الشمول! (في مُنادمة (أوسكار وايلد) بمَنفاه الأخير)
(1)
أَلا طُوْبَى لِمَنْ يُسْقَى شَمُوْلَ النَّشْوَةِ العُظْمَى!
غَنِيًّا ، لَمْ يَبِعْ وَجْها لِوَجْهِ الدِّرْهَمِ الأَعْمَى
ولَمْ تَبتَلَّ نَعْلَاهُ بِنَهْرِ اللَّيْلَةِ الحُمَّى
ولا انْهارَتْ بِقامَتِهِ نَخِيْلٌ كَمْ عَلَتْ غَيْما!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَلَا طُوْبَى لِمَنْ يُسْقَى شَمُوْلَ النَّشْوَةِ العُظْمَى!
* * *
ويا طُوْبَى لَهُ، ما ذاقَ جَمْرَ الجُوْعِ، لَمْ يَظْما
أَبا هِما ، تَساقَطَ ثَلْجُهُ ، يَبْكِيْ دُجًى غَمَّا
ولا أُما ، سَرَتْ أُمًّا لِدَمْعِ الأُمةِ الأَدْمَى
تَجُوْبُ الشَّمْسَ والأَقْمارَ؛ لا صَحْوًا ، ولا نَوْما!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أَلَا طُوْبَى لِمَنْ يُسْقَى شَمُوْلَ النَّشْوَةِ العُظْمَى!
* * *
ولٰكِنْ مَيْدَ(2) (طُوْبَى اللهِ)؟ أَيْقِظْ آدَمَ اليَمَّا!
تَدُوْسُ النَّارَ رِجْلَاهُ : نِضَالًا ، فَزْعَةً ، حَزْما
لِيَبْنِيْ مِنْ مَدامِعِهِ سَلالِمَ حَرْبِهِ سِلْما
إِلى فِرْدَوْسِهِ الأَرْقَى يَعُوْدُ كَما ابْتَدَا عَزْما!
* * *
فَذاكَ اللهُ يُنْبتُهُ قَصِيْدًا وَارِفَ النُّعْمَى
بِلا شَوْكٍ حَدَائِقُها ، إِذا وَرْدُ الهَوَى أَدْمَى
تُرِيْكَ الآيَةَ الكُبْرَى بِصُغْرَى الذَّرَّةِ العَجْما!
* * *
إِذا ما جِئْتَهُ يَوْمًا ، فَسَلِّمْ واسْتَلِمْ لَثْمَا
فَأَنتَ بِشامِخِ الأَكْوَانِ تَرْقَى القِمَّةَ الشَّمَّا
وأَنْتَ بِنَادِرِ العُمْلاتِ صِدْتَ الصَّفْقَةَ الحُلْما!
(1) من وحي قصيدة الشاعر الإيرلندي (Oscar Wilde، -1900)، بعنوان «A Lament».
(2) مَيْد: من مُهمل العَرَبيَّة، وما أكثره! مع أنَّها عبارةٌ مستعملةٌ في عِدَّة لهجاتٍ في (الجزيرة العَرَبيَّة). بمعنى: أُريدُ، وأسعَى إلى. ومن الأمثال الشعبيَّة: «مَيْد إبلهم، خذوا غنمنا». ونجد طَرَفًا من هٰذا الاستعمال في كتب اللُّغة، يقال: «فَعَلَه مَيْدَ كذا»، أَي من أَجْلِه. (انظر: الزبيدي، تاج العروس، (ميد)). وما في اللَّهجات مطابقٌ لهٰذا؛ إذ قولهم: «مَيْد كذا»، أي «سَعْيًا من أجله»، أو أنَّ «المُراد كذا». «ولٰكنْ مَيْدَ (طُوْبَى اللهِ)»: أي «ولٰكن إذا كنت تبغي ما طاب من نعيم الله خاصَّةً».
وسوم: العدد 965