها كلَّ عُسرٍ = وَأَلا نَ الصعابَ للأصفياءِ
إنَّ شعبًا وقد دهتْهُ خطوبٌ = ظلَّ مستعصمًا بربِّ السماءِ
يعبدُ اللهَ مطمئنًا لفتحٍ = لم يغادرْ محاجرَ الغرباءِ
لَجَديرٌ بالنصرِ يأتي فتُطوي = لججُ الليلِ معْ بزوغِ الضياءِ
كيف يا أمتي أضعتِ لواءً = من بخارى الهُدى إلى الحمراءِ !!
وعلى الصينِ رفَّ بالعزِّ دهرًا = بِمُحَيَّأ أجنادِه السُّمحاءِ
ستُعيدُ الأيامُ مَن أكرمَ اللهُ = بنيها بالذكرِ والآلاءِ
فتُقيمُ المآثرَ القيمُ المُثلى = وتُنهى قُصاصةُ الأقوياءِ
حسبُها أنَّ اللهَ يرضى نجاواها = قيامًا في الليلةِ الظلماءِ
إنَّ في التقوى سرَّ كلِّ فلاحٍ = وانتصارٍ وعزَّةٍ وارتقاءِ
فَتَأمَّلْ : مَن يتَّقِ اللهَ يجعلْ = في لياليه مخرجًا من شقاءِ
إنها سُنَّةُ القديرِ وما كُنَّا = لنحيأ بغيرِ روحِ الولاءِ
تلك أيامُ مجدِنا ، وانظر اليومَ = لأيامِ ذلِّنا والعناءِ
صدقَ المصطفى فنحن غثاءٌ = بئس مافي حياتنا من غُثاءِ
نشوةٌ ملءُ أضلعي سئمتْ من = نبضاتِ الفؤادِ نبضَ شجاءِ
قلقٌ يملاُ النفوسَ أنينًا = واضطرابٌ يهيجُ بالأرزاءِ
ودمار على يدِ الظلمِ والغيِّ = مريعٌ بالكفرِ والكبرياءِ
من صليبية اليهودِ وتلكم = في نظامِ الكُّهَانِ والسفهاءِ
تلتقي الأيدي خلفنا آثماتٍ = ببئيس الإرهابِ والغلواءِ
وأراها رغم المكاره تصفو = فلها من أفاضلِ البشراءِ
هي تلك الآيات من شرعةِ اللهِ = وبوحِ الحقيقةِ الزهراءِ
تملأُ الكونَ بالحنيفِ أمانًا = رغم عصفِ العجاجةِ الهوجاءِ
وهو الإسلامُ العظيمُ سيبقى = وتولي عقائدُ الأشقياءِ