إلى فرسان الشعر الأصيل الرّسالي الهادف
يا ناظم َالدُّر ِّفي أسمى معانيها = ألْق ِالعنانَ لها فالحسن ُراعيها
لا تغْمِطِ النَّفس َحقا ًّفي الشعور فلا = تَخفى الأحاسيس ُإنْ ثارت دواعيها
مهما التفتَّ عن الحوراء مُبتعدا ً= فإنَّ شِعركَ بالأبيات يَعنيها
طوبى لبوحِك ،انَّ الحب َّخابية ٌ= واللّفظ ُوالحسُّ في الأشعار يُبديها
لا ليس عيبا صُداحُ الحُبِّ من دَنِفٍ = فالنَّفس ُزوَّدها بالحبِّ باريها
العيبُ في هَذَرٍ صارتْ تهيم ُبه = أقلامُ أفئدةٍ تقفو أعاديها
فالقولُ مهزلة ٌوالقصدُ مزبلة = يَقضي على قِيَم ِالإيمان يُرديها
ترى الشُّوَيْعِرَ محموماً بلطْخته = يُبدي البذاءَة في غَلوائها تِيها
صارَ القريض ُلدى جيل الهوى هذَراً = فُحشا قبيحا ويُؤذي الضَّاد َيلويها
لكنَّ طائفة التّغريب تمدحُه = وتُغرق النَّتَّ إطراء ًوتنويها
وهكذا الجيلُ يبقى في سفاهته = فمن يقوم الى الأمجاد يعليها ؟
إن كان ذو الفِكرِ مطموسا ومُسْتلَباً = وسيِّد ُالحرفِ في الأقلام غاويها
فكيف تُجلى عن الأذهان سَفْسَطَة ٌ= دامت ْعلى نُخَب ِالأجيالِ تعميها
آهٍ فقد سكنت في فكرنا عِللٌ= دكَّت طلائعَنا ، من ذا يداويها
فالغرب ُجرجرنا بالعابثين الى = قعْرِ الحضارة ِمَنعا ًللعلُا فيها
انظرْ فتلك عيونُ العلم غائرة ٌ= واللغو دَيْدَنُ أقلامٍ تجافيها
فالجنسُ غاية اقوال ٍمبعثرة ٍ= كلُّ النّوادي بوصف الشِّعر ترويها
اين المكارم والأخلاق في هَذَر ٍ= قد بات سيفا على الآمالِ يُرديها ؟
هل غاية النَّفس في آمالها شبَق ٌ= يُحْمِي الغرائز بالآثام يُغريها ؟
هل غاية النّفسِ في أزْرى نَكائبها = عشقٌ وشوق ٌوذلُّ الدّهر يَطويها ؟
آه ٍعلى اَّمّة دُكَّتْ فما فهمت ْ= شيئا يعيد لها أمجاد ماضيها
آهٍ على امّةٍ تحيا الهوان ولا = تسعى لتخرُج يوماً من مآسيها
آه ٍعلى امّة باتت مكبَّلة ً= بالمارقين ، فحاميها حراميها
الكون ُيَعجَب من إسفاف نُخبتها = إذ كيف يهدمُ بيت َالعزِّ بانيها
إنَّا نُكبنا بأحلاسٍ مُغرَّبة ٍ= قد ألَّهوا الغربَ تقليداً وتنويهاَ