هوامش :
- النيوب : جمع ناب
- شَعوب : فرقة وبوار
الأماني ماشرَّدَتْهَا الدروبُ = أو لَوَتْ لهفةَ القلوبِ الخطوبُ
حَمَلَتْهَا الأرواحُ نَشْوَى ، فجدَّتْ = فَخُطَاها ـ رغم الرزايا ـ تجوبُ
نَهَلَتْ من يقينِنا ، فاشرأبَّتْ = مقلٌ ـ في مطافِها ـ وقلوبُ
سَمِعَتْ قبلُ وحيَ بارئِنا اللهِ ... = ... فطابتْ ، والمعصراتُ تطيبُ
إنَّها الودقُ فالسَّحابُ تدانى = حيثُ فيضُ الرضا لنا مسكوبُ
غمرتْ وِجهةَ الرجاءِ ، فألفتْ = نسماتٍ أتتْ بهنَّ الغيوبُ
فتوارتْ ، وقد عرتنا زمانًا = غُصَصُ الضَّيمِ ، فاطمأنَّ الوجيبُ
ثقةٌ باللهِ الكريمِ حبتْنَـا = وعُراها سكينةٌ لاتذوبُ
وطمأنينةٌ تكحِّلُ جفنَ الشَّوقِ ... = ... يُرجَى مساؤُها الموهوبُ
طالت اللوعةُ العنيدةُ في الصدرِ ... = ... وضجَّتْ في جانبيْهِ الكروبُ
فَتَلَقَّاها ... ماله من يقينٍ = وطواها إيمانُه المرغوبُ
لم أُطأطئْ لِما تريدُ وتهوى = إنَّ عبدَ الهوى هو المغلوبُ
لن يبيدَ الإيمانَ باللهِ قهرٌ = واعتسافٌ له الرؤوسُ تشيبُ
إنَّها نفرةُ الذئابِ : لظاها = يأكلُ ـ الأمنَ جائعًا ـ ويلوبُ
وهي الطَّفرةُ الذَّميمةُ للطاغين ... = ... جنَّتْ أشداقُها والنُّيوبُ (1)
وكأنَّ الأيامَ تصرخُ باللاهين ... = ... أنْ لاعشتُم ، فغيبوا ، وذوبوا !!!
لم يَعُدْ يصلحُ التسامحُ والعفوُ ... = ... مع البغيِ ، لا . فذاك هروبُ
أيُّها الناسُ حطِّموا صنمَ الذُّلِّ ... = ... وعودوا لربِّكم ، واستجيبُوا
خَجِلَ المجدُ من تقاعسكم ، وانفضَّ ... = ... وَهْجٌ ـ عن القلوبِ ـ عجيبُ !!!
وازدرتْكُم يدُ البطولةِ أوهاها ... = ... شحوبُ الفدا ، فبئسَ الشُّحُوبُ
أينَ زهوُ الأشواقِ ؟ ياجنَّةَ الخلدِ ... = ... حنانيكِ : ماتَ ماتَ الوجيبُ
أغلقي . لا . لاتُغلقي سعةَ الأبوابِ ... = ... هاهم أطفالُنا ، والوثوبُ
والشَّبابُ المقدامُ في أُفُقِ الثأرِ ... = ... وجاءتْ نساؤُنا والشِّيبُ
والأماني ! ليس التمنِّي سرابًا = إنْ تثنَّى ـ على الخيولِ ـ الركوبُ
وتهادى الفرسانُ من كلِّ فـجٍّ = فشهيدٌ ـ لبَّى الفدا ـ وحبيبُ
فالأماني مُتَرْجِمَاتٌ يقينًـا = لـم تُبَدِّدْهُ غفلةٌ أو ذنُوبُ
خَنَقَتْهَا من قبلُ كفُّ لئيمٍ = رامَ للناسِ أنْ يدومَ النحيبُ
فَتَلَظَّتْ ، وأحرقتْ وجهَ طاغٍ = لَطَّخَتْهُ أرجاسُه والعيوبُ
إنها آخرُ المطافِ ، فولُّوا = فَسُعَارُ استكبارِكم مغلوبُ
اتركُوا النَّاسَ للمآثرِ ، ملُّوا = حكمَكم : فيه خِسَّةٌ وشَعوبُ (2)
مَقَتُوكم لاباركَ اللهُ فيكم = وغدًا كلُّنا إليه نؤوبُ
لِتُجَازَى أجسادُكم بعذابٍ = ذاقه الشَّعبُ ، والجزاءُ عصيبُ !!!