هوامش :
- البهرج : الباطل
- آدنا : أتعبنا
- الشمول : الخمر
سِيَرٌ باتَ صداها عندنا = كصدى النَّوحِ على صدرِ القبورْ
لم تعدْ تُدركُها أنفسُنا = بعدما قيَّدها نيرُ الفتورْ
نتباكى ثمَّ نشكو أمرَنا = وعلى الجرحِ نغنِّي وندورْ
يالنا من أمَّةٍ أقعدَها = وهنُها الضَّالعُ في جسمِ الفجورْ
مالها لم تنتهضْ من كبوةٍ = كي ترى في ظلمةِ الأوجاعِ نورْ
* * *=* * *
كم لُدغْنا ، وجرى في عزِّنا = سمُّ عارِ الذُّلِّ آلامًا وقهرَا
وشربْناها كؤوسًا أُترعتْ = علقمًـا ، ويل الذي قد عبَّ مُـرَّا
وألفْنا زيفَها ، واستأنستْ = بالهوى أيامُنا مدًّا وجزرا
وانسلخْنا عن علانا عبثًـا = لسرابٍ بات للأوهامِ جسرا
ويكِ يا أُمَّتَنا فاعتبري = وارجعي للهِ تلقَيْ منه نصرا
* * *= * * *
مَن غدا في طلبِ العزِّ يجدْ = مركبَ المجدِ بشطآنِ القيمْ
فامخر اليمَّ ولا تخشَ به = صولةَ الموجِ ، وأثباجَ الظُّلَمْ
إنَّ في القلبِ مفاتيحَ الهدى = فاتخذْها لاتخَفْ ليلَ القُحمْ
مسلمٌ أنتَ فهلاَّ غرستْ = كفَّكَ الأخرى أزاهيرَ الشِّيمْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستصرخي = في بنيكِ اليومَ أصحابَ الهممْ
* * *= * * *
ليس يشقى مَن أتى شرعتَنا = يطلبُ العيشَ بأفياءِ الأمانْ
كيف يشقى وهُدَى الله له = روضةٌ فاحَ جَناها بالحنانْ
لايغرَّنَّك فيهم بهرجٌ = تقرأُ الرَّيبَ عليه والهوانْ (1)
يُدركُ الضَّنكُ نواحيه التي = ماجَ في فدفدِها عصفُ الدُّخانْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستنطقي = صاحبَ العقلِ ، وموفورَ البيانْ
* * *= * * *
ليسَ بالأعزلِ مَن كان الإله = ربَّه العالِمَ ما يُخفي البشرْ
يدُه من قوةِ اللهِ الذي = مَلَكَ الأمرَ وآوى ونصرْ
مسلمٌ أنتَ وما أعطى الهدى = ليس تطويه الرَّزايا في العُصُرْ
فارمِ سهمَ الحقِّ من قوسِ التُّقى = تجد اللهَ لِمَنْ والاهُ بــَرْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستبشري = سوف يأتيك الأبيُّ المنتظرْ
* * *= * * *
هاجَ بالكفرِ عدوٌّ ماكرٌ = بجيوشٍ وبفكرٍ وفتنْ
وأتانا بأسُه يرهبُنا = فبدا منقلبًا ظهرَ المجنْ
أَوَتَدْرُوْنَ متى خفنا العدا = ومتى ضعنا بديجورِ المحنْ !!!
