إن اللآلي بريقها يسحرو يأخذ بالألباب ويترك بصمته أياً كان وحيثما حل وافتخارجوهرة التقيتها مرة أثناء زيارتي بيت الله الحرام لأداء العمرة فأحببتها وتوثقت علاقتنا. كانت رسائلها جميلة وبليغة جداً تسحرني بلاغة وإيماناً ورقة ولا أبالغ في أنها متفردة وأن عليها طلاوة. أجد أثركلامها البليغ فيمن حولها من أخوات وصديقات فكتبت لها:
تألمتُ لألمها إذ فُقد زوجها أبا محمد طيب الأصل والمحتد ذو الخلق الرفيع
ولقد عانى في هذه الدنيا الفانية من صروف الألم والعذاب ما عانى
إن أكثر الناس ابتلاء الصالحون، بعد وفاة الأب توفي أكبر أعمدة البيت محمد رحمه الله. استيقظت أم محمد لترى ابنها الأكبر محمد مسجى على الأرض شاخصاً بصره
لهفي عليك أم محمد كيف كنت في هذا الموقف الجلل ؟ ؟
بعد أيام تناهى إلى سمعي إصابتها بالكورونا ،كنت أخفف عن نفسي وأمنيها بلقاء الغالية افتخار كما كانت تخاطبني دائماً وهي الغالية ، ولكن كان الله أن اصطفاها
ياإفتخار سناكِ باتَ مؤتلقا= إذ تنثري الدرَّ في الأجواء والعبقا
لأنت كالبدرضوءاً حين طلعته= تنساب أنواره في الحي إذ ألقا
كلامُك ألماسٌ يشع على الدنا= زبرجدٌ فواحُ في الأنحاء مؤتلقا
أدامك الله ذخراً أنت لؤلؤة ٌ= تشفين قلباً علاه الهمُّ وانصعقا
رسالةُ الدينِ والأخلاق تحملُها= على جناحِ التقى معراجُها سبقا
عظيمةٌ وقلوبُ الخلقِ تغبطها= كريمةٌ وندى كفيها كم برقا !
اليوم آلمكم فقدُ الحبيبِ وكم=أرِقتمُ فاستراح القلبُ إذ رقدا
القلب فُطِّر من فقدٍ ألمَّ بكم= والعينُ تدمع إذ راعيكُم فُقدا
قد نال مانالَ من ضيمٍ ومن نكدٍ= أصابَه وصَبٌ،همٌ،وما ارتعدا
قد قارعته خطوبٌ كان محتسباً= يدعو ويشكر، للرحمن قد حمدا
قد نال مانال في دنياه فارتفعا= إلى الجنان فنال الظفر وانسعدا
أدى الأمانة بشراه لقد ربحا= في جنة الخلد يلقى الأهل والشُّهَدا
تخلِّد المرءَ في الدنيا أمانتُه=فيا سعد من وحّد الديان ،قد خلُدا
رباه رباهُ أكرمهُ بمنزلة=أظِلَّه في جنان ، أيكها خُضدا
وأسدلنْ صبرك ياهادي على نفرٍ= بيض الوجوه فاجعلهم من السعدا
واليوم أدمعنا سالت محاجرها= تكفكف الدمع، تدعو الواحد الأحدا
رباه صبِّر فؤاداً مضه ألَم= رباه صبره ،بشر بالجنان غدا
أحبابنا حزنكم يكوي جوانحنا= مصيبة الفقد تكوي القلب والكبدا
غدا الفؤاد جريحاً إنني ألِمٌ= رحماك رباه ،صبِّركل من فقدا
دنا الحِمام وكان الفجر موعدنا= واختارك الله ، طوبى لمن سبقا
واختارك الله ياأختاه فابتسمت= منك الجوارح حتى الوجه قد برقا
رسائل الفجر تروينا وكم شغفت= قلوبنا وجناحُ اليمن قد وثقا
عظيمةٌ وسراج الدين منبعُها= فواحةٌ وشذى رياها قد عبقا
كريمةٌ ترشدُ السارين وِجهتهم ْ= تخافُ القذى أن يُنبت الأرقا
صلى عليك إلهي يا معلمتي= طوبى لعبدٍ سما طوبى لمنْ سبقا