عيد النّكبات
إذ كيفَ نفرحُ والقلوبُ جريحة ٌ= في أرضنا والمسلمون تمزَّقُوا؟
في كلِّ شبرٍ في بلادي مأتمٌ = يُذكي الهمومَ وفيه بومٌ ينعقُ
أم كيف تحلو للنُّفوس أطايبٌ = وأخو العقيدة يُسترقُّ ويُحرقُ؟
فالأرضُ مُترعةٌ بآلامِ الرّدى = والأمنُ يوءدُ في الرُّبوع ويُسحقُ
أتُراكَ تضحكُ يوم عيدك يا فتى = أم أنَّ حزنَك بالدُّموع سيسبقُ؟
حتّى وإن وَاريتَ بؤسَك باسمًا = تلك الملامحُ بالكآبة تنطِقُ
إذ كيف ينسى البائسينَ أخو هُدَى = إن كان في دعوى الأخوَّة يصدقُ؟
سوطُ الأسى في المسلمين مسلّط ٌ= يُردي سلامَ الأبرياء ويَخنقُ
فترى الظّلام يلفُّهم ويحوطُهمْ = والشّمسَ كدّرها الهوى لا تُشرقُ
فلقد تمادوا في الضَّياع وفي العمى = وتخلّفوا عن دينهمْ وتفرّقوا
صاروا لدى أهل الضّغائن لُقمة ً= وفريسة ًفي الرّازيات تُعلّقُ
ماذا أعُدُّ من النَّكائب في الحمى = فالغربُ يطويه الرّدى والمشرقُ
راياتُنا قد نُكِّستْ وتعفَّرتْ = ما في الحمى علَمٌ يعزُّ ويَخفقُ
فدماؤُنا سابتْ لكلِّ مُغامرٍ = وكنوزُنا باتت تُغلُّ وتُسرقُ
والعزُّ يبقى غائباً ومُعطَّلاً = من دون نورِ الذِّكر لا يتحقَّقُ
يا عيد إنّا غد غرقنا في الأسى = في ظلِّ لهوكَ لا يصحُّ المنطقُ
وسوم: العدد 979