دمدم الكون والدمار دهاني= قد طما الخطب وادلهمت ثواني
وتناهى لمسمعي صرخاتٌ= وزئيرٌ واجفٌ يهدُّ كياني
قد دهى الكونَ رجفةٌ وبلاء=زُلزلت دُمرت ،وغاضت مباني
صرخ الكون،ثار نقعٌ رهيبٌ= غادر الصبح ،والظلام كساني
يا لهولي، اَلقيامة قامت؟!= يا إلهي اُلطفن بجناني
ما لأنطاكِ قد تولت وغارتْ= فالأناسي تطايروا في ثواني
والمباني تحت جنحِ ظلامٍ= غارتْ ،والأديم في غليان
غازي عنتابَ تحت جنح ظلام=غاضت الأرض واكفهرت أماني
والعمارات في لحظة قد تنادَوا= فلنصيخُ النداءَ للديانِ
زمجر الكونُ والفؤادُ عرته= رجفةٌ، رهبة أصابت كياني
من ثوانٍ كنّا نعيش سعودا= نفسيَ أسرجت خيولَ الأماني*
وإذا المكانُ المكانُ صار هباءً= وفضاءاً عاتياً وضاعت مغاني
لهفَ نفسي على الأم عجلى=تحضنُ طفلها ، تضمُّ الثاني
وصغيرةٌ تمسَّكت بثياب= أماه ماذا أصاب أذاني؟!
أماه ترجف الأرض تعلو= وقع شيءٌ أمي عليَّ رماني
فغرت أمها فاهها و تدلت= جحظت عينها، فكلٌ فاني
أمي أمي بلال أصبح أرضَاً= عمرُ كساهُ ثوب نجيع ٍ قاني
صخرة حادةٌ هشمت رجلي= والغبار الكثيف قد أعماني
أمي أمي ردي علي فإني= واجف يارب ،سدد جَناني
خفت صوتها رويدا رويدا= وغدت في عالم النسيان
والمسن المريض أسرع يحبو= ذاهلاٌ باكيا من الهذيان
يسرع الحبو ماذا أهَولاً ؟= دمدم الكون أيها الفرقدان ؟
وطيورٌ قد حلقوا في ذهولً=ماالذي نابنا ؟ بني الإنسان ؟
أين صرحي تراه أضحى سرابا= أين عشٌي بنيته في الجنانِ؟
والأسود في عرينهم قد تنادَوا=رب لطفاً يا بالغ التحنان
كنا يوما في عريننا شجعاناً= أين أنيابنا غدت كا لأماني؟
ونسورٌ ماكانوا يوما بغاثاً= تحت ردم غدوا بلا حيطاني
يمنعون الأذى ويرجون عفوا= ردوا كيد العدا عن الإخوان*
رجفت حمص ، حماة تهاوت= ربي قالت : ما الذي قد دهاني
كنت أصحو على أنين نواعي=ر ويصدح الماء في آذاني
ضم ذاك الوادي سوالف عشقٍ= كم نهلنا منها في كل آن
ادلب الخير والضيوف*تأذوا=وغدوا تحت تلك المباني
رُحّلوا من ديارهم ذات ليلٍ= أجبرتهم دولة الطغيان
عاشوا نهباً من الزمان بذلٍ= يمضغون الأسى مع الغليان
حمدوا الله أن حماهم بلطف= وارتضوا محنةً ولات أماني
بعد لأيٍ زلزلت تي الديارُ= أهلكَ القومَ ذُبحَ كل أمانِ
شردتهم شراذم الشر قسراً= ثم نالهم بلاءُ، امتحان
تحت ردمٍ بقَوا حاصرتهم= قذائفُ ، سرادق الحيطان
من نجا صارالى البر يدعو= رب نجينْ من البركان
كلهم في رُهابهم ينشد أمناً= خوف رعدٍ مزلزل، بركان
خذلوا كلهم وقد راموا رفقاً= من عبادٍ جبلوا على إحسان
زهقت أنفسٌ وغارت قلوب= أسرعوا بادروا إلى الرحمن
غادر الجمع لم يطيقوا فراقاً= لم يطيقوا مرارة الحرمان
أمهم والأب غادروهم سراعاً= كلهم مضوا لعالي الجنان
فهنيئا لهم منازل خلد= وهنيئا لهم جنان حسان