نذُرٌ يُسَخّرُها الإلهُ بليغةً=من ذا تدَبرَها من العقلاءِ؟!
مَن يستطيعُ بأيْدِهِ ردَّ القضا؟!=مَن يدَّعي رداً لهولِ بلاءِ ؟!
فهيَ النذيرُ لمن أراد تذكُّراً=وهي البلاءُ لصاحب الخيلاءِ
* * *=* * *
بمشيئة الله القدير حياتُناِ=وبهديه ننجو من البلواءِ
نوران في الدّنيا هما منجاتنا=في غيْهًب الأزمان والأهواء
قرآن ربي إنّه دستورُنا=ومحمدٌ هو أُسوةُ الحُنفاءِ
وبسنّة الهادي الرّؤوف محمّدٍ=نجتاز بحر ضلالةٍ ظلماء
* * *=* * *
ربّاهُ جسمُ المسلمين مُمزّقٌ=فالوحش قطّعه إلى أشلاء
وحش الهوى فرَس التّقى من قلبهم=ضلّوا سبيل الشّرعة السّمحاء
حتّى تجرّأ شرُّ أقوام الورى=فعدَوا على أوطانهم بدهاء
جاسوا خلال ديارهم بشراسةٍ=ساموهمُ ذلاًّ وسوء بلاء
عجباً لمن كان الإلهُ وَلِيَّهُ=أيذلّ للأعدءِ والدّخلاء
ما بالُكم يا مسلمين رضيتمُ=بالسّفح بعد القمّة الشّماء
هل أنتمُ نسلُ الألى ملكوا الدّنا=بشريعةٍ وبهمّةٍ قعساء
حاشاهمُ أنتم عبيد لذائذٍ=وولاؤكم للرّجس والأهواء
والمؤمنون ولاؤهم لإلههم=فهو المعزُّ وقاهر الأعداء
فإذا أردتم عزّةً وكرامةً =والفوز بالجنات والنعماء
فاحيوا مواتكمُ بشرعة ربّكم =فهي السّبيل لدولة العظماء
* * *=* * *
ربّاهُ وفق للهدى أمراءَنا=واهدِ الحيارى مسلكَ الحنفاء
وانصرعبادك في ميادين الوغى =واهزم عدوّ شريعةٍ غرّاء
وكذاك أسرانا ففرّج كربهم =فهمُ منار جهادنا الوضّاء
ضحّوا بنُضرة عمرهم وشبابهم=في نصرة الإسلام والضّعفاء
ومضَوا بهمّة مؤمنٍ رفض الخنا =يتسابقون إلى رحى الهيجاء
منهم شهيدٌ أو جريحٌ صابرٌ =وكذا أسيرٌ في يد الأعداء
* * *=* * *
يا ربّ حقّق للمجاهد حُلمه=فيدّق رأسَ الحية الرّقطاء
ونحرّر الأقصى وكلّ ربوعنا=من ربقة الأعداء والدّخلاء