يا أحمد القطان
يا أحمدَ القطان تبقى الأحمدا
وبما فعلتًَ تظلُّ نبراسَ الهدى
الله شاءك للهدايةِ والتقى
فمضيتَ بالتوحيدِ لا تخشى الردى
ٍ
والناس جلُّ النَّاسِ ضلَّ عن الهدى
وبحب دنياهُ تراهُ تعبّدا
أرضيتَ ربَّكَ بالذي أوتيتَه
وسوى رضاه لم نجدْ لك مقصدا
يا مخلصاً لله في أعماله
ومقالِ صدقٍ كانَ فيه الأرشدا
يا أيها الداعي لعزةِّ دينه
بكمال أخلاقٍ أرقَّ من النِّدى
ما حدتَ يومًا ساعةً عن نشرهِ
كلا, ولم ترِدِ المناصب موردا
ما كانَ اعظمَ ما نهدتَ لحملهِ
ومضيتَ تسعى ما عرفتَ تردُّدا
في كل ساحٍ للجهادِ وعزِّهِ
قد كنت ما بين الدُّعاة السيدا
الله أسكن في فؤادكَ حبَّهُ
فغدوتَ كاسْمكَ في المحافل أحمدا
ورضاء ربِّكَ كلُّ ما تسعى لهُ
وعظيمُ صدقكَ صرت فيه مخلَّدا
ولدى المواقفِ كنتَ تقوى هِمَّةً
وعلى صلاحِ الدينِ عشتَ مؤكَّدا
فكمال دين الله يبقى صالحاً
وله المدى مهما به امتد المدى
ما ضرَّ بأسكَ ما صبرتَ لفعلهِ
لم تثن سعيكَ كل أبواقِ العدى
فبنيتَ للإسلام من قد أقسموا
أن لا يروْا في أمتي من أفسدا
والقوم باللقوم كم ذا ضُلِّلوا
ومن المناصب لم نشاهدْ مرشدًا
والكون ياللكون ساءَ لبغيهم
وبياضُ كلِّ الأمر أصبح أسودا
والكونُ تحسبُ أنه قد هُوِّدا
والشر كلُّ الشر ممَّنْ هُوِّدا
فاق اليهود ضلالةً وخطورةً
من في تهوده يقومُ تهَجُّدا
فإذا الذئابُ الجائعاتُ رعاتُنا
وإذا الأذلُّ من الحمير استأسدا
ومضيتَ للطاغوتِ تفضحُ أمرهُ
وتريه أنَّا لن نكون الأعبدا
مهما كبونا فالنهوضُ سبيلُنا
والكونُ تحسبهُ بنا ولنا غدا
مهما الظلام اسود تلقى فجرنا
في عينِ كلِّ مجاهدٍ حرٍ بدا
يا طيب ما أبقيتَهُ في أمَّتي
من باقياتٍ في الزَّمانِ لها صدى
ودعاكَ للفردوسِ ربُّكَ راضيًا
منكَ الجهادَ وما رآكَ لهُ فِدى
فاهنأ بقرب الله تلقى الموعدا
فالله لم يخلفْ لحرٍّ موعِدا
وسوم: العدد 983