الخَلِيفَةُ الرَّاشِدِيُّ السَّادِسُ، والمُصلِحُ المُجَدِّدُ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زِنْكِي التُّرْكِيُّ - طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ

الخَلِيفَةُ الرَّاشِدِيُّ السَّادِسُ، والمُصلِحُ المُجَدِّدُ

السُّلْطَانُ العَادِلُ العَظِيمُ والقائِدُ الكَبِيرُ

نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زِنْكِي التُّرْكِيُّ - طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ

(511 - 569هـ = 1118- 1174م)

يَا نَفْسُ قُولِي الشِّعْرَ وَيْكِ أجِيدِي

     فِي مَدْحِ سُلْطَانِ الهُدَى مَحْمُودِ

العادِلُ   المَلِكُ   التَّقِيُّ     لِرَبِّهِ

     فَذٌّ ؛ بِحُسنِ سُلُوكِهِ المَعْهُودِ

خَيرُ المُلُوكِ   بِعَصْرِهِ ، وأجَلُّهُمْ

     عَدْلًا، و تَقْوًى، و استِقَامَ عَمُودِ

القائِدُ المِغْوَارُ ، و المِقْدَامُ فِي

   سُوحِ الوَغَى، ذُو العَزْمِ والتَّأيِيدِ

الفارِسُ   الخَيَّالُ ؛   قَلَّ   نَظِيرُهُ

     بِفُرُوسَةٍ ، و رِيَاضَةٍ ،   كَحَدِيدِ

*********

هُوَ نَجْلُ زِنْكِي ذِي الصَّلَاحِ وسِيرَةٍ

زَهْرَاءَ عَاطِرَةٍ ، كَنَفْحِ العُودِ

زِنْكِي الشَّهِيدُ، هُوَ الغَيُورُ وذُو التُّقَى

و شَجَاعَةٍ ، وبَسَالَةٍ ، و صُمُودِ

*********

هو صاحِبُ العَهْدِ المُشِعِّ حَضَارَةً

   و نَضَارَةً ؛ بِجِهَادِهِ ، و جُهُودِ

عَهدٌ   كَعَهْدِ الرَّاشِدِينَ ؛   نَقَاوَةً

   و عَدَالَةً ، بِمَعَزَّةٍ ، و سُعُودِ

بانِي المَدَارِسِ والمَسَاجِدِ مُنصِفٌ

   لِرَعِيَّةٍ ، و ضِعَافِهِمْ ،   بِمَزِيدِ

لَيثٌ   لِدِينِ اللهِ ؛ حَامِلُ رايَتَيْ

   عَدْلٍ ، جِهَادٍ - لِلْعِدَى - مَمْدُودِ

و مُدَوِّخُ الأعْداءِ ، دَاحِرُ جَمْعِهِمْ

     أعْنِي الفِرَنْجَ، بِجَيْشِهِ الصِّنْدِيدِ

العَالِمُ ، الوَرِعُ ، الفَقِيهُ ؛ بِفِقْهِهِ

   و حَدِيثِهِ ،   و بِخُلْقِهِ   المَحْمُودِ

*********

وُلِدَ الفَتَى مَحْمُودُ فِي شَهْبَائِنَا

   و نَشَا عَلَى التَّقْوَى مَعَ التَّوحِيدِ

وبِهَا فَقَدْ سَمِعَ الحَدِيثَ ، و جِلَّقٍ

   و رَوَاهُ عن أعْلَامِهِ ؛   بِشُهُودِ

لَقَدِ اسْتَقَى مِنْهُمْ   لِعَذْبِ نَمِيرِهِ

   حَتَّى ارْتَوَى مِن حَوضِهِ المَورُودِ

 

 

