تأمّلْ في الوجودِ وكن حَريصًا = على فهْمِ الحقائقِ في البَرايَا
خُلقتَ لكي تكونَ هُنا أميناً = وتنشرَ نورَ ربِّك كالمرايَا
لقد فُضِّلتَ بالعقلِ ابْتلاءً = لتُحسنَ بالجوارحِ والنَّوايَا
فأين العقلُ في جيلٍ جهولٍ = يميلُ الى الدَّناءة والدّنايَا ؟
تَكَبْكَبَ في الجحودِ بلا ضَميرٍ = فأبدعَ في النَّكائبِ والرّزايَا
ألا إنَّ الوجودَ له بيان ٌ= بليغٌ في الهدايةِ والسَّجايَا
يدلُّ العاقلينَ على مصيرٍ = أكيدٍ بالظَّواهرِ والخَفايَا
فربُّ النَّاسِ خالقُ كلِّ شيءٍ = وحُسْنُ الخَلْقِ يشهدُ في الحَنايَا
ففكِّرْ في الخلائقِ مُستدِلا = بأسرارِ المَعايِشِ و المَنايَا
سترحلُ يا مُغفَّلُ بعد حينٍ = لتصدمَ بالحقيقة في الطَّوايَا