فأُمَّةٌ أنتَ منها لم تزلْ سندًا للفارسِ الشَّهمِ أحيا وعيَه الذِّمما
وليس تنسى عهودَ اللهِ مؤمنةً وفي العهودِ سيبقى الجرحُ ملتئما
وكيف تنسى وفي قرأنها نبأ وفيه ريعانُها المغمورُ ماهرما
هوامش :
- غُمَمَا : أياما ذات هموم وأحزان .
- الحشما : الخدم ومَن يعملون عند السادة .
- تمما : أي تاما كاملا .
- الآل : السراب .
لهفي عليها وحقدُ المعتدين رمى = من شره نُوَبًا ماكانَ منكتما
حتى إذا أدركتْ أسرارَ كبوتها = كَمُدْرِكِ الوعيِ هبَّتْ بالهدى قُدُمَا
قالوا صحتْ بعدَ رَقْدَاتٍ على غسقٍ = طوى المآثرَ والتاريخَ والسِّيمَا
وأدركت وصلها باللهِ مؤمنةً = بأنَّ عهدًا لها ماسيمَ منكتما !
وكيف تنسى وفي قرآنها نبأٌ = لِما يكونُ ، ومن آياته اتسما
وأكرمُ السعيِ ماكانت حوافزُه = حبًّا لدينِ نَّبيِّ لم يزل عَرِما
وهل تُلامُ على حبٍّ لدعوته = وإن أتى البذلُ في يوم اللقاءِ دما !
تجيبُ رَجْعَ الصَّدى في حبِّه مهجٌ = وإنَّهُنَّ يؤدِّين الفِدا ذِمما
صلى عليه إلهُ العرشِ أكرمه = في الحشرِ والناس في غفلةٍ وعمى
مقامُ سيدنا المحمودِ أدركهم = شفاعةً للذي قد لاذَ واعتصما
مُحَمَّدٌ سيِّدُ الدنيا وشرعتُه =وخيرُهأ لم يكن في الناسِ منبهما
وإنْ تصدَّى لها الطاغوتُ أركسه = وإن بدتْ حقبٌ من شره دُهُما
ولُّوا جميعا وما أجدتْ مكائدُهم = وحشدُهم لم يزل في الأرضِ منهزما
وأمتي لم تزل للفضلِ يحجبُها = عن الريادةِ هذا الوهْنُ ما انحسما
فشأنُها ليس في هذا مآثرُه = فهل أراها بيومٍ تسبقُ الأمما ؟!
وإنَّ عزَّتها هلَّتْ مقاربةً = لِما لَها من سُمُوٍّ بادرَ القِمما
وبيِِّناتٌ من الذكرِ الحكيمِ لها = كانت يعزِّزُها إيمانُها قُدُما
وللرواةِ تفاصيلٌ يؤرخُها = صدقُ الأفاضلِ عافوا الزورَ والتهما
فَسِفرُ حُجَّتِهم فوَّاحُه عبِقٌ = فجاءَ بالحقِّ صدقُ القولِ والتزما
يُبارك اللهُ مسعاهم وجهدَهُمُ = وردَّ عنهم أذى الأشرارِ حثُ رمى
أحيوا زمانا بَكَتْهُ الأرضُ ثاكلةً = مذ غيَّبُوا الألقَ الممراحَ والشيما
إذا شكتْ من جفاف حلَّ أربعَها = أزجى لها الخيرَ في الآناءِ والديما
فاهتزتِ الأرضُ من وَدقٍ أتى وربتْ = وأنْبَتَتْ زرعها والضَّرع بعدُ همى
سبحان ربي هو الرحمنُ لم يَذَرَنْ= أهْلَ القرى في ليالٍ قد طووا ألما !
وإنَّما الخبثُ في أحناءِ مَن جَحَدُوا = وأحدثَ اللؤمُ في آذانِهم صمما
والحقُّ يُدرَكُ في صفوِ النفوسِ وكم = رأى الذين رماهم غيُّهم سقما
ماهيَّجَ الشَّرَّ إلا من ضغائنهم = فالحقدُ مولودُهُ الشَّرُّ الذي اضطرما
فداهَتَمْنا بأحقادٍ فيالقُهم = ولم تجد في الحمى المسلوبِ معتصما
فذاقتِ الأمةُ الثكلى مجازرَهم = فكلُّ مَن في رباها بات متهما
فلا تسلْ عن مآسيها وإن عظُمَتْ = وهل يُجيب الذي من هولها وجما ؟!
