ماعشتَ إلا للهـدى الوضَّاءِ = لسعادةٍ تُرجَى وظـلِّ هنــاءِ
للناسِ كلِّ الناس في زمنِ الأسى = حيثُ الشقاءُ على مدى الغبراءِ
إبليسُ عربدَ في لياليهم وقد = عــمَّ الفسادُ على يــد الزعماءِ
فالظلمُ والإرهابُ والقتلُ الذي = شهدوا مآتمَه بلا استحياءِ
أما الحضارةُ فالثيابُ (تزركشتْ) = بالزورِ والبهتانِ والبغضاءِ
وبكلِّ ما ينفي الفضائلَ عنهمُ = وبكلِّ مافي الخبثِ من أرزاءِ
أحزابُهم فشلت وبانَ عوارُهـا = وخبيئةُ (الماسونِ ) محضُ هــراءِ
حكموا العبادَ بمكرهم وبمالهم = ونسائهم والفُحشِ والإغـواءِ
وبآلة الإعلام ضلَّلَ كفرُهـم = طمعًا بمحوِ الفطرةِ الفيحـاءِ
لبُّوا نداءَ الكِبرِ مافطنوا إلى = يوم الحسابِ وشدةِ اللأواءِ
إبليس ضلَّلهم فعاشوا حوله = مثل الكلابِ بدونِ أيِّ حيـاءِ
وبغمرةِ الظلماتِ ضاعتْ أمَّـةٌ = اللهُ أخرجها من الظلماءِ
بشريعةٍ جاءَ الحبيبُ مُحَمَّدٌ = بالرحمة المهـداةِ والآلاءِ
ركنتْ إلى ماغرَّها من فتنةٍ = مشحونةٍ برذائلِ الأهـواءِ
فاستسلمتْ لهوى الطغاةِ وجانبتْ = قيمَ الهدى والسُّنَّةِ الغراءِ
وتعللتْ بالخوفِ من طغيانهم = ومن انفلاتِ معاولِ السفهاءِ
عاثوا بأرضِ المسلمين وقتَّلوا = مَن دبَّ فوقَ ترابِِها المعطاءِ
فهي النوازل لم تـدع بيتا على = ماكان من أمنٍ ومن نعماءِ
فترى مناحاتِ الفجائعِ وبهـا = نالَ الجميعَ الكربُ بالضَّرَّاءِ
وبـدا محيَّـا الناسِ في أحزانهم = يروي أسى الأحداثِ في الآناءِ
ومضت لياليهم كما لم يرغبوا = ياحسرةَ الماضي على الأنضاءِ
لكنْ وربِّك لـم أزلْ متفائلاً = أرنو وفي مقلي الدموع رجائي
أدعو ومن خجلي بحضرة خالقي = أبكي بكاءَ اليتمِ في الإدجاءِ
ربَّاهُ أنت وليُّنا ونصيرُنا = ولأنت مَن يُرجَى لكلِّ لقـــاءِ
أنتَ العليمُ بحالِنــا لم نخشَ من = طاغوتِ هذا العصرِ و العملاءِ
لمَّـا نزلْ جندًا لدينِ نبيِّنا = ولدفعِ غارةِ هذه البأساءِ
نحيا الثباتَ بقضِّنا وقضيضِنا = لم نخشَ عصفَ الغارةِ العمياءِ
بيديك ياربي مصارعَ مَن بغوا = ومن استخفوا بالهدى اللألاءِ
ومن استجاروا بالعدو ومكره = ومن استهانوا باليدِ القعساءِ
تابعْ مسيرَك يا أخي حيثُ الرؤى = تنجابُ بالإصباحِ لا الإيماءِ
فالدعـوة الغرَّاءُ شرعةُ سيِّدي = خيرِ الأنامِ وقائدِ النجباءِ
والفتحُ يأتي بالجهادِ وبالتُّقى = وبصدقِ فارسِ ركبِه العدَّاءِ
والصرحُ صرحُ المجدِ يُبنَى بالهدى = لا بالهوى الممقوتِ في الآراءِ
قـمْ ياأخي استشرفْ علاك بهمةٍ = فياضةٍ بالصَّبرِ في البأساءِ
وانسجْ بمنوالِ المروءةِ رِدنَهـا = فيـدُ المروءةِ في اليــدِ الشَّمَّاءِ
وانهضْ بهـا رغـمَ المواجعِ والأذى = وتضاحُكِ الأشرارِ باستهزاءِ
فغدًا يريك اللهُ جــلَّ جلالُه = سوءَ المصيرِ لكافرٍ ومُـرائي
ويعودُ وجهُك كالصَّباحِ إذا بـدا = ببهائه في الدوحةِ الخضراءِ
فاللهُ يدرك في الشدائدَ أمَّـةً = لاقتْ من الفُسَّاقِ شرَّ بلاءِ
وسيأخذُ الطاغوتَ أخـذًا مؤلمًـا = ويُريه مافي الغيبِ للسفهاءِ
يرعـاك ربُّك ياأخي لاتيأسنْ = مهما استطالَ البغيُ في الأرجاءِ
واثبتْ على تقوى الإلهِ مجانبًا = مافي فسادِ القومِ من إزراءِ
فالناسُ في زمنِ الضلالة والعمى = فالفسقُ عربدَ تحتَ كلِّ سماءِ
طابتْ بنشأتك الكريمةِ وِجهةٌ = مـدَّت لها البشرى جميلَ ثناءِ
فاحفظ مآثرَهـا وصُنْ إنشاءَها = في سِفرِ ما للخيرِ من آلاءِ
فهي الشريعةُ فضلُهـا لمَّـا يزلْ = للناسِ كلِّ الناسِ في الغبراءِ
قـد قالهـا قبلي الأفاضلُ في الورى = فاقرأ سلِمْتَ قصائدَ الشعراءِ
فبهـا ومنها للمعالي فانطلقْ = نحـوَ الوعودِ الحُلوة العصماءِ
ورأى مباهجَها الحبيبُ المصطفى = أَوَبعدَها من رؤيةٍ للــرَّائي !
دعهم فقد تاهوا وربِّك في العمى = واستسلموا للفتنةِ البلهـاءِ
بوركتَ في الركبِ الكريمِ أخا الهدى = فالصَّبرُ جنَّةُ جحفلِ النُّصراءِ