إيهِ يا صاحِ فحدّثْ مُعلناً= عن أمانيك وما تُخفي الصّدور
ربّما إن عِشتَها مثلَ الرُّؤى=عِشتَ من عمركَ ساعاتِ سرور
فتخيّلْها وقل لي أيّها= تتمنّى سبقَها في ذا المسير
قال لي : أرجو بأن يحكمَنا= عدلُ قرآنٍ ورأيٌ مستنير
فأرى الرّاعيَ فينا عُمَراً= حقّق الأمنَ وبالعدل يسير
نشر الإسلام في دنيا الورى= ودعانا لجهادٍ ومصير
فنرى فارسَ والرّوم هوى= فيهما تيجانُ ظلمٍ وغرور
وإذا بالنّور يملأ قدسَنا= وإذا الأقصى به الحقُّ ينير
* * *=* * *
غيرَ أنّا لا نرى اليومَ بهِ= غيرَ عدوانٍ وشعبٍ يستجير
فأرى صهيونَ تعلي رايةً= هيَ للباطل والحِلف الكفور
غصبوا الأرض وأجلَوا أهلَها= أيَعيشُ النبتُ من غير جذور؟!
غيرَ أنّ الغُرَّ من فتياننا= رفعوا الرّايةَ واللهُ نصير
فخيار الحُرّ إمّا نصرُهُ=وحياةٌ مثلما تحيا النّسور
أو مماتٌ ,عنه يرضى ربّنا= لبني الإسلام ، يا نِعمَ المصير
فترى منهم شهيداً صادقاً= أو جريحاً دمُهُ عطرٌ يفور
أو أسيراً راسفاً في قيده=شامخَ الهامة مرتاحَ الضّمير
سمِّ مَن شئتَ تجدْهُ بطلاً= راسخَ الإيمانِ عبداً للغفور
سمِّهِ " إسلامَ جرّارٍ " فهل= هو في الفعل سوى ذاكَ الهَصور
أفتبقى الأُسْدُ في القيد وها= هم رعاةُ العُرْب في زهو الغرور
عبدوا السُّلطانَ لا خالقَهم= في سبيل المُلْكِ قد مات الضّمير
أنكروا العُرْفَ ودستورَ السّما= حاربوا الهمّةَ والرّأيَ المنير
فتراهم حالفوا أعداءنا= وأذاقوا شعبَهم كلَّ عسير
حسبوا سطوتهم خالدةً= ونَسُوا – يا ويلَهم - سوءَ المصير
فغداً يلقَونَ ما قد فعلوا= من نكيرٍ وفسادٍ مستطير
إن تربّصتم بنا موتَتَنا= فعقابُ اللهِ آتٍ والثّبور