صبراً وأملاً يا درنة !

فجرتِ بقلبي ، يا درنة ،  نار الأحزان  

شهداؤك إخواني ، أهلي ، أغلى الخلان  

شعبٌ عربيٌ إنا ، شعب عربي الوجدان  

في السراء ترانا قلباً ، وترانا قلباً في الأشجان  

الموت تغشاك ، يا درنة ، قدَراً من فيضان  

الماء المحيي أضحى لهلاك الإنسان  

البر أفاض الموتى للبحر العالي الموَجان  

أسر كاملة أمست في عمق  النسيان  

وصغير صار وحيداً محروماً من أي حنان  

وفتاة باتت في يتم يشقيها في كل زمان  

لا موا من لاموا ، لا ينفع لوم بعد الفقدان  

يا أهلي في درنةَ صبراً ، الصبر من الإيمان  

وثواب الصابر أن يحيا في روضٍ وجنان  

إنا قومٌ يهدينا في المحنة نور القرآن  

وتفيض علينا منه أمواج السلوان  

الله رحيم ، يا درنة ، الله رحيم بالإنسان  

يرحم شهداك ، يسكنهم في ظل الرضوان  

سيرف بهاؤك مخضراً خضرةً نيسان  

بعثك ، يا درنة ، آتٍ في زخم الطوفان  

سيموج بناؤك منبسطاً بجمال فنون العمران  

ستعودين بهيةَ ليبيا ، وبهية كل العربان  

الشعب هو الباني دوماً ، الشعب أساس البنيان  

وإرادة أهلك ، يا درنة ، من صخر الصوان  

وسوم: العدد 1050