أخي لم نزلْ نحمي الحنيفَ معظَّمَـا = ولم نهبِ الحقدَ المعربدَ مُضرَمَـا
شريعتُنا الغـرَّاءُ مازالَ نـورُهـا = يضيءُ وإنْ ضاقَ الطريقُ وأظلمـا
مشاعرُك اهتزَّتْ لهـا كلُّ مهجةٍ = سقَتْها يــدُ الطغيانِ في العيشِ علقما
أتَتْنَا أخا الإسلامِ لهفةَ صادقٍ = ورائـعُ معناها لقلبي تكلما
بدنيا يكادُ الحـقُّ يخبو شعاعُه =وقد قـلَّ مَنْ يحيا عليها مكرَّما
أخا الصَّبرِ لا تقنطْ إذا عصفَ الأسى = وثارَ غبارُ البأسِ يومًـا وحمحما
وجاءتْ تباشيرُ الخلاص وهذه = علاماتُ نصرِ اللهِ هـلَّ وأقدمـا
لنا اليوم أبوابُ الأشاوسَ فُتِّحَتْ = إليها مضى الحـرُّ الذي ماتوهـما
ونحن أناسٌ من عشيرةِ أحمدٍ = رسولِ الهدى نأبى الهوانَ إذا رمى
سنمضي نعيدُ النورَ في ظلمةِ الورى = ونتخـذُ الإسلامَ للفتحِ معلَمـا
فما أرهبتْنا سطوةُ الكفرِ يا أخي = ولا خسَّةُ المرتدِّ خانَ وغمغمـا
ولا عبثُ الترفيهِ من صنعِ فاسقٍ = ولا زيفُ أرجاسِ الحضارةِ والدمَى
ولا فـلَّ من عزمِ الأباةِ حشودُهم = ولا صوتُ مزمارٍ لهم قد ترنَّما
أرى الفجرَ زخَّارًا بزهوِ جهادِنا = فصبحُ الخلاصِ اليومَ باتَ محَتَّمَـا
هـو اللهُ جبَّارُ السماواتِ ربُّنا = فلم نــرَ للطاغي الحقيرِ عزائما
تآخى الطغاةُ المجرمون أذلَّةً = فكانوا وحوشا كبتْ وأراقمـا