و كَذَا ؛ فَقَدْ دَرَسَ التَّفَقُّهَ نَاهِلًا

حَتَّى اشْتَفَى مِن وِرْدِهِ المَقْصُودِ

و لَكَمْ أفَادَ مِنَ الدُّرُوسِ وخِبْرَةٍ

   مِن والِدٍ   - فذٍّ   أجَلَّ -   فَرِيدِ

مِنْهُ اسْتَفَادَ بِحِكْمَةٍ ، و تَمَرُّسٍ

     و سِيَاسَةٍ ،   و إدَارَةٍ ،   بِعُقُودِ

و بُعَيدَ مَوْتِ أبِيهِ   بَاشَرَ مُلْكَهُ  

   بِعَزيمَةٍ ، و بِهمَّةٍ ،   و صُمُودِ

*********

يا أيُّهَا البَطَلُ الهُمَامُ ! بِفَتْحِهِ

     مُدُنًا   كِثَارًا ؛   بِالقَنَا ، و بُنُودِ

يا نَاصِرَ الإسلامِ   فِي تَحْرِيرِهِ  

     تِلْكَ المَدَائِنَ والقُرَى ، بِجُهُودِ

و مُشَتِّتًا جَيْشَ الفِرَنْجِ ، مُذِلَّهُمْ  

     و مُعِزَّ دِينِ   الوَاحِدِ   المَعْبُودِ

ومُوَفَّقًا في صَدِّ جَيشِ صَلِيبِهِمْ  

     و بِدَحْرِهِمْ ، مَعَ ذِلَّةٍ ، و خُمُودِ

في"حارِمٍ"،"بانْيَاسَ"، "أنْطَاكِيَّةٍ"

     و بِغَيرِهَا ، نَصْرٌ عَزِيزُ وُجُودِ

*********

يَا مُظْهِرًا لِلسُّنَّةِ   الغَرَّاءِ  فِي

     حَلَبِ العُلَى، مِن بَعدِ طُولِ عُهُودِ

في قَمْعِ عاداتِ الرَّوَافِضِ في الأذَا

   نِ ، وغَيرِهِ ؛ مِن بِدْعَةٍ لِمَرِيدِ

*********

أمُعَظِّمًا   حُرَمَ الشَّرِيعَةِ ،   كُلَّهَا  

     في حُكْمِهِ ؛ بِرَعِيَّةٍ ، و جُنُودِ

أبْطَلْتَ أحْكَامَ المُكُوسِ و مُنْكَرَا

     تٍ جَمَّةً ، قَدْ رُسِّخَتْ لِعُقُودِ

وقَصَدْتَ في الإنْفَاقِ في لِبْسٍ وفي

   طُعْمٍ و شُرْبٍ ، أُسْرَةٍ ؛ بِزَهِيدِ

*********

يا بانِيًا ! لِمَدارِسٍ ، ومَسَاجدٍ

     و مَشَافِيًا ، و خَوَانِقًا ، بِرُفُودِ

و مُحَصِّنَ البُلْدَانِ في أسْوارِهَا  

     و قِلاعِهَا ؛ بِالعَدْلِ ، والتَّشْيِيدِ

و مُعَمِّرًا لِجُسُورِهَا ،  خانَاتِهَا  

     رُبُطٍ بِها ، في هِمَّةٍ ، و نُهُودِ

يا بَانيًا "دارَ الحَدِيثِ"، و مِثْلَها  

     لِـ "العَدْل" ؛ إرْعَاءً لِكُلِّ جَهِيدِ

 

