سبيل الحقِّ موحش
لنا سبيلٌ ورغم الضرِّ نسلكُه = فيه العناءُ وفيه الخوفُ والخطرُ
دربٌ قويمٌ ولكنْ لا أمانَ به = يغشى مراحِلَه الإعناتُ والكدرُ
دربٌ يؤدِّي الى فتحٍ نعزُّ به = يُعلي ويمنعُ من خارت به الجُدُرُ
الدّين والسّلم والأخلاق غايتهُ = نهجُ المكارم مقرونٌ به الظَّفرُ
لكنّه قاحلٌ قفرٌ يُجانبه = جيلٌ تناوم قد ضاقتْ به السُّررُ
جيل سقيم فلا وعي ولا املٌ = البطنُ غايته والفرجُ والسَّمَرُ
يرنو إلى العزِّ من دون العطاء فلا = يُبلِي بلاء ًبه في الدّهر يَعتذرُ
إنّ المكارم لا تعلو النّفوس بها = إلا كفاحا وباغي العزِّ يُختبرُ
آهٍ لجيلٍ اضاعَ العزَّ من سفَهٍ = أضحى يُعذّبُ في الدنيا ويُحتقرُ
يقفو هواهُ بلا رشدٍ ولا نظرٍ = فانبتَّ في الخزيِ قد أودى به الغَررُ
نام المساخرُ في وحلِ السّقوط فما = راموا النُّهوضَ وقد خَرُّوا وقد عَثرُوا
الكونُ يعجبُ من ذلٍّ يدثِّرُنا = صرنا مَواطئ من يعلو ويَعتبِرُ
وسوم: العدد 964