خلّيكِ وحدكِ تنزفين

خلّي الجراحَ على الجراحِ قُراحا= و استمرئي كأسَ المنيّةِ راحا و استبسلي ببسالةٍ قدسيّةٍ = و دعي كلاب القومِ عنكِ نباحا واستشهدي إنّ الشهادةَ عزّةٌ = و لِتَرتَدي عزَّ العُصور وِشاحا هيّا احملي مجدَ الكرامةِ رايةً = و استنهضي بين الرُّكامِ فلاحا أنتِ الرسالةُ تُنبئينَ بنصرِنا = هذي النبوءةُ أسفرَتْ إصباحا من بينِ أزمنةِ التخاذلِ أشرقتْ = مِن غزّةَ الوجعِ الكبيرِ صباحا المجدُ مجدُكِ من عصورِ شموخهِ = يعلو زمانَكِ جيئةً و رواحا حملوا عليكِ بحقدِهمْ يا ويلهم = غضبُ الحليمِ يُحرِّقُ السفّاحا إنْ دبَّ يأسٌ في النفوسِ نفوسِنا = فبكِ الرجاءُ يصارعُ الأتراحا أملاً يشعُّ لأُمّةٍ, أوطانُها = أشلاءُ أرضٍ ترفضُ الإصلاحا خلّيكِ وحدكِ تنزفينَ شجاعةً = أبناءُ عمُّكِ سامروا الأقداحا فَلَإِنْ أتوكِ على المذلّةِ أهلكوا = صرحًا بنيتِ وهدّموا الأرواحا ملأوا ضمائرَهمْ بقيحِ نفوسهم = يتمايلونَ بذلّةٍ أشباحا يا أمّةً مَسَختْ عصورَحضارةٍ = و تهافتت ذلاّ تعيشُ نياحا أبناءُ خنزيرٍ يقودُ شعوبُها = و الكلُّ يُنسبُ للرسولِ جناحا و همُ القرودُ بنو القرودِ وأصلُهم = لبني قريظةَ نسبةً و صُراحا و الناسُ قد هجروا الأصالةَ و النُّهى = حتّى بَدَوا من قهرِهمْ أتراحا يا غزّةَ الإيمانِ ضلَّ يقينُنا = في الظلِّ ينهشُ شكّهُ نوّاحا لا بأسَ إن نزفَ الوريدُ دماءَهُ = و تقطّعتْ أجسادُنا ألواحا صبراً فإنَّ النصرَ بشّرَ أُمّةً = صبراً على ألمٍ يفيضُ بُراحا اليوم تولدُ من جديدٍ أمّةٌ = نهضَتْ بصبرٍ تستعيدُ نجاحا بتواضعٍ مَحَقَتْ سنينَ مذلّةٍ = لم تعبدِ الخذلانَ و الأقداحا مهما تطاولَتِ الفجائعُ تمتطي = ظهر المنايا عزّةً و كفاحا ما همّها اُمَمُ الطغاةِ و جورها =ستظلُّ صامدةً تَعزُّ سلاحا هيَ غزّةُ الإيمان تنهضُ عزّةً =رغمَ المواجعِ تزدهي أفراحا بشراكِ هذا المجدُ كلَّلَ أهلَها = و استبشري خيرًا يعمُّ بطاحا