ملحمة:
قائد ميسلون وبطلها الشهيد الوزير النقيب
يوسف بن إبراهيم العظمة
صورة مُشرقة من ماضينا القريب المَجيد
(1301- 1338هـ = 1884- 1920م)
1- لِجِلَّقَ فَانْطَلِقْ بِي يَا هَوَاهَا!=إلَى بَطَلٍ مُسَجًّى فِي ثَرَاهَا
2- لِيوسف نجل عظمةَ نُقْرِئَنْهُ= سلاما - مُفعمًا بِالعِزِّ- تاهَا
3- ليوسف نجلِ إبراهيم؛ مَن قد= تَيَتَّمَ بَعدَ سِتٍّ ، قد عَلَاهَا
4- و قائدِ ميسلون الحُرِّ من قد=به الأقوامَ افَاقَتْ مِن كَرَاهَا
* * *=* * *
5- هو المغوارُ في ساحاتِ حَرْبٍ=و مِسْعَرُ نارِهَا حَامِي لِوَاهَا
6- وَزِيرٌ قائد ، شَهمٌ ، شُجاعٌ=ذَكِيٌّ ألْمَعِيٌّ ، لَا يُضَاهَى
7- تقي مسلم ،=بر لربٍّ=تحلَّى بِالفَضَائل في عُلَاها
8- شهيدٌ باعَ - لِلرَّحْمَنِ- نَفْسًا=بِجَنَّاتٍ ، و رِضْوَانٍ حَبَاهَا
9- فَتَى سُورِيَّةَ المِقْدَامُ مَنْ قَدْ=فَدَى سُورْيَا الحَبِيبَةَ مَعْ ثَرَاهَا
* * *=* * *
10- ألَا حَيُّوا مَعِي البَطَلَ المُجَلِّي=- أبَا لَيْلَى - بِثَوْرَةٍ ابْتَدَاهَا
11- على"غُورُو"اللَّئيمِ؛ على فِرَنْسَا= عَدُوَّةِ حَقِّنَا ، تَبَّتْ=يَدَاهَا
* * *=* * *
12- وفي"الشاغور"مولده، وفيه=رَعَتْهُ أسْرَةٌ ، كَرُمَتْ ذُرَاهَا
13- و بعد وفاة والده ؛ لِسِتٍّ=رعاهُ أخُوهُ بِالحُسْنَى مَدَاهَا
14- تعَلَّمَ الابْتِدَائيْ ، فِي دِمَشْقٍ=و"إعدادي العساكِرِ"قد قَرَاهَا
15- وبعدَ العَشرِ معْ سِتٍّ فأمَّتْ=رَكَائبُهُ لـ "أسْتَانَةْ" ؛ أتَاها
16- لِيَدرُسَ عن عُلوم الحَربِ فيها=بِتَحضيري، وعالٍ؛ فاقتراها
17- تخرَّج - في دراسته - نقيبًا=نقيبَ ارْكَانِ حَربٍ قد دَرَاهَا
18- و بعدئذ - لألمانيا - ارسَلُوهُ= لدرس اركان حرب في حِمَاهَا
19- قضى في ربعها عامَينِ حَتَّى=تَخَرَّجَ مُحْرِزًا عِلْمًا ، و جَاهَا
20- و عادَ - لِآسِتَانَةْ - غِبَّ هذا=ليخدم - جيشَ أمَّتِهِ - فَتَاهَا
21- لِيَعملَ كاتِبًا في أرض مِصْرٍ=لمندوب الخِلافة في ذَرَاها
22- وفي الحرب العميمة سار حالًا =إلى اسْتَنْبُولَ - طوعًا- قَدْ أتَاهَا
23- وكان رئيسَ أركانٍ لِحَرْبٍ=ببلغارْيَا ، و غالسيا ؛ فَجَاهَا
24- و رومانيا أخيرًا كان فيها=يقودُ لِفِرْقَةٍ ؛ فِيمَنْ رَعَاها
25- و رافق أنوَرَ الباشَا بِرَحْلٍ=بِتَطْوَافٍ لِمُدْنٍ ، مَعْ قُرَاها
26- إلَى الأنَضُولِ سُورِيَّا ومَعْهَا=عِرَاقُ المَجْدِ مَرُّوا في رُبَاهَا
27- وكان رئيسَ أركانٍ لِجَيْشٍ=بِقَفْقَاسْيَا ؛ يُرَابِطُ في ثَرَاها
28- و كان رئيس أركان لحربٍ=لِجَيشِ الآسِتانَةِ ؛ في حِماها
29- وبعد دخول فيصلِ أرضَ سُورْيَا=تَرَأَّسَ جَيشَها ، و حَمَى إبَاهَا
30- و صار رئيس أركانٍ لِجَيشٍ=و نظَّمَهُ ، و صارَ بِهِ يُبَاهَى
31- بَنَى جَيشًا ؛ بِسُورِيِّينَ بُسْلٍ=بِعَشْرِ ألُوفِ -عِدَّتُه - حِذَاهَا
32- وأضحى فيصَلٌ مَلِكًا لِسُورْيَا=لخمسة أشهُرٍ دامَتْ عُرَاها
33- ومِن ضِمْنِ الحُكُومَة كان يُوسُفْ =وَزِيرَ الحَربِ يُعْلِي مِن بِنَاهَا
34- وغِبَّ دُخُولِ غُورُو أرضَ سُورْيَا = و تَدْنِيسٍ لِجَيشٍ ، قد غَزَاهَا
35- تَلَقَّى فَيصَلٌ إنْذَارَ غُورُو=بِفَضِّ الجَيشِ مَن يحمِي حِماها
36- و تَسْليمٍ لِخَطٍّ=مِن حَديدٍ=لِمُحْتَلٍّ لِسُورْيَا ، قَدْ دَهَاهَا
37- وأن يرضَوا بِعُمْلَةِ غاصِبِيهِمْ=تَدَاوُلَهَا ، و أشياءً سِوَاهَا!
