الذّلُ خيَّمَ والقلوبُ طليقة ٌ= في غيِّها ، بالذُّلِّ كم تتعفَّرُ
ماتت قلوبُ الهائمين لأنّها = فحمٌ ، وقلبُ الفحم لا يتنوَّرُ
من كان يحسبُ في البغاء حضارةً = فمصيره البلوى ولا يتحضَّرُ
يشقى لأجل الفرجِ يكدحُ راضياً = عبدُ الهوى بغلٌ فلا يتطوَّرُ
إني أرى طيشا تمكَّن في الرُّؤى = فالزَّيغُ في الألباب لا يُتصوَّرُ
جيلٌ تهافتَ في المساوئ والهوى = قد أُنسِيَ الإيمانَ ، هل يتحرَّرُ ؟
فمُضيُّهُ في الغيِّ بات مُحقَّقاً = ورجوعُهُ للحقِّ قد يَتعذَّرُ
الأرضُ تشكو الكفرَ هدَّ سلامَها = وشبابُنا المفتونُ لا يتأثَّرُ
يلهو ويعبثُ في الوجود بلا هُدَى = وعقيدةُ الإسلام فيه تُدمَّرُ
آهٍ ويتبعُ في الضَّلالِ عدوَّه ُ= بل في الغواية والفساد يُسخَّرُ
كم في بلادِ المسلمين من الأُلى = سلكوا دروبَ الكافرين وأدْبرُوا
كم من مسمَّى بالعقيدة والهدى = في غيِّهِ وضلالهِ يتحدَّرُ
العزُّ ضاعَ وضاع سرُّ بقائهِ = فلقد تحكَّم في النُّفوسِ المُنكر
* * *=* * *
ياأمّة الإسلام دربُك واضحٌ = حقٌّ عريقٌ في الورى يتجذَّرُ
فكتابُنا شمسٌ تُنيرُ سبيلَنا = وإلاهما يهدي المنيبَ وينصرُ
عودي إلى الّذّكرِ الحكيم فإنّه = نهجُ العُلا ، وبه الفلاحُ الأكبرُ
فتذكري الأنوارَ في سفْرِ الهُدى = قد افلحَ الماضونَ حين تذكَّرُوا