* بنات الصدر : هي الهموم والأنكاد .
الرَّبيعُ الفوَّاحُ والجلَّنارُ =والنشيدُ الممراحُ والأطيارُ
والمغاني مزهوَّةٌ والأماني =والتَّهاني ، فما تبدَّدّ غارُ
لك حنَّتْ قلوبُنا ، وتلظَّى =في حنايا أشواقِها الإصرارُ
يتهاوى على المحاجرِ وهمًا =مابناهُ الإقبالُ والإدبارُ
وتراءتْ بك المنى ، ومن المجدِ ... =... شموخٌ علاه لاينهارُ
وضلوعُ الربيعِ يزجي شذاها =لأمانيه موسمٌ معطارُ
ليس زورًا تلك الرُّؤى ، فمداها =في يديه الإثمارُ والإعمارُ
تتثنَّى بك البيادرُ جذلى =دانياتٌ سلالُها والنضارُ
بك طابَ اللقا فتلك وجوهٌ =باسماتٌ لأهلِها استبشارُ
والليالي ـ طوبى لهم ـ مقمراتٌ =حيثُ ولَّتْ بسوئها الأكدارُ
لك هذا الترحابُ من كلِّ قلبٍ =يتباهى ، وشانئوه احتاروا
وابتهاجٌ يومي بمنزلةِ الفضلِ ... =... فدنياكَ بهجةٌ وازدهارُ
سلسلتها الأفراحُ في كلِّ أرضٍ =وتغنَّتْ بجودِها الأمصارُ
واحتفاءٌ به الوفاءُ تجلَّى =وله الناسُ أبرموا واختاروا
حسبُك الخيرُ لم يطفْ في مدارٍ =ذي اعتكارٍ إلا و ولَّى التَّبارُ
حسبُكَ الحبُّ في القلوبِ استفاضتْ =بمعاني خلودِه الأسفارُ
حسبُكَ الشوقُ في حنايا نفوسٍ =مازجتْهُ الأشذاءُ والأوطارُ
عدْتَ تحيي ما ماتَ في سأمِ العمرِ ... =... ليُطوَى على يديك البوارُ
في سنين انقضتْ ، توالتْ عجافا =حيثُ ماجَ الأسى ، وطال انتظارُ
شهدَ اللهُ أنَّك الخيرُ يُزجَى =والخزامى والطيبُ والأمطارُ
فربانا قطوفُها يانعاتٌ =دانيات أغصانُها والثِّمارُ
أيها الغائبُ الحبيبُ تهادى =في محيَّاكَ أُنسُنا واليسارُ
وتغنَّت لك القوافلُ نشوى =وحُداها التاريخُ والآثارُ
جئتَ والكونُ مالديه أنيسٌ =يتراءى في محجريه افتخارُ
فهو الفضلُ يورقُ الزَّهوُ فيه =ويطيبُ الهنا ، ويُطوَى اعتكارُ
فَلْيُجددْ وجهَ الأباطحِ جودٌ =ما سقاها من قبلِه مدرارُ
ولتغادرْ بناتُ صدرٍ مدمَّى =مزَّقتْهُ الأنيابُ والأظفارُ *
طالما هزَّه الحنينُ فألفى =في خباءِ السنين تُوقدُ نارُ !!
والجديدان لم يبوحا بسرٍّ =دفنَ الليلُ سِفرَه والنهارُ !!
إنما في الصدورِ يكمنُ لمحٌ =جهلتْه الأيامُ والأبصارُ
يانبيَّ الإسلامِ أنتَ لدينــا =شذوُ سِفرِ الهدى وأنت المنارُ