فريسةُ الأمم العظمى لقد وهنتْ = فلم تقدِّمْ إلى ساحِ الوغى قَدَما
ولم تجنِّدْ لِما قد حلَّ موكبَها = ذاك الذي هزمَ الرومانَ منتقما
يهزُّني مجدُهم والدمعُ منهملٌ = رغم التَّصبُّرِ إذ هاجَ الأسى حمما
قد أطعمونا صناعاتٍ بنا فتكتْ = من دهنِ خنزيرِهم إذْ أورثَ الوَصَمَا
من دهنه : علكةٌ والبسكويت وفي = حلو السكاكرِ للطفلِ الصغير نما
وللحلاقةِ معجونٌ لأهلِ لحىً = إذ يحلقون اللحى مالم يكن جرما
وغيرها ويحنا هاهم قد ابتكروا = وإنما نحن قومٌ نشتري الوَخَمَا
والشَّرُّ عند أولي الإفسادِ ذو وصمٍ = يؤذي ويوقدُ في أرجائها ضرما
لله دَرُّكِ يامَن كنتِ سيدةً =في العالمين حفظتِ الأمنَ والسَّلما
وعشتِها رحمةً للناسِ في حقبٍ = لَمَّا يجدْ مثلَها تاريخُهم نعما
ولا اطمأنتْ لياليهم لمعتقدٍ = ولا لحزبٍ تهاوى ركنُه ثَرَما
ولا استقامت لهم بالعدلِ محكمةٌ = إلا على منهجِ اليسرى أتى حكما
فأقبلتْ نحو دينِ اللهِ أنفسُهم = أغرى تطلعَها ما يجمعُ الأمما
فمن أقاصي بلادِ الغربِ سؤددُهم = بادٍ وأغنى ربوعَ الشرقِ ما سئما
إلى شمال بخارى أسلمتْ أممٌ = إلى رُبَا يَمَنٍٍ مَن جاءَ معتزما
قبائلُ العُربِ لما آمنتْ ملكتْ= مآثرَ الدينِ واعتزَّتْ بها عِصَمَا
فروحُ أمتنا قد جلَّ منجدُها = والفتحُ في سعيِها أغنى الرؤى رَسَمَا
أتنحني أمتي للعاصفاتِ فما =زالَ الشُّموخُ بدينِ المصطَفَى سَنِمَا
متى أراها وفي كَفَّيْ عقيدتها=بشائرُ الوحيِ تُذكي روحها عِظما!
يستأثرُ المجدُ تيَّاهَ الإباءِ بها =فخطوُها لم يزلْ في أفقِه شَمَمَا
وما انثنى وجهُها يومًا ، فوجهتُه =إلى الإلهِ إذا في السيرِ قد عزَمَا
هيهاتَ يوهِنُ عضُّ الكربِ قبضَتَها =أو أن يرى سيفَها المصقولَ منثلمَا
قد تعتريها صروفُ الدهرِ حالكةً=ويطمعُ الشَّرُّ في خيراتِها نَهِمَا !
وقد تنامُ ، وقد تنأى محامدُها =وقد يصبُّ الونى في صدرِها سَقَمَا !
لكنَّها تستقي من نبعِ مصحفِها =مُزْنَ المآثرِ لايُبقِي بها ألما
تردُّ ما استوردَ الأعمى ، لعزَّتِها =فما أقامَ لها مستورَدٌ سَلَمَا
لها المتونُ التي تروي فضائلَهَا =أكفُّ أهلِ الهدَى بَدْءًا ومختَتَمَا
لاتكسرُ القيدَ إلاَّ قبضةٌ مَلَكَتْ =عهدَ الوفاءِ ، ولم تُبدِلْ به التُّهَمَا
وسِفرُها الحقُّ لايطويه ذو صَلَفٍ =إنْ جالَ مستكبرًا ، أو صالَ منتقمَا
فللخبيثِ وإنْ طالتْ أذيَّتُه =يومٌ تراهُ بعارِ الذُّلِّ منهزمَا
وليس ينكصُ مَن كانتْ لرايتِه =عنايةُ اللهِ تحمي الدِّينَ والقيَمَا
ألم تَرَ الأرضَ بالدِّينِ القويمِ ربتْ =وأنبتتْ في حنايا أهلِها الهِمَمَا
واستيقظتْ مقلٌ من ليلِ هجعتِها =إذْ هلَّ فجرُ الهُدَى في الكونِ مبتَسِمَا
وجنَّدَ الشَّوقُ للإسلامِ فتيتَها =فليس يرضى بنوها في المسيرِ عمَى !
ويُعشَقُ الموتُ إنْ ردَّ الرجالُ به =إلى الشَّريعةِ ماقد باتَ منصرِمَا
والموتُ يُحيي الذين الوهنُ غيَّبَهُم =بوهدةِ الذُّلِّ إنْ ما بالدماءِ همى !
في غزَّة استرخصوا بذلَ القلوبِ ولم=يَجْفُ الجهادُ سوى مَن لاذَ مُتَّهَمَا
أو عاشَ مختبئًا في حضنِ خِسَّتِه=أو ذلَّ للمعتدي الجزَّارِ مُلتَدِما
أيا فلسطينُ ماجدوَى تحرُّقِنَا =للثأرِ إنْ لم نجدْ في القادةِ الشِّيَمَا !
عاثَ الصهاينةُ الأوغادُ في بلدٍ =قد أرغموه ، وجاسوا كالوحوشِ حِمَى !
