شكوى إلى الله إنَّ اللهَ مولانا = فليس يُبقي لشأنِ الظلمِ ديوانا
في الشَّامِ مذبحةٌ أحيتْ مواجعَنا =وهيَّجتْ مهجًـأ عانتْ وأحزانا
حيُّ التَّضامنِ فيه فتيةٌ قُتلُوا = تعسُّفًـا ــ بيدٍ شُلَّتْ ــ وطغيانا
أعيتْ بناني فلم تكتبْ مرارَتها = لخسَّةِ القاتلِ الملعونِ نكرانا
عصابةٌ كفرتْ باللهِ وامتثلتْ = فِعْلَ الوحوشِ تماسيحًا وذؤبانا
الحقدُ مذهبُهم والعارُ قبلتُهم = واللؤمُ باتَ لفعلِ الشَّرِّ عنوانا
كبيرُهم مجرمٌ أوصى بما صنعوا = فباتَ مما رأى في الوكرِ جذلانا
ونامَ فيه وفي أشداقه ابتسمتْ = بنتُ المجوسِ ولكنْ باتَ خزيانا
القاتلُ المجرمُ الرعديدُ ألبسَه = أبوهُ ثوبا و وشَّى الثوبَ صلبانا
أما المجوسُ فأعطوهُ الوسامَ وفي = رموزه السُّودِ تلقى الحقدَ نشوانا
أما الصهاينةُ الأنجاسُ فانتشروا = له على البابِ حرَّاسا وأعوانا
ولـذَّ للمجرمِ المأفونِ سطوته = فراح يرمي عمومَ الشعبِ أضغانا
وجنَّدَ الفئةَ : الأوباشُ أكثرُها = فَقَتَّلوا واستباحوا الناسَ عدوانا
حيُّ التضامنِ يُنبي عن حقارتهم = وعن دناءَتهم والشعبُ قـد عانى
وحوشُ غابٍ بلا نُبْلٍ ولا شرف = إذ أصبحوا للزنيمِ الوغدِ ذؤبانا
فدينُهم ماتراه اليومَ من عبثٍ = ويعبدون من الإسفافِ أوثانا
لحاهُمُ اللهُ لن تُطوَى صحائفُهم = واللهُ خبَّـأَ للطاغين خسرانا
والويلُ ممَّـا جنتْ أيديهُـمُ ولهم = سوءُ المآلِ فإنَّ الحشدَ قد خانا
وهل يُرجَّى من الأوباشِ غير أذىً = وكلُّهم جاءَ كالمجنون سجَّانا
فلعنةُ الملك الديَّانِ تشملُهم = سيدركون زحوفَ الشَّعبِ طوفانا
هـمُ الأذلةُ خانوا كلَّ مكرمةٍ = وأدلجوا خلف هذا النَّذلِ عميانا
وربُّك الحـقُّ بالمرصادِ طوَّقَهم = رغم التَّبجُّحِ في الأيامِ خسرانا
فَلْيَضحكوا طربًا في يومِ نشوتهم = ولْيَسْتَعِدُّوا ليومِ الثأرِ وافانا
لا . لن تضيعَ دماءُ الناسِ من سفهٍ = ومن حثالةِ أنذالٍ بدنيانا
فمالكُ الملكِ أحصى جمعهم عددا = واللهُ ناصرُنا واللهُ مـولانا
واللهِ : ليس يضيعُ الحقُّ فانتظروا = فإنَّ ماقدَّرَ الديَّانُ قـد كانـا
وَلْيُبْشِرِ المجرمون : الغيُّ حفَّزهم = فأجرموا وتداعوا فيه قطعانا
مليون نفسٍ رموها في محارقهم = من بعد ما عُذِّبَتْ بالحقدِ ألوانا
وصورةٌ في يـدِ الإجرامِ شاهدها = مَن في البريةِ إيضاحا وتبيانا
حـيُّ التضامنِ يأبى أن يهادنهم = ولو أذاقوا بنيه الموتَ إدمانا
فضائعُ المجرمين الأنذلين بدتْ = للناسِ لو فقهوا جَورًا وعدوانا
لكنَّ ساستَهم في غيبةٍ طمسَتْ = وجدانَهم فنسوا ماكان وجدانا
دعها لربِّكَ فالمولى يدبرُهـا = فاللهُ يجعلُ في أيامهم شانا