تقديم : جادت قرائح شعراء برثاء الصبي ريّان الهالك في بئر، وقد أراد له الناس مزيد عمر في دار الفناء بينما أراد له المولى جل في علاه الخلد في دار البقاء منعما في الفردوس الأعلى رفقة النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وبدوري أدليت بدلوي مع الشعراء بما جاد به المولى عز وجل راجيا منه القبول إن شاء الله تعالى .
بالروح في قعر جبّ جدت ريّان = بشراك ريّان قد أدناك رحمان
والله أهداك في فردوسه نزلا = سبحانه بالورى برّ ومنّان
ما ظنّ ريّان في الضراء منحته = في الجب يهدى له روح وريحان
أجرى الإله له في جنة نهرا = أفنانها درر والنّور مرجان
أمّاه لا تبكني بالدمع منهمرا = فالله أكرمني والجار عدنان
بشراك في جنة الفردوس منزلنا = والحوض موردنا والأجر رضوان
رضيت أمّاه بالبلوى وقد وجبت = والناس عمّا قدّر الله عميان
تحلقوا حول جبّ هالهم قدري = والله قدّره ربّ وديّان
والله آنسني في وحشة غمرت = في الجبّ طمأنني والقلب جذلان
والخلق أعجزهم وصلي وإسعافي = وكلهم ذهلوا جند وقبطان
فليعلم الخلق أني لم أذق كمدا = والروح في جنة والربّ حنّان
فالله أحمده حمدا يدوم له = ما دام للخلد أحقاب وأزمان
ثم الصلاة على المختار أعشقه = والآل ما هام بالمبعوث هيمان
والصحب تشملهم أيضا وقد ظفروا = بجنة أزلفت والفضل رضوان
