ابيات هذه القصيدة موجهة الى القلوب تستثير فيها الرِّقة والشعور بآيات الله في الكون ليقوى حب الله وتقديره فيها ، والى العقول لتستخدم نورها في طرد ظلمات الشك والبحث عن حلاوة اليقين ، وتلكم هي السّعادة الكاملة والعزّة السّابغة
كُظَّ الجَوَى بصواعقِ الأخبارِ = وتنازَعتْهُ لَواذعُ الأكدارِ
كيفَ السُّلوُّ وقد تفاقم وجدُنا = يا حبَّذا التَّرويحُ بالأشعارِ
كيف السُّلوُّ وشمسُنا محجوبةٌ = والفحمُ يُدعى باعثَ الأنوارِ
فالحقُّ يوصَمُ بالقذاءِ سفاهةً ً = والكفرُ أضحى رافعَ الأقدارِ
ذو الفضل يُرمى بالعداء لخسَّةٍ = والنَّذلُ يَلقى فائقَ الإكبارِ
العقلُ يذهلُ من عجيبةِ عصرِنا = بذلُ القلوب لباذلِ الأضرارِ
* * *=* * *
يا هاذيا بجهالة ٍعرقيةٍ = تُزجِي البلاد لِلُجَّة الأخطارِ
يرنو إلى الغرب الحقودِ بلهفةٍ = قد كظَّهُ شيءٌ من الإعسارِ
مهلا فيُسْرُ العالمين مُيَسَّرٌ = في منهج الإكرامِ والإيثارِ
في منهجٍ أوحى الرَّحيمُ بنودَهُ = عدَّ الفضائلَ غاية الأعمارِ
من عافَهُ يشقى ويُحشرُ صاغراً = يوم الحساب مخلَّداً في النَّارِ
الحقُّ كالشَّمسِ المُشعَّة في الدُّنا = لا يَحْجُبنَّكَ تافهُ الأقذارِ
اللهُ ربِّي ربُّكمْ ومحمَّدُ = مبعوث خالقنا بلا استئثارِ
شهدَ الوجودُ بصدقه لحقائقٍ = في النَّفس والآفاق والآثارِ
حُججُ العقيدة عنده بمعارفٍ = غزت العقول بفيضها الموَّارِ
لا لن يصُدَّ عن الهدى إلا العمى = وسفاهة ُ الجُهَّالِ والأشرارِ
عيسى رسولٌ صادقٌ كرسولنا = قد جاء بالتَّوحيد للقهَّارِ
قد كان بالخَلْق المقدَّرِ آية ً = سبحان من سوَّاهُ بالأقدارِ
أوَمَا تقلَّبَ في الطفولة مثلنا = عانى جنينا سائر الأطوارِ ؟
أوَ ترجعون لردَّةٍ وجهالةٍ = في عالم التَّصوير بالأقمار ؟ِ
في عالمٍ أبدى الخفِيَّ بمُجْهِرٍ = أدنى البعيدَ بقوَّةِ المِنظار؟ِ
أوَما عرفتم في الورى من زانَكمْ = بالعقل والأسماع والأبصارِ ؟
أوَما نظرتم حولكم كم آيةٍ = في الأرض والأحياء والأنهارِ ؟
أوَما لمستم فضلَه في رزقكمْ = من أبدعَ الأثمار في الأشجارِ ؟
أوَما رأيتم كيف يُزجي غيمَه = يسقي التِّلال بوابِلِ الأمطار ؟ِ
أوَما شهِدتم آية ً عن بعثِكمْ = بعثُ الحياة بميِّتِ الأبوارِ ؟
أوَما سمعتم في الجوارِ مُسبِّحاً = كالسَّيلِ والحشراتِ والأطيارِ ؟
أوَقَدْ أمِنتمْ وطْأةً من قادرٍ = بالرَّعدِ والزِّلزالِ والإعصارِ ؟
عودوا لربِّ العالمين ودينِه = قبل انسدادِ مسالك الأعذارِ
ودعوا الخرافة َ والهوى وتقرَّبوا = من ربِّنا ذي الرَّحمةِ الغفَّارِ
الواحدِ الفردِ الذي خلقَ الورى = مُتنزِّها عن شِركة الأغيارِ
سبحانه لم يتَّخذ إبناً ولا = زوجاً ، كما يهذي بنو الكفَّارِ
سبحانه .. سبحانه .. ثم الصّلا = على النَّبي الخاتم المختارِ