رجاء
يا أقصى أنت بوجداني=و صمودُك ثبَّت إيماني
أصبحتُ و صدري منشرحٌ=و الشوق لنصرك أبكاني
و الفرح اليوم بأمتنا=قد أسعد كل البلدان
فالغاصب يجترئ عليك=فترد الأُسدُ على الجاني
و هدوءٌ يسبق عاصفة ً=تنفجر بحمم البركان
برا أو بحرا أو جوا=لتحاصر كل الأركان
طوفان الأقصى ينقضُّ=يقتصُّ لمسرى العدنان
منطادٌ يسري بالليل=أبإنسٍ يهجمُ أم جان
كي يهبط فوق مخادعهم=و يشق الليل بنيران
و يبث الرعب بصهيون= يضرب في العمق بإتقان
عشرات القتلى و الأسرى= من كل خسيس و جبان
و مئات الجرحي ترتقب=هلعا في ذل و هوان
و الصدمة توسِعُهم فزعاً= كلٌّ يصرخ في هذيان
و خئونٌ يهربُ منهزماً=و يجُرُّ ذيولَ الخُسران
و الفجرُ تلوحُ بشائرُه=مِن بعد عميقِ الأحزان
و بإذن الله ستنتصرُ=بالحقِّ جنودُ الرحمن
فالنصرُ قريبٌ موعدُه=كي يفرحَ أهلُ الإيمان
مَنْ نَصَرَ اللهَ سينصرُه=و الباغي يعودُ بخذلان
يا قدس حُبُّكِ في القلب=هو حبُّ إخاءٍ و إيمان
فالوطن الأصغرُ لي روضٌ=و الوطنُ الأكبر بستاني
* * *=* * *
في عز الدين القسام=عزمٌ بثباتٍ و إيمان
و كذلك كل مقاومة=تسهم في صد العدوان
لن نخضَعَ أبداً لعدوٍّ=قد جاء لنهب الأوطان
قد جاء يقيمُ له وطناً=بالغصب و زعمِ البُهتان
في غزة و القدس البشرى=بوصول المَدَدِ الربّاني
سندافع عن شرفِ الأمة= ببسالة أسدٍ شجعان
و نخط سطوراً من فخرٍ=و نقول بفمٍّ ملآن
أنا غزةُ هاشم يا قومي=و العزةُ دوماً عنواني
أنا أرض فلسطين الأقصى=و سأحمي بلادي و شطآني
يكفينا إن قلَّ نصيرٌ=في الأرضِ و دنيا الإنسان
يكفينا المددُ من الله=ربٍّ حنانٍ منان
* * *=* * *
و العالمُ يصمتُ عن عمْدٍ=يتجاوزُ عن ذاك الجاني
أرأيتم مجلسَ أمنهمو=كم لزم الظلمَ بإدمان
إن تكُنِ المصلحةُ لهمو=هبُّوا و تنادوْا بتفان
أو يًكُنِ الحقُّ لغيرهموا=برعوا بهروبٍ و توان
أرأيتم من صاحوا كثيراً=ببنود حقوق الإنسان
أرأيتم من زعموا عدلاً=غربياً أو أمريكاني
جعجعةٌ من غير طحينٍ=و صياحٌ في كلِّ أوانِ
* * *=* * *ِ
و الأمُّ تودِّعُ فارسها=تودِعُهُ النُّصحَ بتحنان
و تقولُ برفق و رجاءٍ=ثبتك الله بميدان
و تُغالبُ دمعاً بالعين=و تُداري الدَّمعَ بكتمان
و تقول نذرتُك يا ولدي=لفداء الدين و أوطاني
و تقول بررتَ أيا ولدي=و مزجتَ البرَّ بإحسان
و رضيتُك يا فلذةَ كبدي=أن تصحبَ أشجعَ فُرسان
إنْ تلقَ عدواً يا ولدي=فتمثلْ سمتَ الشجعان
و استشرف لجنان الخلد=مع أحمدَ طهَ العدنان
من مات شهيدا صُحبته=أبو بكر و عمر و عثمان
