( مهداة إلى حفظة كتاب الله العظيم ، وإلى الأبطال الأبرار الذين وقفوا بكل شجاعة يدافعون عن كتاب ربهم ، ودستور أمتهم الخالد ، أمام الضَّالين وأمام المغضوب عليهم من رب العالمين ، في مدن دولة السويد ، في يوم مشهود ، علا فيه تكبيرُ الموحدين ، غير هيَّابين ولا وجلين . في هذا الشهر المبارك الذي له قدسيته ومكانته في قلوب أهل الأرض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي السماوات عند ملائكة الرحمن ، إن وقوف الأبطال الأبرار أمام طغيان مادية العصر ، وعنفوان عبدة الأوثان الحضارية ، بل تجاه المترهلين المحسوبين على أمتنا ممن جعلوا شهر الهدى والفرقان موسما للمسلسلات الهابطة ، وغيرها من التقليعات التي أفقدت أهلَها مشاعرَهم التي يجب أن تتأجج حبا وشوقا لِما في الشهر الكريم من روحانية فائقة ، وقيم عالية ، وهبات ربانية غابت عمَّن أعمت الأهواء الدنيئة بصائرهم ) .
أو كالصَّباحِ المشرقِ القسماتِ في
سبَّحتُ ربِّي خالقَ الإنسانِ = وحمدْتُه في السرِّ والإعلانِ
فلقد حباني بالهدايةِ ، فاغتنى = قلبي بنورِ كتابِه الرَّباني
وهجرتُ ما نصَبَتْ هنالك من صُوىً = أيْدٍ تلوِّحُ ـ بئسَ ـ للكفرانِ
راموا مغاني السَّعدِ في إذعانِهم = للسُّوءِ في الدنيا ، وللخسرانِ
ولقد هفتْ في عصرِهم زيناتُه = تغوي ، وتروي نزوةَ الظمآنِ
فانقادَ للشيطانِ كلُّ مغفَّلٍ = وانحازَ أهلُ الغيِّ للأقرانِ
مِن كلِّ مكدودِ الخُطا ، نحَّى الهدى = ومضى بزمرةِ صحبِه العُميانِ
يلهو ، وينحرُ عمرَه الغالي ولا = يدري مآلَ العمرِ للحرمانِ !!!
فعلى الضياعِ ، وللضياعِ غَضاضةٌ = لجُّوا بلا وعيٍ ولا استحسانِ
يتنعمون بمنكرٍ غذَّى الهوى = منهُ لذائذَ غافلِ الفتيانِ
أمَّا أنا ـ يا إخوتي ـ مافاتني = وحيُ السَّماءِ يهزُّ كلَّ كياني
اقرأْ ورتِّلْ وارتقِ الدرجاتِ في = الأعلى من الفردوسِ في الأحيانِ
فيها المنازلُ والنَّعيمُ ، فَوَطِّنَنْ = نفسًا تطيبُ برحمةٍ وجِنانِ
مَنْ زيَّنَ القرآنَ في تجويدِه = تغشاهُ رحمةُ ربِّنا الحنَّانِ
وعليه تنزلُ من لَدُنْهُ سكينةٌ = تنجيه من قلقٍ ومن أحزانِ
مكيَّةٌ مدنيَّةٌ آياتُه = نزلتْ منجَّمةً على العدناني
صلَّى عليه اللهُ ما أصغى المدى = لدوِيِّ أهلِ الذِّكرِ في الأزمانِ
فيه الهدى للمتقين ، وفيه ما = يجلو الصُّدورَ من الهوى الشيطاني
فإذا سمعْتَ الذِّكرَ يُتلَى فاستمعْ = وإليه أنصِتْ يا أخا الفرقانِ
ياربِّ ذكِّرْني إذا أُنسيتُه = واجعلْهُ في عمري الربيعَ الثَّاني
ياربِّ وارزقْني تلاوتَه ولا = تحرمْ ندى وحيِ السماءِ جَناني