38- و حَدَّدَ مُدَّةً يَوْمًا ، و إلَّا=سَيَفْتِكُ بِالأهَالِي مَعْ بِنَاهَا!
39- فوافق فيصلٌ ، و مُنَاصِرُوهُ=عقيبَ فَوَاتِ مُدَّتِهِمْ ، مَدَاهَا
40- وفضَّ الجَيشَ والغازُونَ كَرُّوا=على جَيْرُونَ ؛ بُغْيَتُهُمْ ثَرَاها
41- وأمسى فيصلٌ مُستَنْجِدًا بِالـْ=أهَالِي؛ كَيْ يَصُدُّوا مَن غَزَاها
42- فَهَبَّ شَبابُها والشِّيبُ كَيْمَا=يُجَازُوا - بِالعَداوَةِ - مَن بَداها
43- يَقُودُهُمُو - أبُو لَيلَى - بِجُنْدٍ=و ضُبَّاطٍ ، يَسِيرٍ مُحتَوَاها
44- وكانت ميسلونُ المَجْدِ ساحًا=لِمَعْرَكَةٍ ؛ سَمَتْ عِزًّا و جاها
45- بأسلحةٍ - بَسِيطاتٍ - وجُندٍ=قِلَالٍ ، مَعْ عَدُوٍّ قد تَبَاهَى
46- بآلاف=- مُؤَلَّفَةٍ - أتَوهُمْ=بِدَبَّاباتِهِمْ ؛ يَدْوِي صَدَاهَا
47- وجاؤُوا - بِالمَدَافِعِ- مُلْقَمَاتٍ=و طَيَّاراتُهُمْ - مَلَأتْ - سَمَاهَا
48- و بعدَ زُهَاءِ ساعاتٍ ثَلاثٍ=لِمَعْرَكَةٍ - تَسَعَّرَ - جانِبَاها
49- تَمَخَّضَتِ النتيجةُ عَنْ كثيرٍ=من الشُّهَدَا تَرَقَّوا في عُلاها
50- وعِدَّتُهُمْ زُهَاءُ الألْفِ مَعْهُمْ=أبُو ليلى ؛ تَطَهَّرَ في ثراها
51- و أربعةٌ بِعِشرينٍ ، عِدَاهُمْ=إلى سَقَرٍ، و تَعْسٍ مُنْتَهَاها
* * *=* * *
52- و مِن شُهَدائها عُلَمَاءُ دِينٍ=نُجُومُ هُدًى تَهَاوَوا في حِماها
53- كعبد القادر الكِيوانِ شيخٌ=خَطِيبُ الجامِعِ الأُمَوِي فِدَاها
54- كَمالٌ نجلُ أحمدٍ الخَطِيبِ=و عبدُ اللهِ كلَّاسٌ ، حَمَاها
55- و نجلُ مُحمَّدٍ تَوفِيقِ دَرَّا=مُحمَّدُ نُورٌ الحُصَرِي افْتَدَاها
56- ونَجلُ نَجيبِ ياسينَ الكِوَانِي=و صادِقٌ الهِلَالِ رَوَى ثَرَاها
57- وأحمَدُ مَوصِلِي و سَلِيمُ دَرَّا=صَلاحُ الدينَ ابُو الشاماتْ وَقَاها
* * *=* * *
58- و بعدئذ غزا غورو دمشقًا=و دنَّسَ أرضَها جَيْشٌ غَزاها
59- وأشعَلَ ثَوْرَةً في كل سُورْيَا=فما طَفِئَت ولا خَمَدَتْ لَظَاها
60- ودامَتْ رُبْعَ قَرْنٍ مَعْهُ عامٌ=فزلزلت العُلُوجَ كَذَا قُواها
61- إلى أن غادَرَ المُحْتَلُّ فَلًّا=علا وَجْهَ الجُنُودِ لَهُ شَقَاها
* * *=* * *
62- و أشرقت البلاد بنور ربي=وبالحُرِّيَّة - انتَعَشَتْ - رُبَاهَا
63- و تاهَت في كرامتها و عِزٍّ=و نِيرَ عُبُودَةٍ ، خَلَّتْ وَرَاها
64- ولَقَّنَتِ الأعَادِي دَرسَ خِزْيٍ=و أمُّهُمُ الحَنُونُ رَأتْ خَذَاهَا
65- بِأبْطالٍ - أشَاوِسَ- أثْخَنُوها=بِضَرْبَاتٍ ؛ دَرَاهَا مَن قَرَاها
* * *=* * *
66- فيا رَبَّاهُ! "يُوسُفَ" فارْحَمَنْهُ=مَرَاحِمَ جَمَّةً ؛ تُعْلِي فَتَاهَا
67- كذا أصحابُهُ ؛ في مَيْسَلُونٍ=وأعلِ مَقَامَهُمْ عِزًّا و جاها
68- وأسكِنْهُمْ فَسِيحَ جِنَانِ عَدْنٍ=و نَعِّمْهُمْ بِمُلْكٍ لا يُضَاهَى
69- كذا أحْبَابُهُمْ ؛ أرْبَابُ صِدْقٍ=فأكْرِمْهُمْ بِجَنذَاتٍ ، و ماها