هَذا، عَدَا الأوقَافِ لِلضُّعَفَاء والـ

       أيْتَامِ ، مَعْ كُتْبٍ   نِفَاسٍ جُودِ

   *********

يا مُكْرِمًا عُلَمَاءَنَا ، و مُوَقِّرًا  

       و مُشَاوِرًا   لَهُمُو مَعَ التَّأيِيدِ

و مُقَدِّمًا   لَهُمُو على أمَرَائِهِم

       فَلِذَا حَبَاكَ - اللهُ - بِالتَّسْدِيدِ

   *********

لِلَّهِ   دَرُّكَ !   في خِلَالٍ   جَمَّةٍ  

       و مَنَاقِبٍ غُرٍّ - زَهَتْ- كَعُقُودِ

أعْطاكَهَا الوَهَّابُ مِنْهُ تَكَرُّمًا

         و تَفَضُّلًا مِنْ سَيْبِه المَمْدُودِ

كَذَكَائِكَ الوَقَّادِ ،  مَعْ   جِدِّيَّةٍ

       و شُعُورِ مَسْؤُولِيَّةٍ ، و صُمُودِ

و لَيَاقَةٍ   بَدَنِيَّةٍ ،   و رِيَاضَةٍ

         و تَدَرُّبٍ ، و تَمَرُّنٍ ،  بِمَزِيدِ

وشَجَاعَةٍ، مَعَ قُوَّةٍ في شَخْصِكُمْ

       و سَخَاءِ إنفاقٍ، و كَثْرَةِ جُودِ

هَذا ، مَعَ الزهد الكَبِيرِ و حُبِّهِ  

       لِجِهَاد أعْداءٍ ، و كُلِّ جَحُودِ

 

وهُوَ التَّقِيُّ ، ولا تَعَصُّبَ عِنْدَهُ  

       مَعَ هَيْبَةٍ ، و تَعَبُّدٍ ، و هُجُودِ

بِبِنَا الحَيَاةِ اهتَمَّ مَعْ عُمْرَانِهَا  

       بِوِهَادِ مَمْلَكَةٍ   لَهُ ، و نُجُودِ

مَعَ الِاقْتِدَارِ عَلَى مُواجَهَة الحَوَا

       دِثِ كُلِّها ، مَعَ حَلِّهَا بِسَدِيدِ

   *********

لِلَّهِ   دَرُّك !   قارئًا ،   و مُثَقَّفًا  

       لا سِيَّمَا كُتُبَ الهُدَى ، لِمَزِيدِ

و مُؤدِّيًا   لِصَلَاتِكُمْ ،  بِجَمَاعةٍ

         مَعَ الِاتِّبَاعِ   لِسُنَّة المَحْمُودِ

مَعَ فِعْلِ خَيْرَاتٍ ، وعِفَّةِ قَبْقَبٍ  

       مَعَ لَقْلَقٍ ،   أو ذَبْذَبٍ   مِرِّيدِ

مَعَ حُسْنِ خَطٍّ في الكِتابَةِ واضِحٍ

       مُتَوَاضِعٌ   لِرَعِيَّةٍ ،   و جُنُودِ

   *********

يا سَيِّدِي مَحْمُودُ ! قُمْ فَانْظُرْ إلَى

     رَبْعِ الشَّآمِ ؛ التَّاعِسِ المَنْكُودِ

اُنظُرْ لَهُ ؛ أمْسَى سَقِيمًا مُنْهَكًا

     بِبُشَيِّرِ ؛ المُتَغَطْرِسِ   العِرْبِيدِ

 

نَيْرُونِ هَذَا العَصْرِ حَاكِمِ سُورِيَا

بَطَّاشِهَا ، و هِوَكِّهَا ، الرِّعْدِيدِ

الحَاكِمِ الخَوَّانِ ، سَفَّاحِ الوَرَى

     دَجَّالِنَا ؛ الحَشَّاشِ و النُّمْرُودِ

دَاهِي المَلَايِنِ مِنْ بَنِي سُورِيَّةٍ  

   بِالقَتْلِ ، و التَّهْجِيرِ، و التَّشْرِيدِ

عَشْرٌ مِنَ السَّنَوَاتِ وهْوَ يَسُومُنَا

   خَسْفًا   بِهَا ؛ بِعَسَاكِرٍ و جُنُودِ

عَشرٌ مِن السنواتِ يُصْلِي أهْلَنَا

   بِالنَّارِ   مِنْ سِجِّيلِهِ   المَنْضُودِ

قَصْفًا     بِدَبَّاباتِهِ ،   و مَدَافِعٍ

     طَيَرَانِهِ ،   بِبَرَامِلِ   البارُودِ؟!

بِالسَّجْنِ بِالتَّعْذِيبِ ضِمْنَ سُجُونِهِ

   بِأتُونِهَا ، و جَحِيمِهَا ، و حَدِيدِ

و بِنَشْر كِبْتَاغُونَ بَيْنَ شَبَابِنَا

       كَيْ يَهْلِكُوا بِزُعَافِهِ المَعْهُودِ!

