شَيخُ المُنشِدينَ الإسلاميينَ ورائدُهم،
ومُجَدِّدُ النشيد الإسلامي
(1347- 1423هـ = 1928- 2002م)
طِرْ بي إلى"رِيحَا" إلَى الشُّحْرُورِ=نَذْكُرْ - هُنَالِكَ - أحْمَدَ البَرْبُورِ
شيخَ النَّشِيدِ العَذْبِ ذا الصَّوتِ الذي=يُحيِي القلوبَ بِشَدْوِهِ الأُسْطُورِي
يَذَرُ النُّفُوسَ معَ العُقولِ ثَوامِلًا=بقَصائدِ الإيمانِ ، و التنويرِ
يدَعُ العقول مع القلوب رواقصًا=بِنَشَائدِ الإسلام ، و التذكيرِ
سُبْحَانَ مَولًى زادَهُ مِن فَضْلِه!=في خَلْقِه ، في حَلْقِهِ ؛ بِكَثِيرِ
* * *=* * *
كَالمِسْكِ كَالشَّهْدِ المُصَفَّى صَوْتُه=كَالزَّيْزَفُونِ ، كَعَسْجَدٍ و حَرِيرِ
يَنْسَابُ - عَبْرَ نُفُوسِنَا - كَجَدَاوِلٍ=رَقْرَاقَةٍ ، سَلْسَالَةٍ ، كَنَمِيرِ
يَشْدُو"شَبابَ الجِيلِ" يُطرِبُ حَفْلَهُ="شَهِدَ العَدُوُّ بِعِزَّتي" و بِنُورِي
و يهزُّهُ "قِفْ بالحَطِيمِ" مُرَدِّدًا="عصفت بِوَجْهِ الكافرِ المَسعُورِ"
"فوقَ المَنابرِ يا بلابلُ" قالَها=طَرِبَ الجميعُ ؛ بِبالِغِ التأثيرِ
و بـ "مُسلمونَ" لَكَمْ تَغَنَّى مُبْهِرًا=أسماعَنا ، و نُفوسَنا بِسُرورِ
"مُحْيِي النفوسِ وباعِثُ استِئناسِها"=مُبكِي القلوبِ بِصَوتهِ المَطْرُورِ
* * *=* * *
كانَتْ - أنَاشِدُهُ - مَنَابِعَ صَحْوَةٍ=و مَنَارَ تَجْدِيدٍ ، و مَبْعَثَ نُورِ
حَفَلَاتُه عَمَّت كَثِيرَ مَنَاطِق=مِن سُورِيَا ؛ لِمَدائنٍ و كُفُورِ
كـ "مَعَرَّةِ النُّعْمانِ" معْ " شَهبائِنا،=رِيحَا، حماةٍ، حمْصَ، جِسْرِ شُغُورِ"
في"البابِ، أو دُومَا، مِنِينَ ومَنْبِجٍ"=أو غيرِها، أحيَتْ مَوَاتَ شُعُورِ؟!
وشرائطُ البَرْبُورِ ذاعَتْ شُهْرَةً=سارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ في المَعْمُورِ
كالعِطْرِ فاحَ أرِيجُها و عَبِيرُها=كاليَاسَمِينِ ، و عَنبَرٍ ، و بَخُورِ!
و تَغَلْغَلَتْ كَلِمَاتُهُ ، و تَعَمَّقَتْ=بِقُلوبِنا ؛ كالسِّحْرِ في المَسْحُورِ؟!
سِحْرًا حَلَالًا ؛ مِن كَلامِ إلَهِنَا= أنْوَارُهَا ، مِنْ نَبْعَةِ المَأْثُورِ
* * *=* * *
أمُجَدِّدَ الإنْشَادِ ! في بُلْدانِنا=و بِعصرِنا ؛ في حُلْكَةِ الدَّيْجُورِ
في الشَّكلِ والمَعنى وحُسْنِ أدَائِه=أُسْلُوبِه ، و طَلَاوَةِ التَّعْبِيرِ
فرَفَعْتَهُ لِذُرَا السَّمَا ؛ كِيوَانِها=بِالصِّدْقِ ، والإخلاصِ ؛ لِلتَّحْرِيرِ
مَنْ يَسْمَعِ البَربُورَ يَحْسَبْ قَلْبَهُ=هُوَ ناطِقًا ؛ لا لَقْلَقَ التَّعْبِيرِ!!
