مناسبة القصيدة : هو يوم أرض فلسطين السليبة
أحقا هذه دمن تجيب=إذا ما الشوق هيّجه الحبيب؟.
أسائلها عن الآرام بانت= فتخرُس لا تردّ ولا تجيب
فواأسفا على هجران رئم= لها طرف به حور يصيب
ووضّاحٌ إذا بسمت مليحُ= مراضبها لراشفها تطيب
وقدٌّ فاق غصن البان حسنا= أهيم بها ويأسرني الوجيب
ألام على هواها إن صبوت= ويعذرني إذا ابتلي المُعيب
توزّعني هوى حبّ وقدس= فأيهما يناسبه النسيب؟
سباني القدس والأقصى وعزّا= هما الأثران والربع المهيب
لئن شطّا ففي قلبي أقاما= وما سُلبا ولكنّي السليب
يراودني من الآمال حلمٌ= مزار أو رباط أستطيب
وأهلهما كرامُ الناس طرّا= وفي الأكناف كلّهمو مهيب
همو الأحرار محتدهم شريف= وأبطال وكلّهمو أريب
مجاويدٌ وباعهمو رحيبٌ= مناجيدٌ إذا خطب الخطيب
حرائرهم كأحرار تصول= وفي الهيجاء بأسهمو رهيب
إذا ما ساحة الأقصى أريدت= تطايرت القذائف واللهيب
نوابغ في المعارف والفنون= فشاعرهم مجيدٌ والطبيب
جفاني إذ نصرت القدس قومٌ= و خطّأني لنصرته النخيب
به الأقصى تكبّله قيودٌ= وغاصبه بساحته مريب
تدنسه فلول من غزاة= وتنكرهم منازلُ والدروب
هموالأغراب صدّرهم شتات= وفي الأقداس أنزلهم صليب
وما كانت لهم وطنا بزعم= يردده المكابر والكذوب
هي المسرى رسول الله صلى= بها بالرسل قاطبة نقيب
إلى العلياء منها طار طه= وعند السدرة النُزُل الرحيب
به حوض وعين سلسبيل= و أفنان وريحان وطيب
به قاصرات الطرف عين= وولدان بأكواب تجوب
بذا نطق الكتاب بما رآه= نبيّ الله إذ شهد الرقيب
قضى الديّان أن القدس وقفٌ=مضيّعه يعاقبه الحسيب
وصائنه يرابط أو شهيدٌ=ودعوتهم يهُشّ لها المجيب
وفي الإسراء نصر الله آت=لنا عزٌّ وغرقدهم يخيب
جزى الرحمان خيرا من دعانا=لهذا الحفل يحضره اللبيب
أشاوسه تنافح عن ربوع=بها باب يشرّفنا وطوب
أسود المغرب المقدام هُبّوا=لنصرته إذا حرب الحريب
صلاح الدين أكرمكم بحصن=ومدخله تقدّسه الشعوب