الله ــ جلَّ جلالُه ــ يدعـونا = لعقيدةٍ وافى بها هادينا
فَلْتخسأ المللُ الوضيعةُ صوَّحتْ = وهُدى المثاني للعلى يكفينا
السنة الغراء منهج أمة = ورقيُّهـا وفخارُها يحدونا
هيهات يعنو للبهارجِ مسلمٌ = فالحقُّ مابين الورى يُعلينا
والباطلُ المأفونُ لـم يثبتْ ففد = هلَّ الحنيفُ وشهدُه يسقينا
مـاذلَّ حاضرُنا وإن توفد شرُّه = نارا وجمرُ أُوارِها يكوينا
ولزينةِ الغربِ الذي يشقى بما = جلبَ الهوى والناسُ لايدرونا
ما غرَّنا الزيفُ الموشَّى وجهُه = بحضارةٍ جاءت بــه مأفونا
أنا مسلمٌ لـم أرضَ تقليدَ الذي = هجرَ المآثرَ واستباحَ الدونـا
ومضى كأهل الغيِّ في سوق العنا = أو كالذين على الأذى يمشونا
هذا مع الشهواتِ ضيَّع عمرَه = فترى الفؤادَ بزيفها مفتونا
قـد أفسد القلبَ السليمَ بخبثه = وأضاع زهــوَ شبابه شانينا
والآخرُ المتلافُ قطَّـعَ وقتَه = بين الفضائيات حينا حينا
هجـر الصلاةَ وعاف قرآنَ الهدى = فاستقبلتْه الموبقاتُ مهينا
والآخرُ المنبوذُ أرسلَ شعرَه = متبخترًا في غُنجِـه موهونا
يهفو إلى فعل النساءِ مقلدًا = طبْعَ الفرنجةِ ويحه ملعونا
ولقد ترى سلسالَ أُنثى قد بدا = في صدره والأهل قد يرجونا
ولآخرين من المفاسد ما جفوا = منها حقيرًا تافهـا يؤذينا
مابال فتيان البلادِ تفلتوا = والناس من أفعالهم يشكونا
يقضون ساعات النهار بغفلة = وبليل طيش ماجن يلهونا
أتراهُمُ في اللهو قد وجدوا لهم = بين الرذائلِ مرتعا مأمونا !!
واحسرتاه على شباب ضيَّعوا = إرثَ السُّمُوِّ مقدسا ميمونا
وبسيرة الأجداد حين استهزؤوا = فلأنهم لعلاهُمُ يجفونا
قد بارك الرحمنُ بالنشءِ الذي = ألفى سجايا الصالحين سفينا
فتراه ذا خُلُقٍ وذا وعيٍ فما = هجـرَ الهُدى أو قلَّـدَ الغاوينا
فهو الذي يعلي الصروحَ عزيزةً = فلقد أتى هذا الحنيف مصونا