إنَّه يومَ حنتْ أُمَّتُنا = رأسَها العالي لقانونِ الوَهَنْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فانتهضي = واصفعي الذُّلَّ وأسبابَ الحزَنْ
* * *= * * *
وُلِدَ المجدُ بأحضانِ الصَّهيلْ = يومَ كرَّتْ من مغانينا الخيولْ
يومَها ما آدنا طولُ السُّرَى = أو به غامَ من النقعِ السَّبيلْ (2)
مَن مضى للهِ في دعوتِه = لايبالي كيفَ ؟ أو : أين المقيلْ ؟
زادُه التَّمرُ ، ويانعمَ الجنى = لم يزلْ لابنِ الصَّحارى لا الشمولْ (3)
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستأنسي = بشباب الحقِّ هبُّوا والكهولْ
* * *= * * *
جِذْلُ دوحِ العـزِّ في إسلامنا = لم يزلْ حيًّا كأنفاسِ الربيعْ
ماتهاوى صرحُه العالي ولا = أيبسَ الحقدُ محيَّاهُ البديعْ
وغدًا تزهرُ دنياهُ التي = لم يُغيِّبْ وجهَها الباهي الذُّبولْ
إنَّه الإسلامُ لايفنى ولم = يطوِ لفحُ الشَّرِّ مرماه المنيعْ
ويكِ يا أُمَّتنا فارتقبي = وحهَه السَّمحَ بصبحٍ لن يضيعْ
* * *= * * *
بشذى الإسلامُ تحلو القيمُ = وتباهي بالمزايا الشِّيمُ
تبسمُ الدنيا على نفحتِه = فبه الخيرُ ، وفيه البلسمُ
عندما جاءَ توارى كدرٌ = وانطوى كرْبٌ ، وزالتْ ظُلَمُ
لم تزلْ تبكي على أيامه = مقلُ الدهرِ ، وتشكو الأُممُ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاسعَيْ إلى = منهجِ الله ، وعودي لهُمُ
* * *= * * *
في يـدِ الصَّبرِ فأبشرْ فرجٌ = رفَّ رغمَ الهمِّ في ليلِ الأسى
وأتى اليسرُ بأنوارِ المنى = يدفعُ العسرَ الذي قد عسعسا
سحبٌ مثقلةٌ في أُفقِنا = لاترى بين دجاها مؤنسا
وبظلِّ الدينِ أمنٌ غامرٌ = فأْتِ لن ترجعَ منه مفلسا
ويكِ يا أُمَّتَنا فابتسمي = إن طغى خطبٌ عدا أو عبسا
* * *= * * *
ياشبابًا جُـرَّ من نزوتِه = اتَّقِ اللهَ بأيامِ الشَّبابْ
قبلَ أن تندمَ في شيخوخةٍ = وترى في عظمِها الواهي تبابْ
واغتنمْ فيه ربيعًا مغدقًا = وخذِ الزَّادَ الشَّهيَّ المستطابْ
لاتُضيِّعْهُ بأهواءٍ فما = لربيعِ العمرِ إنْ ولَّى إيابْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستصرخي = فيهم اليومَ المعالي والصَّوابْ
* * *= * * *
نحنُ مازلنا على قيدِ الونى = نتوارى أو يُوارينا الضياعْ
لانرى إلا سرابا خادعًا = فمشيناهُ انخفاضا و ارتفاعْ
فمتى نوقدُ في أضلعِنا = جذوةَ العزِّ اشتياقًا والتياعْ
وبدينِ اللهِ نمضي قوَّةً = نعصمُ الحقَّ بها من أن يُضاعْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فاستبسلي = واجعلي للعارِ أيَّامَ وداعْ
* * *= * * *
ليقيني بكَ ياربِّي أرى = فرحًـا بينَ يَدَيْ شجوي ابتسَمْ
وإذا فاضَ فؤادي بالأسى = وتمادى بينَ جنبيَّ الألمْ
والتوى ساقي على ساقي ولم = أستطعْ سعيًا على وَهْنِ القَدَمْ
كنتَ عوني وملاذي ، وأرى = هِمَّتي أعظمَ من كلِّ الهممْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فانتشلي = مجدَك السامي إلى أعلى القِممْ
* * *= * * *
ويكِ يا أُمَّتَنا أقلقنا = عاصفٌ بالويلِ في الناسِ نزلْ
وعرانا وعراهم شرُّه = أَوَمَا للعاصف الأعمى أجلْ !!!
مجتلانا لم يعُدْ ذا ألقٍ = في مراقي الفخرِ ، أو ظلِّ الأسلْ
وصياصينا بدتْ مكشوفةً = ليس فيها من كميٍّ أو بطلْ
ويكِ يا أُمَّتَنا فانتبهي = رفعةُ المجدِ تُنافي مَن غفِلْ