و عليٌّ ابن أبي طالب=و كرامُ الصَّحبِ و سلمان
من مات شهيدا قد فاز=بشراه أتت بالقرآن
و دماؤك عربون النصر=في أرضي تاجِ البلدان
و اذكرني إن مِتَّ شهيداً=و اشفع لي عند المنان
ضحَّيتُ بأغلي ما عندي=ولدي و ضنايا و وجداني
فيَرُدُّ فتاها في أدبٍ=و بِرُوح الوُدِّ و عرفان
و يقول دعاؤك يا أمي=يغمرُني بفيضٍ رباني
و فراقك إن عزَّ عليَّ=فالهاتفُ نادي و دَعاني
لن أركعَ أبدا يا أمي=إلا لله الرحمن
فالموتُ بِعِزٍّ أرقبه=لن أرضي بذلٍّ و هوان
سأقابلُهم بالترحاب=بالسيف سأكرمُ ضيفاني
بسلاحٍ أبيضَ ألقاهم=أو حتي بصدرٍ عُريان
إن منعوا عني أسلحةً=فسلاحي دمائي بشُرياني
ترتعدُ فرائصُهم فَرَقاً=رغم آلياتٍ و حُصون
و تزيغُ عيونُهمو هلعاً=إن أحدٌ منهم يلقاني
فالواحدُ منهم تعرفه=بالغدرِ و بصفات جبان
مهما قد جمَع بجُعبته=أسلحةَ البرِّ و طيران
و الأمُّ تقولُ استودعتك=ياولدي رعايةَ رحمن
و تشيرُ إليه مُلَوِّحةً=بيدين و تشهدُ ببنان
حتي إن غاب لمقصده=ينهمرُ الدَّمعُ الهتان
ربَّاه احفظْه و ثبته=و انصرْه في كلِّ مكان
ينطلقُ الفارسُ في عزمٍ=و يرتل آيَ القرآن
حتي إن ظفرَ ببُغيته=و اختار مكاناً لكمين
و اقترب المُجرمُ يرتعد=في وسط سلاحٍ و حصون
انقضَّ عليه بلا وجلٍ=و انفجر الكلُّ كبركان
قد قدَّم عربون العزة=كي تحيا بلادي بأمان
و يروم الفردوسَ الأعلي=و المهر تَقدَّم لحِسَان
هل فاحَ عبيرٌ من مسكٍ=هل فُتحت أبوابُ جنان
فدماء الشهداءِ دواماً=عربونُ النصر و عنوان
* * *=* * *
يا ربَّ الناس و خالقَهم=الطُفْ يا ربَّ الأكوان
أنت المرجُوُّ لتنقذَنا=ندعوك بربٍّ رحمن
أنت المأمولُ لنصرتنا=نصراً مِن عندك ربَّاني
لا حولَ و لا قوة إلا=بالله الملكِ الديان
ندعوك بقلبٍ يَملؤُه=حبٌّ و رجاءٌ و أماني
أيِّدْ بالحقِّ مقاومةً=قامت في وجه الطغيان
اجمع شملاً وحِّدْ صفّاً=سدِّدْ رميتَهم لجبان
ارحم غربتهم في زمنٍ=كثر من الناس الخذلان
إن قطع الناسُ حبالَهُمو=من قاصٍ منهم أو دان
أنت المأمولُ لنجدتنا=و عليك جميلُ التُّكلان
و عليك بأعداءٍ جَمَعوا=مكراً و سلاح البهتان
فاقذف رعباً بقلوبهمو=ليلوذَ جبانٌ بجبان
و ارددهم عن كل بلادي=بهوان الذُّلِّ و خسران
عجِّلْ يا ربّ بنصرتنا=عجِّلْ بكرامةِ أوطاني
و ارزقنا براعٍ نحمدُه=و يسير بحكمة رُبان
و يوجه دفَّةَ مركبِنا=للحكم بنور القرآن
و ارزقنا صلاةً بالأقصي=مسري المختار العدنان
و يعود العزُّ لأمتنا=و ترفرف رايةُ إيمان