توصلت بدعوة كريمة من فضيلة الإمام السيد عبد الرحمان جامعي ،وهو حافظ من محفظّي كتاب الله عز وجل لحضور الحفل السنوي الذي تنظمه مدرسة مسجد الأمة لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة وجدة ،والذي يحتفى فيه بحافظي وحافظات كتاب الله عز وجل ، فألهمت هذه القصيدة التي قلت فيها :
حيّيت ربعا لمن أهوى أسائله=عمّن به سكنوا فصدّني طلل
والشوق يعصرني والدمع منسكب=وزادني ألما لمّا جفا الأمل
قد كان بالربع رئم لا نظير له= من حسنه هالة للبدر تكتمل
في لحظه دعج والهدب تحرسه= وزانه حور إن مسّه الخجل
وخدّه مزهر شعّت أسالته= والثغر لؤلؤة وريقه عسل
مصقول جيد من الإبريز محتده= من حسنه قرطه يهوي فينسدل
وفرعه ناعم كالقز ملمسه= أفنانه خصل قد زانها الرّجل
من فضة قدّه صيغت سبيكته= في لينه غنج وما به رهل
ومنطق قد حباه الله رقته= عذب رخامته يسبى بها الغزل
هويته وسواد الرأس عمّته= وزادني شغفا والرأس مشتعل
ما زال دأبي كذاك لا حيول له= لن أرعوي أبدا إن قرّع العذل
حقّت شهادة من مات من وله= والنار مثوى لمن تهيامه مذل
حرمت من وصل من أهوى بلا جرم=والله ينصرني إن ساءني خبل
طغيانه ندم وكيده وزر= يوم التغابن لا عذر ولا حيل
إن كان أسكتني عن قول محكمة= فالشعر يعرفني والنثر والمثل
والقدس أنصره إن مسّه خطر= بيت الإله به العبّاد تبتهل
صلّى به خير من تسعى به قدم= وخلفه سادة و كلهم رسل
أنّى ألام على قول أردت به= صون الكرامة والعربان قد خذلوا ؟
والله يحفظها بالذكر يكلؤها= حفّاظه حرس بصونه شغلوا
الحافظون كتاب الله سادتنا= أنعم بهم فتية أنتم لنا خلل
تغشى مساجدنا أنوار طلعتكم= من مثلكم سادة ؟ما لكم بدل
ضجّت حناجركم بالذكر صادحة= هو المثاني به ينتابنا الوجل
نخشى الوعيد إذا يتلى ونحذره= والوعد يفرحنا وكله أمل
نور الإله لنا ترياق أفئدة= فينجلي الران والوسواس والخبل
والحافظات كتاب الله مفخرة= نزهو بها أبدا وشأنها جلل
تحمي به نشأنا من كل بائقة= وقدوة كرمت أخلاقها مثل
وحفلكم زاخر بالفضل يمتدح= وشيخكم حاذق تحفيظه أمل
يرجو به سكنا في جنة رفعت= أنهارها لبن ومثلها عسل
وماؤها غدق ومسكها عبق= وأكلها دائم والظل والظلل
والحور كالدر والياقوت قد جبلت= حليّها ذهب تزهو به الحلل
فضل الإله ورضوان ومغفرة= ذاك النعيم وذاك الخلد لا ملل
يا رب بالمصطفى نرجو شفاعته= أكرم وفادتنا إن جاءنا الأجل
واغفر أيا خير من يرجى جرائرنا= واجعل لنا عاصما إن غرّنا زلل
والله أحمده حمدا يليق به= ثم الصلاة على من شفعه أمل