***
دينُ الهدى وجهادُنا = رغـم النَّوازلِ خالدانْ
*نُشرت في مجلة ( اقــرأ ) التي تصدر في مدينة جــده ــ العدد 305 ــ
وتاريخ 9/3/1401هــ .
هـلْ فاضَ في الصَّدرِ الحنانْ = أم هاج للذكرى أوانْ !
لاتَعْجَبَنْ : شكوايَ مـا = خطَّتْ لها عندي يـدانْ
فأنا الذي مـا أطلقَتْ = شفتايَ للحـزنِ العنانْ
أشدو على إيماءَة الأملِ . = . الوريفةِ حيثُ كانْ
ولعلهـا ريحُ التَّشارين . = . المـدلَّـــةِ بالبيــــانْ
شوقٌ ترقرقَ فيضُه = بل ماسَ في رحبِ الجَنانْ
عادتْ بـه أطيافُهم = ريَّــانةً تُملـي معانْ
وجــهُ الربيعِ صباحُهم = ومساؤُه الغالي افتتانْ
يُذكي لهيبَ الشَّوق في = صدري فيهتز الكيانْ
ويعيدُ أحــلامَ الصِّبـا = أَسْرَ المدامعِ والحنــانْ
ياحاملا روحي على = أطباقِ ذيَّاك الزمانْ
أو فـوق كفِّ غمامةٍ = وطفاءَ لو تَهمي ثـوانْ
بالله ردُّوها عليَّ . = . فمـا تغشَّاني الهـوانْ
تسعى وذكراها كأنَّهما . = . على فَرَسَيْ رِهانْ
الراحلون إلى الجِنان . = . الخُضْرِ شدوُكُمُ شَجانْ
ياليتني معكم فلا = همِّي ولا حزني رَمَانْ
لكنْ وقد وصلتْ رحالُكُمُ . = . وحطَّتْ في المكانْ
قـولوا لأهلِ الحيِّ إنِّـي . = . في هـواكم بِتُّ عـَـانْ
مازلتً أسرَ عهودِكم = ما لانَ عـزمي واستكانْ
مازلتُ من ماءِ الفراتِ . = . العذْبِ أرشفُ كـلَّ آنْ
مازالَ في قلبي وفي = روحي شميمُ الأُقحـوانْ
مازال في فكري هدى = منكم وفي شفتي بيانْ
للـهِ مـا أحلى ومـا = أغلى إذا عـادَ الزمانْ !
أنـا ما نسيتُ ولم أنــمْ = دمعي وسهدي شاهدانْ
والفجرُ منَّـاني بقربِ . = . العهدِ ياطيبَ الأمانْ
الليلُ خيمتُنا ودربُ . = . جهادِنا صبحُ افتتانْ
عينايَ في ظُلُماتِه = كالجمرِ كالذكرى روانْ
أستلُّ من رهجِ الظلامِ . = . المرعبِ الجانـي سِنانْ
لأشقَّ ديجورَ المكارهِ . = . والمآسي والدُّخانْ
لأنامَ ! لا . عميتْ عيونُ . = . النائمين على الهـوانْ
أطلِقْ لروحِك سَبْقَها = واتركْ لهمَّتك العِنانْ
فإذا تلاطمت الصُّروفُ . = . فقُـمْ إلى ثبجِ الطعانْ
وَلْيَحْملِ التكبيرَ والتهليلَ . = . للدنيــا اللســـانْ
أَوَلَيسَ للموتِ الشُّجاعُ . = .إذا طغى عهدُ الجبانْ !
حقبٌ أماتتْ ألفَ جرحٍ . = . فائـرٍ فطوى و هــانْ
لكنَّ جـرحَ المسلمِ الدَّفَّاقِ . = . يزخــرُ بالمعانْ
قـد تعجزُ الكلماتُ مـا = حملتْ وقد يبطي البنانْ
فلـه بصدرِ الأوفياءِ . = . مكانــةٌ كُبـرى وشأنْ
الأربعون وإنْ طغى = قيدٌ على يــدِها و بـانْ
الأربعون وليلُ خطبٍ . = . ما طوى قلبي و رانْ
نـور العقيدةِ والهـدى = في منحناهُ راسخانْ
فاليوم قُـدسيُّ الهبوبِ . = . نسيمُ بهجتِها اليَمانْ
اليأسً والباغي جنودُ . = . الشَّرِّ عندي واهمـانْ
وَلْيخسأ الطاغوتُ عربدَ . = . واشمخرَّ بذا الزمانْ
لا. لـم يــرَ الأشرارُ منَّا .= . غيرَ فرسانِ الطِّعـانْ
واللهُ يخذلُهم غــدا = وهــو الوليُّ المستعانْ
والله يغرقُ مركبًا = خسرَ الأماني والرِّهانْ
تبلى رواياتُ الجناةَ . = . وسِفرُنا العالي : أذانْ