أَوَيمكرون ! وما عسى أن يصنعوا = ولهم إذا غَلَتِ المراجلُ مصرعُ
فاصبرْ على لذعِ الخطوبِ فإنما = هذا الأذى منهم لنا متوقعُ
قَدَرٌ : به يُؤذَى الكرامُ وآخرٌ = يعلو به المستنسرُ المستمتعُ
والله يخفض مَن يشاءُ لحكمةٍ = والله ينصرُ مَن يشاءُ ويرفعُ
ماكان وهمًا أن ترى في مكرهم = نارًا بجمرِ أُوارِها نتلوَّعُ
مابات سرًّا ما تُكنُّ صدرورُهم = فصدورُنا من مكرهم تتوجعُ
مكْرُ النصارى واليهودِ وهاهما = اتحدا وبأسُهما الشديدُ مروِّعُ
ورأوا به ذلا لأمتنا فهل = يصحو النيامُ وهل يتوبُ المولعُ ؟!
والسَّادرون يلوك وهمَ فخارِهم = ميسانُ غانيةٍ وضوءٌ يلمعُ
ماهزَّهم مرأى مصارعَ قومنا = أو حرَّك الوجدانَ عينٌ تدمعُ !!
قدرٌ : وجلَّ اللهُ في تقديره = إنا نطيعُ ولا نزيغُ ونجزعُ
فإذا له آنَ الأوانُ رأيتَنا = تُطوَى لرايتنا الخطوبُ وتخضعُ
لابدَّ من فجرٍ يشعشعُ نورُه = ولصوتِ ترديد المؤذِّنِ نخشعُ
نحيا وغربتُنا يلوبُ نهارُها = والليلُ ليلُ وجومها يتفجعُ
نحيا وتحيا في الصدور عقيدةٌ = وبها ثمارُ الصبرِ ويحك تينعُ
ويضمُّنا صدرُ الغيوبِ برحمةٍ = منها قلوبُ زحوفِنا لاتشبعُ
لم يبرح الإيمانُ يسقي أضلعًا = ويقينُنا باللهِ ثرٌّ ممرعُ
هل يعلمُ السفهاءُ كنهَ نفوسنا = أم يدركون لمَ الجحافلُ تسرعُ ؟!
أم أنهم شربوا المدافَ من الونى = قّدّحًا به أيدي أيدي المذلةِ تصفعُ !!
غابت شهامتُنا ، وأدبرَ عزمُنا = فمتى إلى نهجِ الرشادِ سنرجعُ
هل يعلمُ الأقزامُ كيف تهافتوا = للردَّةِ النكراءِ أم لمَّا يَعُوا ؟!
قتلوا على وهم الضَّلالةِ أُمَّةً = هي بالهدى أبدًا أعزُّ وأمنعُ
تعسوا جميعًا لا أبا لَهُمُ ولن = يروا الأمانَ ، وباطلٌ ما شرَّعوا
حتى إذا ألقى عصاهُ كبيرُهم = وقلاه رغم يد الوشائج مضجعُ
وَشَمُوا وجوهَ هوانهم من نيلجٍ = فإذا به اللعناتُ ويلك تصدعُ
يا أمَّةً : الله يمكرُ دونها = ويردُّ جمعَ عدوِّها إذ يجمعُ
عودي مُكَبِّرَةً إليه وهللي = فسواهُ ويحك لايضرُ وينفعُ