يا أمَّتي لكِ بالحنيفِ مقامُ = مـانالَ زهــوَ سُمُوِّهِ الأقـزامُ
ولكِ المكانةُ رغـمِ كلِّ أُنوفِهِمْ = ماراعـكِ الطغيانُ والإجرامُ
والمجدُ وحـدَكِ مَنْ حملتِ لواءَه = ولواءُ غيرِكِ قد طـواهُ رغـامُ
لا . لن يكونَ وإن طغى بفسادِهم = عصرُ الضياعِ عَدُوُّهً الإسلامُ
فالباطلُ الفـجُّ الرخيصُ مُذَمَّمٌ = ولحاملي أقلامِه استذمامُ
ماكان قولُ المرجفينَ بصالحٍ = أو زانـه التوفيقُ والإعظامُ
يسعون في طمسِ الحقائقِ جملةً = فالزورُ هـم أهلوهُ والإعلامُ
وإنِ استغلوا ما بأيدي مَن عتوا = من قوةٍ فلهم به إقحامُ
ستُرَدُ طعناتُ اللئامِ لبعضِهم = فلهم بسوقِ الماكرين سُوامُ
طبعوا على ألبابِهم فرمى العمى = اٍسبابَ هذا الريبِ والإحجامُ
فتُراثُ أمتنا كنوزٌ شأنُها = عـالٍ تهيمُ بذكرِها الأفهامُ
فَلْتَخْسَأ الأفكارُ شتتها الهوى = وَلْتسقطِ الآراءُ والأحـزامُ
فتراثُ هذا المجدِ سِفرٌ خالدٌ = يكفيه أنَّ عمادَه الإسلامٌ
أَوَيُنْكِرون النُّورَ في رأدِ الضحى = والشمسُ منها النُّورُ لا الإظلامُ
أيُجادلونَ فشأنُهم في خيبةٍ = وهو الهُراءُ وإنَّـه لَعُقامُ
فالمحكماتُ لدى شريعتنا وما = لتفاهةِ العبثِ الخبيثِ لجـامُ
فاكذبْ فقد غابَ الحَياءُ وقلْ بما = تُملي عليك بزيفِها الأوهامُ
إنَّ المخالفَ والمعاندَ والذي = ساقتْهُ دونَ فسادِها الألأفهامُ
عاشوا على نهجِ الذين تملَّصوا = لمَّـا رأوا حججَ الحنيفِ تُقامُ
يا أيُّها الإنسانُ ربُّكَ قد دعاكَ . = . فأقْبِلَنْ يُسعفْ خطاك سلامُ
فتعيش في أمن وفي سَعَةٍ وهذا . = . لو علمْتَ بسعيِك الإقدامُ
لن تُستَذَلَّ لفاسقٍ أو عابثٍ = ومهرِّجٍ قد غـرَّه الإعلامُ
أو منكرٍ للحقِّ هلَّ بوحيِ مَنْ = بــرأَ الوجودَ فَكُبَّتِ الأصنامُ
وهناكَ ذلَّ الكافرُ الباغي ولم = يَجْرؤْ بقولتهِ : أنا الضرغامُ
هـم هؤلاءِ تنكَّبُوا سبلَ الهدى = ولجهلِهم غـرَّتْهُمُ الأحـلامُ
بتروا وشائجَ أمَّـةٍ فيها لهم = عــزٌّ ومجدٌ فارهٌ وسنامُ
ومكانةٌ مرموقةٌ بين الورى = فالصَّالحون لهم بهـا استعصامُ
هـلاَّ سمعتَ نـداءَ ربِّك إنَّـه = لم يجدِك الطاغوتُ والحاخامُ
هو أحسنُ القولِ البليغِ لعاقلٍ = ماجـرَّه للموبقاتِ لئــامُ
أو حـارَ في أمر الطغاةِ يلفُّهم = مكرٌ له بيد الضياعِ زمامُ
فهنا . هنا الإسلامُ أرسى منهجًـا = للناسِ فابتسمتْ لـه الأيامُ
في الشَّرعِ إنسانيَّةُ الإنسانِ قد =يرمي مكانَ شموخِها الأقزامُ
ماصانها إلا النبيُّ بهديِه =فلها به التقديرُ والإكرامُ
فانظرْ وقد فُجِعَتْ نساءٌ عندما = أجرى الدماءَ الظلمُ والإجرامُ
واليوم في دنياك عاش طغاتُها = والقاتلُ الجاني : هـو المقدامُ !
فالقتلُ والتنكيلُ والقصفُ الذي = آثارُ خستِه : دمٌ وضِرامُ
أَوَمَا رأوا عطفَ النبيِّ وقد رأى = مانالَ فاختةً وليس تُلامُ !
إذ قال : مَن فجعَ الحمامةَ منكُمُ = رُدُّوا الفراخَ ، فردَّها الأقوامُ
أَوَعندَكم : أهلَ الحضارةِ مثلُها = أو رحمةٌ نادى بهـا الإسلامُ !
ومن الأحاديث الشريفة غرَّتْ = فيها المودةُ للأنامِ تُرامُ
وبها إخاءٌ لاتطيبُ بغيرِه = هذي الحياةُ وفي الحنيف وئامُ
هيهات أن تجدوا لدى مَن أنكروا = دينَ الرسولِ وفي المذاهبِ هـاموا !
إلا التَّبابَ وضنكَ عيشٍ موجِعًا = والجوع تعرفُ شرَّه الأجسامُ
يامَنْ علمتُم طيبَ هَدْيِ مُحُمَّدٍ = جدُّوا فخيرُ خطاكُمُ الإجذامُ
فلأمة الهادي الحبيبِ ودينه = حقٌّ عليكم نصره وذمامُ