آناءَ ليلٍ أو نهارٍ ، واحمني = ممَّنْ يرومُ ـ من السَّنى ـ حرماني
واحفظْ شبابي من مزالقَ لم تزلْ = تغزو طريقي اليومَ بالبهتانِ
أنا ما التفتُ لغيرِ دينِ مُحَمَّــدٍ = أبدا ، ولم أركنْ لمَنْ أغواني
غنَّى الغواةُ فبارَ حقلُ ربيعِهم = فنأوا ، ويشدو حافظُ القرآنِ
أنا ماطربْتُ لغيرِ ترتيل سرى = في صدريَ المعمورِ بالإيمانِ
سلبَ الهُدى لُبِّي ، وطهَّرَ خافقي = من شرِّ وسوسةٍ ، وسوءِ هوانِ
وأباحَ للقيمِ الكريمةِ سيرتي = وأشاعَ نورَ اللهِ في وجداني
أنا لستُ ممَّن يركبون هواهُمُ = ويسابقون النَّـاسَ بالطغيانِ
حسبي من الأخلاقِ ماوهبَ الهدى = وافتَـرَّ عن وُدٍّ لهم و حنانِ
طوبى لمَنْ ألفى الفضائلَ غضَّةً = واعتادَ بذلَ البِرِّ والإحسانِ
وسعى على وجهِ البسيطةِ مسلمًا = يُغني بمصحفِه بني الإنسانِ
كالغيثِ يسقي جدبَها ،فيرده = حقلا يميسُ بفائحِ الريحانِ
= وجهِ الحياةِ يفيضُ با لتَّحنانِ
أنا حافظُ القرآنِ أشعرُ بالرضا = امَّـا نهلْتُ من الرحيقِ الهاني
أصغي إلى الآياتِ تحيي عزَّتي = وبها وجدْتُ الشَّذ وَ في سلواني
أغنتْ حياتي بالمآثرِ ويحني = لولا الهدى لدُرجْتُ في الأكفانِ
ماقيمةُ الإنسانِ إن لم يزدجرْ = بكتابِ ربِّ العرشِ ذي الإتقانِ !!!
يحيا ويمضي ماحبتْهُ فضيلةُ = أو قرَّبتْهُ مدامعُ الأجفانِ
وغدًا سيندمُ ، يومَ لم يُنظرْ ولم = ينفعْهُ ما ألفاهُ من أقرانِ
والجاهُ يومئذٍ لحُفَّاظٍ أتوا = بالذِّكرِ يشفعُ من لظى النيرانِ
أنا قارئً القرآنِ حسبي أنَّه = زادي ، وخيرُ الزادِ للَّهفانِ
لليافعين ذوي الطهارةِ والصَّفا = والخيرُ كلًّ الخيرِ في الشُّبَّانِ
إنَّ الشبابَ غنيمةُ للمجتنِي = زمنَ الشبابِ الحُلوَ في الريعانِ
فإذا تثنَّى بالهدايةِ والتُّقى = لم يبقَ فوقَ فؤادِه من رانِ
ومضى على الدَّربِ القويمِ مًيمِّـمًا = شطرَ العلى بَـرًّا عظيمَ الشانِ
طوبى لأُمتِه تفانى دونها = فَعُلُوُّهـا وهواهُ يلتقيانِ
أحيا مآثرَها العظيمةَ ، فانجلى = غبشُ تمكَّنَ قبلُ في الأجفانِ
فطواهُ نورُ اللهِ إذْ فاضَ السَّنا = ورأى الفتى مالم تـرَ العينانِ
فاشتاقَ للسِّيرِ الحميدةِ ، واقتفى = أثرًا يدلُّ على جنى البستانِ
يوم اطمأنَّ المسلمون بفيئِه = ونأتْ حوالكُ عِثْنَ بالبلدانِ
فالذكرُ والترتيلُ معْ قيمِ الهدى = هي زينةُ الفتياتِ والفتيانِ
والفوز فيها لا تراه بغيرِها = وبها محامدُها الحِسانُ دواني
بشرى لكم أهلَ المصاحفِ والنُّهى = أهلُ الثَّوابِ الثَّـرِّ في الميزانِ
في جنَّةٍ ، وعدَ! الكريمُ عبادَه = بالخلدِ فيها في النَّعيمِ الهاني