العيدُ : عيدي سيِّدُ الأعيادِ = ومدارُ نهجِ أكابرِ الأسيادِ
هم حرَّفوا القيمَ الوِضاءَ فأظلمتْ = شمسٌ تُزَجِّي النورَ في الآرادِ
فوجوهُهُم فيها من القترِ الذي = قد خلَّفتْهُ قبائحُ الإلحادِ
صاغوا من الأعيادِ زورَ سفاهةٍ = وهمُ العدوُّ لقيمةِ الإرفادِ
للأمِّ عيدٌ بينَ ألفٍ مثله = لمهانةٍ وتفاهةٍ وفسادِ
داسوا الحقوقَ لكلِّ عيدٍ إذْ دعوا = بئسَ النداءُ لرائحٍ أو غادِ
وهي الحضارةُ أفسدتْ أعيادَهم = وعقولَهم في كلِّ شأنٍ بادِ
تبًّا لهم ولكلِّ عيدٍ لم يكن = فيهِ لأهلِ الأرضِ نورُ رشادِ
فالعيدُ بعدَ الصَّومِ فيه تَجَرُّدٌ = من سوءِ قولٍ أو فسادِ أيادي
ويعودُ بالمرءِ الذي ملأ الهدى = أحناءَه بالصَّومِ للإرشادِ
ليعيشَ مجتمعُ الفضيلةِ مُنْكِرًا = لمظاهرِ العصيانِ في الأعيادِ
وترى الشعوبُ لعيشِها ماشاءَه = ربُّ الورى من رحمةٍ و وِدادِ
وترى الحقائقَ ناصعاتٍ إنَّما = كان الهُراءُ مطيَّةَ الأوغادِ
للصَّومِ شهرٌ ليس يُحصَى فضلُه = وبه الشعوبُ تفوزُ بالإمدادِ
والشَّدوُ بالقرآنِ في آنائها = يغشى الوجودَ بنورِه المتهادي
نفحاتُه في الخَلْقِ ربَّانيَّةٌ = ولِمَنْ تعرضَ نالَ خيرَ مُرادِ
ولقد أتَتْ للعالمين برحمةٍ = للتائبين ، وقبلُ للعُبَّادِ
شهرُ السُّمُوِّ به الملائكُ أقبلتْ = بالبشرياتِ لأُمَّةِ الأمجادِ
وهنا تجلَّى العيدُ يهدي أهلَه = من طيبِ زادِ الصَّومِ للميعادِ
هذا الثوابُ العَذْبُ يحلو طعمُه = للصَّائمِ الأوَّابِ في الأشهادِ
بئسَ التَّملُّصُ عندَ أقوامٍ نسوا = أنَّ الحقيقةَ لم تمتْ والحادي !
مازالَ حادي السُّنَّةِ الغرَّاءِ في = قِممِ البلاغِ بصوتِه الرَّعادِ
يعلو على التهريجِ والزورِ الذي = صاغتْهُ خسَّتُهُم من الأحقادِ
تبقى شعائرُ دينِنا في رِفعةٍ = رغمَ اعتسافِ الظلمِ والأضدادِ
هيهات لن تفنى حقائقُ ديننا = وهُراؤُهم يمضي كسفيِ رمادِ
يا أمَّةَ الإسلامِ : عيدُك خالدٌ = وسِواهُ في الدنيا بلا إسنادِ