هيامك يا فؤادي قد تمادى=وما لك من شفاء إن تمادى
فإن تصبو إلى خلّ خليّ=تسعّر شوقُه لهبا وزادا
تلام أيا فؤادي من خليّ=وأنت أخيذه لبس الصّفادا
يعيب ودادك المحبوب جورا=وينسى أنه خان الودادا
وينسى ليلة جُرّعت فيها=نقيع الغدر إذ رضي الفسادا
يقر بغدرك المحبوب طورا=وطورا يستبح له العنادا
فصبرا يا فؤادي إذ تعاني=ألم تسلس لمن تهوى القيادا؟
دع التشبيب بالمحبوب وارحل=إلى القبر الذي ضمّ السدادا
سقى الله المقبّب في بخارى=به الخنذيذ حدّثنا وسادا
أمير المؤمنين وعاء علم=فمن ذا مثله نفع العبادا؟
ومن ذا مثله حفظا وعلما=إذا رُوي الحديث علا وقادا؟
ومن عُدّت مشايخه بألف=ومن ذا مثله رفدا وزادا؟
ومن يُحصى له تسعون ألفا=تلامذة وكلهمو أفادا؟
ومن خبر الرجال إذا أفادوا=حديثا للرسول وقد أفادا؟
بلاه السائلون حذار زلّ=ففنّد ما استرابوا إذ أعادا
مصنّفه الشمائل قد حواها=فكان مع الكتاب لناعمادا
صحيح الكتب أعظها فريد=وطود قد علا رتبا وهادا
فمن يبغي مصنّفه بظلم=جهول فاسق يبغي الفسادا
عميل الشمعدان يروم فسقا=يسوّق فسقه سلعا مزادا
وصلبان يدين لها ويجثو=على ركب إذا أمرت مُقادا
تراوده فواحش قوم لوط=فيجعلها خليقته وزادا
ذوات الخدر زنّاها بمكر=ويفسدها إذا جهلت وسادا
ويطعن في العفاف يشيع فسقا=ويطعن في الخيار وقد تمادى
كتاب الله حجّتنا وهدي=وسنة من علا شأنا وجادا