** تطالعنا بين حقبة وأخرى وجوهٌ باسرةٌ ، تتلفع بالحقد ، وتلهثُ ألسنتُها بالكراهية لدين الله الحق ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم . ولكن قافلة جنود النبوة تسير وتدوس الأعشابَ الضارة ، والأشواك المؤذية التي أنبتها دنس الحضارة المادية المتهافتة والتي حملها جنود ابن صياد .
لُعِنوا ـ وربِّك ـ تحتَ كلِّ سماءِ=وبكلِّ فجٍّ عـجَّ بالغوغاءِ
لُعِنوا لمعتقدٍ يروَّجُـه الهوى=بمبادئِ الإلحادِ و الإغواءِ
كفروا ؛ فَجُـرُّوا للشقاءِ وللردى=بتفاهةٍ و حقارةٍ و غبـاءِ
و حداثةٍ جاشتْ بكلِّ قبيحـةٍ=لم تكترثْ بشماتةِ الأعداءِ
الأُمةُ المجروحُ فيها عزُّها=والمُبتــلاةُ على يـدِ السفهاءِ
مرُّوا عليها هازئين ، وأمعنوا=ـ لدمارِها ـ بالهجمةِ العمياءِ
يغريهمُ الطاغوتُ شُلَّتْ كفُّـه=بخميسِ رايةِ حُمقِـه الحمــراءِ
هجموا على الإسلامِ يرمون الذي=قد قادَ أُمتَهم إلى العلياءِ
لم ندْرِ مَنْ منهم له بجذورِنا=نسبٌ ؟! ومن منهم من الدخلاءِ ؟!
لكنَّ سيرتهم تُريك ثعالبًا=لبستْ ثيابَ المكرِ والدهماءِ
تأبى العروبةُ أن تُباحَ لفاسقٍ=أعراضُها ، وتُرى بغيرِ حيــاءِ
الخاسرون المجدَ هذا دأبُهم=لايرعون فحسُّهم متناءِ
المنضوون تحتَ كلِّ رذيلةٍ=ربحـوا بسوقِ أراذلِ الخلطاءِ
مَن عاشَها لمفاسدٍ و لخمرةٍ=ومعازفِ الشيطانِ والأهواءِ
ضـلَّ الطريقَ الحقَّ واستعمى ، فلم=يستهدِ للأسمى من الآراءِ
فانظرْ عمى الأوباشِ تعلمْ أنهم=يتقلبون لشهوةٍ و غناءِ
أمَّا الفضائياتُ فالعنْها أذىً=ولهم بها سيما من السيماءِ
فكأنهم جندُ ابنِ صيَّادٍ أتوا=ليبشروا بتقاربِ الأنباءِ
ياحسرةَ المهجِ الظِّماءِ ... فهاهمُ=للعارِ قد ولغوا بلا استحياءِ
وجموعُنا في ظلِّ دعوةِ احمدٍ=لمَّـا تزلْ في جاحمِ البلواءِ
تحيا و تصبرُ لن تهونَ ، وإنها=تفدى سنا الإسلامِ بالأحنــاءِ
وتسيرُ قافلةُ الهدى جوَّابـةً=في الأرضِ رغمَ غوائلِ الأرزاءِ
لم تلتفتْ لعواءِ ذئبٍ حاقدٍ=لم يزوِ نابَ ضلالةٍ و عماءِ
أو تكترثْ بنباحِ كلبٍ راذمٍ=جُذَّتْ مخالبُه بأخبثِ داءِ
ملأتْ سمومُهُمُ الأباهرَ فانجلتْ=في قلبِ كلِّ مروِّجٍ مستاءِ
وبكلِّ عامٍ بخرجون جديدَهم=حقداً يفورُ على فـمِ الرقطاءِ
المقترون ، وبالسفاهةِ ما اغتنوا=ولبئسَ ما في جعبةِ الجبناءِ
لو أنهم ركبوا الفخارَ أعزَّةً=وتفاخروا بكرامةِ الأثداءِ
و طهارةِ الرأيِ القويمِ ، ولوَّحوا=لنهوضِ أُمتهم من اللأواءِ
لكنهم عكفوا على هبل الهوى=فنمتْ مداركُهم على الإزراءِ
أَوَيُرْتَجَى من مِحمـرٍ خيرٌ ، وقد=صنعتْه ذا شؤمٍ يدُ الخبثاءِ
تبَّتْ يدا نذلٍ تطاولَ شاتما=مستهزئا بالشرعةِ السمحاءِ
بقصيدةٍ هوجاء أوهاها العمى=أو قصـَّةٍ تزورُّ كالعرجاءِ
أو فكرِ منتقصِ ، وقولِ معفَّرٍ=بالغيِّ تعرفُه والاسترخاءِ
لُعِنوا فهم سببُ الضياعِ لأُمةٍ=ذلَّتْ بأتعس حالةٍ و شقاءِ
فقدوا الأحاسيسَ التي لم تُفْتَقدْ=عند الحميرِ ، فكيفَ بالعقلاءِ !!
***= ***
ياقدسَنا عذرًا فمثلُكِ قد نرى=أُمًّا رؤومًا قد طـوتْ لشجاءِ
تُكوى على الجرحِ الممضِّ و ولدُها=سهروا على التهريجِ و الإغواءِ
قد عقَّها الولدُ الخبيثُ ولم يقلْ=إلا كلامَ رعونةٍ و هُـراءِ
وأذاقها الويلاتِ ممَّا يجتني=من حقلِ تربيةِ الهوى الجوفاءِ
بئسَ البنون الخارجون عن الرضا=الهازئون بشرعةِ العلياءِ
فاللهُ خصمُهُمُ وغت طالَ المدى=واللهُ بفضحُهم بغيرِ وِقاءِ
إنا على العهدِ الوثيقِ ، ولم نزلْ=للحقِّ رجعيين في الغبراءِ