عودوا بالدِّينِ فقد أودى=ذلٌّ بالصَّدِّ وقد أردى
وأذى الأعداءِ وصولتُهم=لم تُبقِ لعزَّتِكم بنــدا
عودوا بالدينِ لبارئكم=إنْ رمتُم نصرًا أو مجـــدا
وبغيرِ الدينِ فلنْ يُرجَى=للأُمَّــةِ فتحًــا أو رُشــدا
بالمصحفِ ســـادَ أوائلُنــا=أبرارًا ،مذْ ساروا جندا
أرأيتُم كيفَ تخاذلْتُم=عن وجهِ علاكم فارتـدَّا !
ماعادَ لديكم مَنْ وافى=لدروبِ الرِّفعةِ أو جـــدَّا ؟
واثَّاقلتُم في دنياكم=وانسابَ هواكم معتدَّا !
والهونُ تدلَّى يانعُه=ونعيمُ العيشِ لكم أندى !
والماءُ الباردُ فيَّـاضٌ=بالخمرةِ تحسبها شَهد ا !
والليلةُ حمراءُ ازدانتْ=ما أبقتْ شجوا أو سهدا !
دنياكم ياقومي صدَّتْ=عن شرعتِكم ، ونأتْ بعدا
فهوتْ من فرقدِ رِفعتِها=و كأنَّ الدُّونَ لها أجدى !
وأقامتْ ركنَ تخاذلِها=دونَ الوجعِ الجاري ســـدَّا !
تستهوي زيفَ مكائدِهم=كفَّــاها إذْ خفرتْ عهدا !
لايُحصَى مَنْ راموا يـدَها=للغدرِ بصحوتِها عـدَّا !
واشتدَّتْ هجمتُهم علنًــا=ورموا إذْ لم يجدوا ردَّا
دنياكم ياقومي فتحتْ=أبوابَ تهاونِكم عمدا
هذي أصواتُ محافلِها=لضياعِ الأُمَّةِ لا تهدا
ناداكم ويلَ مناديكم=يابئسَ نِداهُ وما أبدى !
أَوَبَعْـدَ الإسلامِ هوىً=يودي بالناسِ وقد أودى !
ما بالُ المبصرِ لم يُبصرْ=مرمى الأعداءِ وقد صدَّا !
مابالُ الباكي لم يمسحْ=دمعًـا يجري يُدمي الخدَّا !
مابالُ تجارتِكم كسدتْ !=مابالُ الحُــرِّ غدا عبدا !
***= ***
ياقومُ أصابتْنا فتنٌ=فتغشَّتْنا فردا فردا
وفقدنا الوعيَ بنكبتِنا=في التيهِ وهدَّتْنا هــدَّا
ووجسيبُ مروءَتِنا أخوى=ماعادَ بفخرٍ معتدَّا
وضفافُ شواطئِكم ملأى=قبحا شرًّا ساقا نهدا
لهوا زيفا عارا خُبثا=وفسادا مشبوبا وجدا !
بالغيِّ وبالإثمِ انحدروا=فتناسوا عزَّتَهم بُعدا
فلعلَّ العارَ بهم أخنى=ولعلَّ الإثمَ بهم أودى
ياربِّ عبادُك قد شردوا=فاجعلْ للدينِ لهم عــودا
واجعلْ بين الأهواءِ مدى.=. الأيامِ وبينهُمُ سدَّا
فبوعدِكَ لم نبرحْ نرنو=للفتحِ القادمِ معتدَّا
***= ***
جاءتْ بالآيِ كتائبُنا=و الآيُ بأرواحٍ تُفدَى
بالصِّدقِ وبالحقِّ انطلقتْ=صبرًا و جهادًا لايهدا
ولعلَّ اللهَ برحمتِه=أن يكسرَ رغمَ البأسِ القيدا
و تنالَ الأُمَّــةُ نصرتَه=لاتشهدُ عهدا مسودَّا
فالمسلمُ للجُلَّى يُرجَى=إنْ هبَّ لشرعتِه رِفدا
وسيكسرُ مافي مِعصمِه=من قيدٍ يُؤلمُ إذْ شدَّا
فافرشْ دنياكَ بطولاتٍ=وارفعْ قرآنَك والبندا
فالمسلمُ ذو جَلَدٍ ويــدٍ=مُـدَّتْ لشريعتِه مــدَّا
فالزمْ تقواكَ ولا تقنطْ=واثبتْ في الساحِ وكنْ جَلْدا
فالأُمَّـةُ موسمُها آتٍ=رغمَ الطاغوتِ وما أبدى
بنشيدِكَ هَدْيٌ يحملُه=قلبٌ ملأَ الدنيا حمــدا
وبروحِكَ نـورٌ مؤتلقٌ=والنُّورُ لمَنْ ضلُّـوا يُسدَى
فلعلَّ التائـهَ يُدركُه=ضوءًا في التيهِ له يُهدَى
وبصدرِكَ من عبقِ التقوى=للسائرِ ينفحُـه نــدَّا
فاستيقظْ من وهمٍ و عَمىً=قادَ الأجيالَ وما أسدى
هذا الإسلامُ و نفحتُه=يهفو بأُخُوَّتِنا وُدَّا
والحقلُ تثنَّى في فجــرٍ= والبهجةُ في الدنيا تندى
لتقومَ تُلبِّي مَنْ نادى=ولْتُدركْ في المسعى قصدا
فالمسلمُ عنوانٌ يوحِي=بإيابِ الفتحِ ولا بُــدَّا
يرنو من كُـوَّةِ مَنْ رفعوا=رغمَ السَّجَّانِ له بنــدا
فيرى في الأرضِ مواكبَهم=بهُدى الإسلامِ أتَتْ ذودا
والنُّورُ يوشِّيها مجدا=والعزَّةُ تُلبسُها بُردا
***= ***
عودوا بالدعوةِ واصطبروا=وامضوا في نصرتِها جُنــدا
كم جاءَ أخو عزمٍ يحدو=بعلاها الشامخِ ما استخذى
يتملَّى طلعةَ بهجتِها=فبها ينجو ، وبها يُهدَى
وتفيَّـأَ ظلَّ خمائلِها=شــوقًا ليعيشَ بها رُشدا
ماضلَّ القلبُ وما عميتْ=عينُ الأوَّابِ إذا استهدى
وعساها تُدركُ مَن سقطوا=وتكونُ لمُتعبِهم عَضُدا
فهدايةُ إنسانٍ خيرٌ=من مالِ الدنيا لو عُــدَّا
عودوا بالدعوةِ واغتنموا=عمرًا للدعوةِ قد جــدَّا
واخشوْا من يأسٍ يُقعدُكم=وتحاشَوْا ظلمًــا أو حقدا
عودوا بصفاءِ شريعتِكم=ألقًــا للعالَمِ أو وردا
فالعالَمُ أمسى مكدودًا=بل باتَ لظالمِـه صيدا
إنَّ الإسلامِ سينقذُه=يئدُ الطغيانَ الممتدَّا