لقد غصَّ بالكَلْمِ الشَّجيُّ المذَكِّرُ = لأمتِه والمجدُ للفخرِ يؤثَرُ
ومَن سلَّ سيفَ العزِّ باللهِ مؤمنًا = أتَتْهُ إشاراتُ القبولِ تبشِّرُ
وقد قيلَ قبلَ اليومِ مَن عاشَ غافلا = عن العزِّ في الدنيا فذاك المُعَفَّرُ
رمته الليالي في بسابس وجهُها= كئيبٌ وفي رمضائها العزمُ يُقهرُ
فَمَن لم يكنْ للمجدِ أهلا فحسبُه = فراشُ الأماني والهوى والتَّضوُّرُ
ومن نامَ عن وجهِ الصباحِ فإنَّه = لدى نورِ أهلِ العزمِ ليس سيذكر
سيمسي ذليلا ثمَّ يصبح خائبًا = تبادرُه الأوهامُ والإصرُ يكبرُ
ولن يتصدَّى للمآثرِ أو يفي =لأُمّّته بالوعدِ فالعهدُ يُخفرُ
وناءَ بعبءِ العيشِ فيها وقطَّعتْ = أواصرَه عنها أغانٍ ومزهرُ
فهيهات لم يُجدِ المُجانبُ قومَه = وأُمَّتَه واهٍ يقومُ ويعثرُ
وهل يكرمُ الأمجادَ في القومِ خاملٌ = أسيرُ غواياتٍ بها يتعفَّرُ !
وَمَن رامَ هامَ المجدِ من أجلِ أُمَّةٍ = مشى دونه بالعزمِ لا يتأخرُ
فيصحو له قلبٌ ويسرعُ خطوه = ويملأُ من نورِ العزيمةِ محجرُ
ويحيا لها شهمًا وفيًّا مُجَدِّدًا = لها في البرايا مايُرامُ و يُؤثرُ
فلم تلهِهِ الأهواءُ يوما عن التُّقى = فتقوى إلهي للذنوبِ تُكَفِّرُ
وهل أقعد الناسَ الذين تهافتوا = على فتنِ الأيَّامِ إلا التَّحرُّرُ !
فراموه في بابِ القبائحِ منهجًا = وفي سِيَرٍ فيها يعيشُ التَّأخُرُ
فتحريرُهم ماكان إلا وضاعةً = بها حقُّ ربِّ العرشِ في الخَلْقِ يُكفَرُ
فجورٌ وكفرٌ وارتكابُ مآثمٍ = وحفْلاتُ غيٍّ إذْ أتى الغيَّ سُمَّرُ
أهذي بلادٌ قد أتى الوحيُ أهلَها = فسادوا بآياتِ الكتابِ وكبَّروا
فهابهُمُ الطغيانُ في عقرِ دارِه = وأدبرَ جندٌ للعدا وتقهقروا
سوى أممٍ قد رحَّبتْ بقدومهم = وجاءت إلى الإسلامِ تشدو وتفخرُ
فَسَلْ خازنَ التاريخ عن مجدِ أمَّةٍ = لها في دواوينِ الفضائل منبرُ
وسطَّرَ للقومِ الهُداةِ صحائفًا = مُحَيَّا مزاياهم بها ليس يُنْكَرُ
ودعوتُهم فيها كتابٌ وسُنَّةٌ = ونهجهما بالخيرِ والأمن مثْمِرُ
يعاديهما في عصرِنا كلُّ مرجفٍ = وكلُّ شقيٍّ بالأذى يتبخترُ
وقد أيقنوا لاباركَ اللهُ فيهُمُ = بأنَّ أذاهم زائلٌ حيثُ عسكروا
وعاقبةُ الأمرِ الذي هم جُفَاتُه = سَيُنْصرُ رغمَ الظالمين و يظهرُ
فتبًّا لِمَن يبغي العداوةَ للهُدَى = وباءَ بخسرانٍ له الناسُ تحقرُ
هو النَّصرُ للإسلامِ مهما تمرَّدوا = ومهما عتوا في مكرهم وتبختروا
نهايةُ حبلِ المجرمين وإن بدا = شديدًا سيُطوَى إيْ وربِّي ويُبْتَرُ
وما النصرُ إلا من كريمٍ يمدُّنا = بعونٍ له كلُّ الرزايا ستُدبرُ
فيا أمَّة الإسلامِ للهِ فاثبتي = وصوني عهودَ اللهِ فاللهُ أكبرُ
ستُطوى ليالي المفسدين أذلَّةً = ودنيا لياليكِ الحِسانِ ستُقمرُ
فواللهِ قد حانتْ وهاهي قد دنتْ = تحس ببشراها القلوبُ وتشعرُ