*********

فِي عَهْدِ بَشَّارٍ غَدَتْ   سُورِيَّةٌ

     كَلَأً   مُبَاحًا   لِلْعِدَا ، و يَهُودِ؟!

 

 

جَاءَ الرَّوَافِضُ فَاسْتَبَاحُوا شَامَنَا

   بِالبَيْعِ ، و الإسْكَانِ ، و التَّشْيِيدِ!

هُمْ يَسْرَحُونَ ويَمْرَحُونَ بِرَبْعِهَا

   و يُنَكِّلُونَ   بِسُنَّةٍ ،   بِمَزِيدِ؟!

لِلرُّوسِ سَلَّمَ سُورِيَا ، وأبَاحَهُمْ

     ثَرَوَاتِهَا ؛ فِي صَفْقَةٍ و عُقُودِ!!

طَيَرَانُهُمْ قَتَلَ الكَثِيرَ مِنَ اهْلِنَا

   بِشُيُوخِهِمْ ، ونِسَائِهِمْ ، ووَلِيدِ؟!

مَعَ كُلِّ هَذَا يَدَّعِي  لِسِيَادَةٍ !

   فِي الشَّامِ؛ إن بِوِهَادِهَا، ونُجُودِ!

ونَرَى اليَهُودَ بِكُلِّ حِينٍ يُمْطِرُو

   نَ   بِلادَنَا ،   بِقَذَائِفِ البارُودِ!

فَإذَا   بِبَشَّارٍ يُقَابِلُ    صَفْعَهُمْ  

     بِرِضَاهُ ، مُحْتَفِظًا بِحَقِّ رُدُودِ!

أسَدٌ عَلَيْنَا  مُمْعِنٌ  فِي قَمْعِنَا

       و نَعَامَةٌ ؛ فِي صَدِّه   لِيَهُودِ؟!

أسَدٌ علينَا مُسْرِفٌ فِي قَتْلِنَا  

   و مَعَ العَدُوِّ كَأَرْنَبٍ   رِعْدِيدِ؟!

لَا تَعْجَبُوا يَا قَوْمُ! فَهْوَ حَبِيبُهُمْ

   ضَرْبُ الحَبِيبِ كَشَهْدٍ اوْ مَعْقُودِ!

*********

مَوْلَايَ نُورَ الدِّينِ أمْسَتْ شَامُكُمْ  

   بِزَمَانِنَا ، مَرْعًى لِكُلِّ حَقُودِ؟!

عَجَبًا لَهَا! قَدْ بُدِّلَتْ مِنْ بَعْدِكُمْ  

     نَحْسًا بِسَعْدٍ، قِرْدَهَا بِأُسُودِ؟!

*********

فَبِجَاهِ مَحْمُودٍ إلَهِي انْهَضْ بِهَا

     خَلِّصْ حِمَانا مِنْ وَبَا نُمْرُودِ

وأعِدْ لَهَا مَجْدًا لِيَنْهَضَ أهْلُها

   كَيْ يَبْتَنُوا الأوْطَانَ غِبَّ هُمُودِ

واغْفِرْ لِمَحْمُودٍ إلَهِي! وارْحَمَنْ

       فِي قَبْرِهِ ، بِمَرَاحِمٍ ، و سُعُودِ

أسْكِنْه رَبِّي! في الفَرَادِيسِ العُلَى

       يَومَ القِيَامَةِ ،  مُنْعَمًا   بِبُرُودِ

و كذَاكَ   أتْبَاعٌ   لَهُ ، و أحِبَّةٌ

         بِجِنَانِ عَدْنٍ ، فاحْبُهُمْ بِخُلُودِ

   *********

مِن دَواوِيني:

"في رِحَاب العُظَمَاء"، و"بنات تُركية"، و"العُثْمانِيَّات والتُّرْكِيَّات"

الأربعاء/21/2/1445هـ - 6/9/2023م

وسوم: العدد 1048