(لمن أبوح وقلبي حائرٌ تعِبٌ )= والرُّوحُ في فلتاتِ الآهِ تضطربُ
أطوي الفؤادَ على أوجاع أمّتنا = فقد تكدَّر فيها الدِّينُ والعرَبُ
ما عاد يحفظُها من دَوْسِ شانئها = ذكْرٌ منيرٌ ولا عزٌّ ولا غضَبُ
في كلِّ يومٍ لها في الأرض محرقةٌ = منها يفورُ الأسى والضرُّ والكرَبُ
طاشتْ عن الدِّين فاختلّتْ دعائمُها = ثمَّ استبدّ بها الإسفافُ والوَصَبُ
تشرذمتْ في الحمى قطعانَ ماشية =تاهتْ فما فعلت في الشّمل ما يجِبُ
انظر فتلك إماراتُ العروشِ غدتْ = مثل السّوائم تُستوطى وتُحتلبُ
والشّامُ ينزفُ من طعنٍ تخونُ به =أيدي الأقارب والأعراضُ تُنتهَبُ
والحزنُ يقصمُ إن فكّرتَ في يمنٍ = ترديه غائلةٌ من خائنٍ يثِبُ
وفي العراق مناحاتٌ مُمنهجة ٌ= فيه الرّقابُ بسيف الأهل تُختضَبُ
والقدسُ ضاعت فما رقَّ الحماةُ لها =بل قايضوها بأعراشٍ بها عطَبُ
تلكم مواجعُ ذي قلبٍ يحسُّ يَرَى = أخزى المهازلِ في التّاريخ تُرتكَبُ