والعربُ من حولهم تكبو سياستُهم=وحقُّنا ويلهم مازالَ مُهتَضَمَا
كأنَّهم مااجتلوا شلاَّلَ مقصلةٍ =فارتْ عليه دماءٌ لم تجدْ دَعَمَا
ولا رأتْ عمرَ الفاروقِ يردعُهم =يوما ، ولا وجدتْ للثأرِ معتصمَا !
تفاقمَ الخطبُ ترمينا أذيَّتُه =ولم يَعُدْ حقدُهُم والمكرُ مكتَتَمَا
وأوغلوا في ربانا ليس يُنكرُهم =بغيٌ تسلَّحَ بالإرهابِ محتدمَا
متى يُجدِّدُ أهلُ الحقِّ بيعَتَهم =للهِ ربِّ الورى ، فالحقُّ قد ظُلِمَا ؟
لِيُستَعادَ به ما كان من شرفٍ =وينسجَ المجدَ بالإسلامِ منتَظَما
ويجمعَ النَّاسَ في أفياءِ فطرتهم=وإن تمادى أخو الأهواءِ ما نَدِمَا
لن يصلحَ الحالَ إلا دينُ أحمدِنا =وما سواه فزيفٌ بالأذى وُسِمَا
وكاذبُ القولِ لم تصدق روايتُه = فالمُنقذُ الدِّينُ حقًّا لا كما زَعَمَا
إنَّ الحقيقةَ قد أوهتْ حضارتَهم = وصرحُها من مآسيهم قد انهدما
أتنفعُ ( التَكْنَلُوجْيَا ) أُمَّةً ذُبِحَتْ = يومَ استباحَ طغاةُ الشَّرِّ ما حَرُمَا
وهل سيجدي إناءٌ صيغَ من ذهَبٍ = وشاربُ السمِّ من ذي الكأسِ ما سَلِمَا
ألا كفاكم من التبذيرِ في ريبٍ = فمَن يرددُ دعواكم قد احتشما (1)
ماعادَ تُقنعُه الأقوالُ فارغةً = من المعاني ، ولا مَن أتقنَ النَّغما
هو التبابُ الذي نيرانُه التهبتْ = لتحرقَ البهرجَ المأفونَ منهزما
والناسُ قد كفروا جهرًا بزينتهم = وصاحبُ الزينةِ النكراءِ قد هرما
هذي الحضارةُ قد جاءت قذارتُها = تدمِّرُ الفطرةَ البيضاءَ والقيما
فهبَّ في وجهها دينُ الإله فما = من مؤمنٍ فَطِنٍ إلا لها رجَمَا
فليس يرضى أخو الإسلام مهزلةً = يسوقُ مُنْشِئُها نحو الفَنَا أمما
وإنما جاءَ دينُ اللهِ ينقذُها = من التبابِ الذي قد حيَّرَ الحُكَمَا
هيهات في غيرِه ياقوم مرحمة = وليس يجدي صريرُ الوعظِ مَن لُجِمَا
فالناسُ في غفلةٍ ساهون أسكرهم = حبُّ الحياةِ ولمَّا يرْعَووا ندما !
فبالشَّريعةِ إسلاميَّةٌ نهضتْ = من قبلُ أمتُنا لم تُبْقِهَا غُمَما (1)
واختارَها اللهُ إنقاذًا لِمَن عبدوا = أوثانَهم وأهانوا الأهلَ والحشما (2)
فالجاهليةُ ما كانت لأهلِ حِجىً = وإنما لأُناسٍ أوردتْ عدمَا
فآمنتْ بإلهِ العرشِ طائفةٌ = من الكرامِ وعافوا الشركَ منهدما
وأخلصوا في دروبِ السَّعيِ نيَّتَهُمْ = للهِ في ثقةٍ تستبعدُ الرَّغما
لم يسجدوا أبدًا إلا لبارئهم = والقرحُ يُطوَى وإنْ آذى وإن عَظُمَا
فجاءَ نصرٌ من الرحمنِ أكرمهم = به الإلهُ فولَّى الشركُ منهزما
والفتحُ كان رسالاتٍ ومرحمةً = للناسِ فاستقبلوا دينَ الهدى تمما (3)
لايبغضُ الدينَ إلا فاجرٌ عَبِثٌ = إن كان كهلا غوى أو كان محتلما
فدينُنا بهجةٌ للنفسِ تحفظُها = ونهجُها من سخافاتٍ لهم سَلِمَا
وإنَّما تُرْزَأُ النفسُ التي جحدت = فضلَ الإلهِ فأخوى عيشُها شَبِمَا
مَن عاشَ عمرًا بلا دينٍ ولا خُلُقٍ = وليس يعلمُ من نهجِ الهدى كلما
فقد أضاعَ ليالي العمرِ يُدركها = يومَ اللقاءِ بما للعمرِ قد رُجِمَا
أضحى به مبلسًا من أهلِ عَقْوَتِه = فما رأى عربًا ضَلُّوا ولا عجما
وليس ينفعُه مالٌ ولا ولدٌ = ولم تجد نفسُه في الحشرِ مُعْتَصَمَا
هيهاتَ يامَن طغى في عيشِه وبغى = هذا هو الآلُ لايجديك مُرْتَسَمَا (4)