( الأخ الكريم الأستاذ أحمد بن محمد علي العسيري أحد الأفاضل الذين عرفتهم ونحن نعمل في التدريس في مدينة نجران منذ أربعين عاما تقريبا ، وكان مثالا للأخلاق الفاضلة ، جادا في عمله ، ورعا في عبادته ــ ولا نزكي على الله أحدا ــ ولكن هذا مالاحظناه . صاحب وفاء وها نحن وبعد هذه الأعوام مازالت قيم المودة والصحبة قائمة بفضل الله . وكان آخر اتصال في الأسبوع الماضي من تاريخ كتابة القصيدة ، حيث أخبرني بوفاة زوجته ــ يرحمها الله ــ وبإصابته بفقرات في ظهره ، نسأل الله أن يمنحه العافية . وكانت هذه الأبيات المهداة له ــ حفظه الله وعافاه ــ )
وبآياتِ سورةِ ( المُلْكِ ) تُتْلَى=ما أجلَّ التبيانَ في الفُرقانِ
فَاصْبِرَنْ أحمد العسيري وَأَبْشِرْ=إنَّ بعدَ الإعسارِ يُسْرًا داني
لـك منَّـا أبا محمَّد دومًـا=صدقُ مافي الدعاءِ من تحنانِ
مانسينا أيامَ نحدو لِعـلمٍ=في رحابِ الفاروقِ ذاتِ الأماني
من أخيك / شريف قاسم
يستظلُ الفؤادُ في الأزمانِ=في الظلالِ الوريفةِ الأفنانِ
إنْ دهى نفسَ الكريمِ مُصابٌ=في عزيزٍ قضى وفي الأبدانِ
أو رمتْهُ الأيامُ في قَيْدِ داءٍ=أو تأذَّى في دورةِ الحَدَثانِ
إنَّ في العيشِ سُنَّةً لـم تغادرْ=من نَبِيٍّ ولا كـريمِ الشَّانِ
فَجَلِيُّ الأقدارِ جاءَ بيانًا=لشؤون العبادِ في القرآنِ
خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوكم .=. فراضٍ يفوزُ بالإحسانِ
وشقيٌّ عن البيانِ تولَّى=حيثُ ألفى مرارةَ الخسرانِ
وَحَبَـا اللهُ مَن أتاهُ بصبـرٍ=ويقينٍ بالعفوِ والغفرانِ
وبفضلٍ : صفحاتُه حسناتٌ=وقصورٌ في جنَّةٍ المنَّـانِ
سوف يحظى بها بيومِ خلودٍ=أبـديٍّ فليس من أحـزانِ
فـلأهلِ البلاءِ خيرُ جـزاءٍ=ونعيمٌ قـد هـلَّ بالرضوانِ
فعسى اللهُ أنْ يَمُـنَّ ويولي=شأنَـك اليومَ بالنَّدى الربَّاني
إنَّ ربِّـي هـو الجَوادُ فأيقِنْ=أنَّ في الدَّاءِ موئلُ الغفرانِ
وهـو الصبرُ يا أخي نـورُ قلبٍ=ورُؤَى مُبْصِرٍٍ ونهجُ أمـانِ
أعظـمَ اللهُ أجـرَه إذْ تثنَّى=في حياةِ الأبرارِ أهـلِ الشَّانِ
يتفانى في الباقياتِ رجالٌ=مـا أُحَيْلَى لهم سبيلَ التَّفاني
قـد تراءت لهم مدارجُ فضلٍ=بل رَأوْها في العيشِ رؤيا عيانِ
يا أخا السيرةِ الحميدةِ أضحتْ=شدوَ فخـرٍ للإخـوةِ الخِـلاَّنِ
مـا نَأَتْ عنك طيبُ السجايا=فشذاها الفـوَّاحُ في الأردانِ
يذهبُ الهـمُّ صاغـرًا عنك فيمـا=تتولاك رحمــةُ الرحمنِ
نحنُ نرضى بمـا يقدِّرُ ربِّي=فضياءُ اليقينِ مـلءُ الجَنانِ
ولـه الحمدُ إنْ قضى وبهذا=يا أخانا : الآياتُ في القرآنِ
طابَ فيهـا التَّدريسُ حيثُ بذلْنا=مابوسعِ القلوبِ قبلَ اللسانِ
ولـك الفضلُ بعدَ فضلِ إلهي=لاهتـمامٍ بالعلمِ والفتيانِ
و وهبْتَ الجميعَ حُبًّـا وعـدلا=ونظامًـا قـد قَــرَّ في الوجـدانِ
واستفادَ الطلابُ منك ومنها=وَتَثَنَّتْ بالطيباتِ المغــاني
فـلكَ الأجـرُ من إلهكَ يُزْجَى=يومَ تُلْفَى الأعمـالُ في الميزانِ
باركَ اللهُ سعيَكَ : الجِـدُّ فيه=قد تباهى باليُمنِ والإيمـانِ
وعطـاءُ الفتى الوفيُّ سيبقى=لـم تَنَلْهُ النفوسُ بالنكـرانِ
فعلى الصَّدرِ للكـرامِ وِسامٌ=زيَّنَتْـهُ الأخلاقُ للفرسانِ
علمتنا شريعةُ اللهِ أنْ لا=نبخسَ الأوفياءَ حـقَّ التَّهاني
فشفاءٌ من كلِّ داءٍ وسوءٍ=لـكَ يُرجَـى من ربِّنـا الرحمنِ
ويقينٌ باللهِ يمحو شجونًـا=إنْ أتى طيفُهـا على الأجفانِ