فَلِذَاكَ يُنْقَشُ في الفُؤَادِ نَشِيدُهُ=و يَظَلُّ فيهِ راسِخًا لِدُهُورِ ؟!!
* * *=* * *
عَلَّمْتَنا معنى الكرامةِ و الإبَا,=و العِزَّةِ القَعْساءِ , و التَّشْميرِ
حَبَّبْتَنا الإسلامَ دِينًا قَيِّمًا=ما فيه من عِوَجٍ ، و لا تقصِيرِ
حببتنا الإسلام نَبْعًا صافيا=ما فيه من بِدَعٍ ، و لا تكديرِ
حببتنا الإسلام ؛ نَهْجًا شاملًا=أعْظِمْ به في الحُكْم مِن دُستورِ
حببتنا الإسلام حُكمًا عادلًا=يَحْيَا الجميعُ بِظِلِّهِ ، بِحُبُورِ
بَغَّضْتَنا النُّظُمَ الوَضِيعَةَ كاسمِها=شَتَّانَ بينَ النورِ و الدَّيْجُورِ
* * *=* * *
يا صابرًا في الله؛ في مِحَنِ الأذى=في حُكم بَعْثٍ مُجرمٍ و حقيرِ
سَجَنُوكَ ظُلْمًا بِضْعَ عَشْرةَ حَجَّةً=فصَبَرْتَ صَبْرَ المُؤمنِ الشِّمِّيرِ
* * *=* * *
يا باعِثَ الإسلام في إنشاده=حَيًّا طَرِيًّا ، مُلْهِبًا لِشُعُورِ
ما إن سمعتُ ولا رأيتُ كصوتِكم؛=صوتًا يُذَكِّرُ"صاحِبَ المَزْمُورِ"
لم نَنْسَ أشرطةً بصوتِك سُجِّلَتْ=قد رُسِّخت في عقْلنا، و ضَمِيرِ
آمَنْتُ بالإخلاصِ سِرًّا ساحِرًا=و مُؤَثِّرًا ، و مُخَلَّدًا لِدُهُورِ
لم يَنسَ شُبَّانٌ نشيدَكَ صادِحًا=و مُجَلْجِلًا - بِالحَقِّ - لِلتغييرِ
ما زالتِ الأجيالُ تَذْكُرُ صوتَكم=عَذْبًا نَدِيًّا ، مُشرِقَ التعبيرِ
* * *=* * *
عَرَّفْتَنا شِعرَ الكِبارِ مُلَحَّنًا= و مُوَقَّعًا بِالصِّدقِ و التأثيرِ
كـ"الأعْظَميْ، وبَدِيعِهم"و"اليُوسُفَيـ=ـنِ؛ العَظْمَ والقَرَضَاوِ"ذِي التقدِيرِ
* * *=* * *
سَتَظَلُّ في دُنيا النشيدِ مُبَرِّزًا= بِنَشيد حقٍّ خالِدٍ ، و مُثِيرِ
ستظل شَيخَ المُنشِدين, و فخرَهم,=و عميدَهم , بعشية و بُكُورِ
ستظل في سِفْرٍ لهم مُتألِّقًا= بدرًا مُشِعًّا ؛ بِالهُدَى و النُّورِ
* * *=* * *
نَمْ في حِمَى الرَّحْمنِ, في إنعامِهِ=في رَوضِ إكرامٍ ، و ظِلِّ حُبُورِ
رَبَّاهُ أمطِرْ قبرَهُ بِمراحِمٍ=تَتْرى , مع الغُفران و التنويرِ
و كذا مُحِبُّوهُ و سُمَّعُ صوتِهِ=اُرزُقْهُمو - مَوْلَايَ- حُسْنَ مَصِيرِ